نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


هل يمكن فهم الإنتخابات الرئاسية بتونس من خلال الهدف الوحيد الذي أحرزه المنتخب التونسي...؟




تونس - صوفية الهمامي - كانت المدينة الرياضة برادس جنوب العاصمة تونس على موعد واحد لباقة من الوعود، ووعود سياسية وضعها أمام الشعب التونسي رئيسه الحالي ومرشح الحزب الدستوري الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المزع عقدها في الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري الرئس زين العابدين بن علي، ووعود رياضية وقعها المنتخب التونسي للترشح إلى كأس العالم ليحمل آمال التونسيين إلى كيب تاون عاصمة جنوب إفريقا سنة 2010.


زين العابدين بن علي ...هدف وحيد واضح
زين العابدين بن علي ...هدف وحيد واضح
فكثيرا ما يتساءل المرء، هل تصلح الأحداث المتقابلة منهجا لقراءة الواقع السياسي في وطننا العربي بصورة خاصة، ولو طبقنا ذلك على أحداث يوم الأحد 11 أكتوبر 2009 وما حدث فيها من تفاصيل كثيرة، إمتدت على ساعات النهار بطولها من شروق الشمس حتى غروبها، فسنجد أن جميع هذه التفاصيل يمكن ان تنحصر بين نقطتين أو توضع بين قوسين مغلقين طرفاهما السياسة من جهة والرياضة من جهة أخرى. وليس عجيبا أن يلقي كل حدث ظلاله على الحدث الذي يقابله ويفسره أحسن تفسير، ولأن السياسية أكبر خطرا وأشد تاثيرا في مصائر البشر فإن الرياضة تبدو أقل شأنا من السياسة في ذلك، ولكن بشيء من التأمل والتعمق فيما يسقط على الرياضة من سياسة، من باب تسييس الكرة أو تكوير السياسة، أي باستخدام منهج القراءة التقابلية فإن الرياضة تصبح مفتاحا صالحا لتفسير الحدث السياسي الذي يقابله.
* في الحدث السياسي
شبّان تونس وفتياتها يتبادلون كلاما مبهما أشبه بغزل خفيف تحت رذاذ خريفي تحول إلى مطر غزير، الثامنة صباحا، تزداد حركة المرور في شارع الحبيب بورقيبة في يوم عطلته الأسبوعية، يمر سرب من السيارات المغلفة باللّون السفرجلي إستئجرها أمين عام "حزب تونس الخضراء" المنجي الخماسي بمبلغ 12 ألف دينار، ليقوم بدورته الشرفية الإستعراضية بأكبر شوارع العاصمة قبل أن يلتحق بالمدينة الرياضية برادس، لمساندة الرئيس بن علي الذي وجه خطابه المحمل بالوعود إلى ما ينيف على خمسة عشر ألفا من التونسيين والتونسيات الذين تسابقوا للحضور في الملعب الذي يعرفونه جيدا من وقائع لا علاقة لها بالسياسة، وهم يعلمون أنهم سيعودون إلى المكان نفسه مساء نفس اليوم لكي يشهدوا الوجه الآخر من وظيفة الموقع /الملعب .
قدم بن علي باقته الملونة من الوعود، غطت معظم جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والثقافية مركزا بالخصوص على الأوضاع الداخلية في ابعادها الجهوية والمناطقية.
الرئيس المرشح للانتاخابات الرئاسية تقدم إلى الشعب التونسي ببرنامج جديد إختار له شعار "معا لرفع التحديات "، برنامج للخمس سنوات القادمة 2009-2014 ضم 24 محورا رسمت افاقه على ضوء ما تحقق من مكاسب وانجازات.
جدير بالذكر أن بن علي قد وعد بأنه سيتيح مجالا أوسع للشباب بإحداث برلمان للشباب يكون مؤسسة إستشارية تسهم في غرس المواطنة لديهم وفي اشراكهم في الشأن العام والحياة السياسية. وبزيادة حضور المرأة في الشان السياسي بنسبة 35 بالمائة، ووعد الأحزاب السياسية بأن الفترة القادمة ستكون مرحلة دعم أكبر من الدولة لها ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة. كما وعد بالعمل على مزيد ترسيخ مقومات الديمقراطية المحلية وتوسيع مجالات الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني . وتطوير أداء الإعلام والنهوض بأوضاع العاملين فيه، وتوسيع صلاحيات المجلس الأعلى للاتصال وتطوير مشمولاته ودعم المهن الصحفية وتحسين أوضاع الصحافيين. العمل على تعزيز الشفافية ومزيد تطوير العلاقة بين الادارة والمواطن من خلال استكمال برنامج الادارة الالكترونية. إحداث مراكز ثقافية بالدول العربية والاجنبية للتعريف بتونس ، إنشاء مدينة للصناعات التقليدية والحرف الفنية، احداث نظام جزائي للشباب وتوحيد سن الرشد المدني وارساء آليات ملائمة لحماية الطفل.
كما وعد بن علي بالعمل على تقليص نسبة الفقر والقضاء على البطالة "فلا أسرة دور شغل او مورد رزق بعد اليوم". زيادة نسبة التغطية الاجتماعية والقيام بدراسات استشرافية عن أوضاع الأسر التونسية، تمكين العائلات من امتلاك مسكن لائق، وتطوير القطاع الصحي والتعليم ، وجعل تونس منارة ثقافية بإقامة خماسية الثقافة من خلال وضع برنامج سنوي لكل فن، وجعل تونس أيضا قطبا تجاريا ومنارة اسلامية مشعة بالدين الاسلامي المستنير ...
* في مرآة الرياضة
إن كان المنتخب التونسي قد إستطاع أن يبلغ غايته بعد غروب شمس يوم الأحد، بتسديد الهدف الذي يرجح فوزه للتقدم خطوة أخرى للترشح لكأس العالم، معتمدا في ذلك على حبكة كروية دقيقة قادته إلى الفوز. فإن السياسي الأول في تونس لن يقل حنكة في الوصول إلى أهدافه بالفوز في الإنتخابات القادمة كما يبدو متّخذا من فوز المنتخب التونسي فال حسن للفوز السياسي المضمون حسب ما إتضح للجمهور العريض والمراقب السياسي ممّا عكسته مرآة الرياضة .


صوفية الهمامي
الاثنين 12 أكتوبر 2009