هناك طبقة عريضة من الكتاب والمفكرين الذين عاشوا حقبة الحرب الباردة واستعارها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لا تزال حبيسة تلك الحقبة وحساباتها السياسية والاستراتيجية. في تلك الحقبة الدول لم يُنظر لها سوى بكونها وحدات جغرافية وسياسية مصمتة تتحدد قيمتها في "سوق" الصراع القطبي بحسب تبعيتها وخدمتها لهذا القطب ام ذاك. آنذاك لم يكن هناك اي اهتمام بما هو داخل الدولة، بالشعب وحرياته وطموحاته، إلا بالقدر الذي تؤكد قواه استدامة نمط التبعية الخارجي. لكن غالبا ما كان قرار تبعية هذا القطب او ذاك محصورا بالنخبة السلطوية المستبدة. قامت انظمة كثيرة بجرائم هائلة ضد شعوبها، لكن لم يتدخل العالم لاستحالة القيام بذلك، ولأن اي تدخل سوف يصنف على انه اعتداء من معسكر على المعسكر الآخر. |
عيون المقالات
|
هيكل وتدمير سورية وشعبها من أجل روسيا والصينقبل عدة سنوات استبشر كثيرون بإعلان محمد حسنين هيكل اعتزاله الكتابة بعد عقود طويلة من ممارستها، صحافة وكتبا. كان ذلك قرار حكيما متسقا مع ما تفترضه طبائع الامور والحياة في كل حالة يتحول معها الاستمرار في ممارسة ما، خاصة الكتابة، الى حالة سوريالية تجمع التدمير الذاتي الى تزييف الوعي العام. تتضاعف حكمة قرار الاعتزال عندما تحدث في الوقت الملائم، كاعتزال لاعبي كرة القدم وهم في قمة عطائهم. وعندما يتأخر الاعتزال عن الوقت الملائم تتطور الاعتلالات الى انحدار سريع. بعض الكتاب يستمرون في العطاء حتى اللحظة الاخيرة من حياتهم وتظل افكارهم مشعة ومتزنة ومواكبة لتغير الزمن. البعض الآخر ينغلق في زمن معين، او حقبة تاريخية ما، او تجربة محددة، ثم يعمد الى حشر السياسة والتاريخ والتحليل وكل ما هو مستجد ضمن المنظور الضيق الذي اعتاد عليه، ووقع سجينا له.خالد الحروب
الاربعاء 27 يونيو 2012
إقرأ المزيد :
التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه - 24/06/2025سوريا المستحيلة: سؤال “نحن” بعد خراب “الكلّ - 24/06/2025( التفكير النقدي الإيجابي هو العلاج ) - 17/06/2025انهيار إمبراطورية إيران - 17/06/2025 |
|
|