نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


هل جائحة "كوفيد-19" سوف تغير اساليب السفر؟




برلين - يتفق الكثيرون أننا نكون في قمة سعادتنا عندما نكون في عطلة. إلا أنه أصبح من المستحيل الآن الذهاب لمكان مختلف في ظل تحذيرات السفر الموجودة في مختلف أنحاء العالم. وبدلا من السفر إلى الخارج يتم إعادة المواطنين إلى أوطانهم.

ما الذي يحدث لنا عندما تصبح أكبر مغامرة لنا ليست رحلة إلى ساردينيا أو سان فرانسيسكو إنما تمشية في المتنزه.

درس عالم المستقبل والباحث في مجال السياحة هورست أوباشوفسكي السفر لأكثر من 30 عاما؛ لماذا يسافر الأشخاص وإلى أين هم ذاهبون وما الذي يسعون له في أقاصي الأرض. ويقول إن حقيقة أنه لم يعد أمامهم فجأة مكانا للسفر إليه لم يُرى من قبل.

إن ما توصل إليه الخبير واضح: "بدون السفر الإنسان عرضة للمرور بأعراض الانسحاب"، على حد قوله "لأن السفر ببساطة هو جزء من الحالة الإنسانية". لقد كنا كبشر كثيري التنقل قبل أن نستقر .


 
ويقول إن السفر هو الشكل الأكثر شعبية للسعادة حيث أنه "يسمح لنا بتغيير المكان الذي نوجد فيه ومن نكون أيضا". يغير الكثير من الأشخاص شخصياتهم وأسلوبهم عندما يسافرون. وفيما لم يعد هذا ممكنا حاليا، لم يعد من الممكن أيضا أخذ إجازة من كونك نفسك.
وهناك أثر آخر وهو أنه بدون سفر هناك ببساطة القليل من الحركة والإثارة. ويقول أوباشوفسكي: "القوة المحركة وراء الحركة والسفر هي الخوف من أفتقاد شيء من الحياة".
وكلما كان الأشخاص يافعين، زادت أهمية السفر. وفي الحقيقة في السنوات الأخيرة تحصل على انطباع بأن السفر أصبح رمزا للحالة ومصدرا للمعنى لكثير من أبناء جيل الألفية. فالجميع يجب أن يذهبوا إلى بالي ونيويورك في مرحلة ما.
ولكن أليس من اللطيف الاستمتاع بالمنزل كنوع من التغيير؟ هذ يتوقف على مدة استمرار حظر السفر، بحسب أوباشوفسكي.
يقول أوباشوفسكي: "بغض النظر عن مدى نظافة المنزل حاليا، ولكن في مرحلة ما يجب ان تغادر. هناك حاجة للخروج من الروتين اليومي، من العادات ،من المواعيد، إلى آخره". الإنسان ببساطة بحاجة لنقيض للحياة اليومية.
وفي حين أن الهدوء المنصوح به قد يكون مفيدا للبعض منا الآن، يعتقد أوباشوفسكي أنه في حال استمر الوضع فلن يجدي نفعا حقيقيا على المدى الطويل.
ويقارن الأمر بالاشتياق للتقاعد. ويعتقد العالم بالمستقبل: "هناك الكثيرون الذين يتطلعون لإنهاء مسيرتهم المهنية. إنهم يستمتعون بالوقت لتنظيف شقتهم ولكن هذا الشعور لا يدوم للأبد".
ويقول أوباشوفسكي: "يمكن الاستمتاع بهذا لفترة مؤقتة ولكن الإنسان كائن نشيط ويحتاج إلى البقاء منشغلا". وتدور الدائرة كالتالي: الضجر من الاضطرار لفعل شيئ ما يؤدي إلى الاجهاد. وبالتالي يشتاق المرء إلى السكينة والهدوء. ولكن عندما تأتي هذه السكينة، لا يمكن تحملها على المدى الطويل.
وحتى تنتهي هذه الجائحة، كل ما يمكن أن نفعله هو وضع خطط والحلم بشأن السفر في مرحلة ما في المستقبل. وعلى كل، فإن الترقب هو شكل من أشكال السعادة.
 ولكن هل الأزمة سوف تتسبب في تغيير دائم في السفر؟ لا يعتقد أوباشوفسكي هذا ويقول: "لقد شهدت أزمة النفط وتشرنوبل وحرب الخليج 1991 وهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.. ودائما ما قيل إن لا شيء سوف يكون كالسابق مجددا.. ولكن هذا لم يكن صحيحا قط".

د ب ا
الثلاثاء 14 أبريل 2020