وبينما تتجاهل الفقمات تماما الأعمال الفنية، البطاريق، بعد أن زال عنها الخوف، تبدأ في العراك من أجل الحصول على أفضل موقع ليتابعوا بدقة كيف تعمل هذه الحشرة الميكانيكية الغريبة المزودة بألواح شمسية، وكيف تتحرك فوق جبال الجليد كما لو كانت تحطمه. إنه مجرد عمل رمزي يشير إلى ظاهرة ذوبان جليد القطبين بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري. مرحبا بكم في أول بينالي دولي للفنون في أنترتيدا.
شارك خواكين فارجاس مع عشرات الفنانين من مختلف أنحاء العالم، وصلوا إلى هذا المكان النائي على متن سفينة أبحاث روسية، في الحدث الفريد الذي أقيم تحت رعاية اليونسكو والفنان والفيلسوف الروسي الكسندر بنوماريف. يهدف هذا الملتقي في المقام الأول لتسليط الضوء على قضايا مهمة منها على سبيل المثال، مستقبل البشرية، مصير الفن ومصير قارة انترتيكا، التي تعد من الملاذات الطبيعية المتبقية والتي يتوقف مصير الكوكب على الحفاظ عليها.
وهكذا غمر الفنانون كافة أرجاء الجزيرة بمجموعة من الأعمال المختلفة، موضوعها الأساسي حماية هذا الملاذ الطبيعي والمحافظة عليه بأسلوب أكثر استدامة. بدوره قدم الفنان الأرجنتيني توماس ساراسينو، المقيم في برلين، مجموعة من المنحوتات باللون الأسود، تحاكي العصر الأيوسيني، وجعلها تحلق فوق خليج جزيرة باراديس، في إشارة رمزية إلى الرغبة في التخلص من تأثير المحروقات على جليد القطبين.
أما الفنان الياباني شو هاشي جاوا، فقد طرح فكرة ضرورة الاعتماد على الطاقات المتجددة من خلال ألواح تزلج منحوتة من الجليد، تساعد على انتاج طاقة نظيفة سوف يستخدمها بعد ذلك لكي يرسم بقلم رصاص ضوئي مغناطيسي المشاهد البانورامية البيضاء في انترتيكا.
ابتكر الفنان الإكوادوري بول روسيرو كونتريراس كبسولة مهيئة مناخيا تستوعب شجيرة كاكاو جلبها من مسقط رأسه، ووضعها على الجليد معرضة للمناخ الطبيعي، بغرض توجيه الأنظار إلى إمكانية تفعيل نقاش حول وضع بيئ أقل تشاؤما يركز بصورة أكبر على التوصل إلى حلول جديدة.
أما عمل الفنان البرازيلي الكسيس انستازيو فقد أبهر وحبس أنفاس جميع المشاركين في البينالي الأول لفنون أنترتيكا فقد رسم بوسائط ضوئية على جبال الجليد المتناثرة في خليج باراديس حيوانات مهددة بالانقراض، وكتب إلى جوارها رسائل تحذيرية من عواقب التغير المناخي. كما عرض انستازيو على الجليد رسوما لحيوانات انقرضت بالفعل، وبينما ظهر من بينها الحوت الأزرق العملاق بصورة محزنة، في إشارة تفاؤل كان هناك نموذجان لحوتين أحدبين ليؤكدا بقائهما، في لحظة مؤثرة تدعو للتفكير والتأمل.
ومع ذلك وسط هذه الأجواء، كان هناك تساؤل مثير للشك: ألا تمثل سفينة ضخمة تقل مئات الفنانين على متنها تناقضا صارخا مع رسال الحماية والحفاظ على البيئة التي يطلقها هذا الحدث الفني؟ "بدون أدنى شك، ولكن طالما كان تأثير رسالتنا أكبر من تأثيرنا على البيئية فلا ضرر في ذلك"، يوضح الفنان الأرجنتيني خواكين فارجاس، مضيفا أنه "يتعين علينا أن نقوم بشيئ، حتى لو لم نكن على علم بالنتائج، لأننا عندما لم نفعل شيئا على الإطلاق كانت النتائج كما هي معروفة الآن".
إدراكا منها لهذا الجانب، اكتفت الفنانة الإسبانية إيولاليا فايدوسيرا بإرسال عملها الفني فقط، رافضة مصاحبة مجموعة الفنانين على متن السفينة الروسية على اعتبار أن هذا سيسهم في تقليل أثر التلوث. وقد أذيعت عبر مكبرات الصوت الرسائل الشعرية التي تلقتها هذه الفنانة، عبر توارد الخواطر، بوصفها وسيط روحاني، من الحيوانات على قارة انترتيكا. من جانبه ابرز مؤسس البينالي الكسندر بنوماريف أهمية التعاون بين الفنانين والأشخاص المهتمين بالوسط الفني والعلمي، فضلا عن الأشخاص الذين يتحلون بروح المغامرة والانطلاق، في حماية البيئة وخاصة في مكان مهدد مثل قارة انترتيكا، مؤكدا أن "العلوم والفنون معا بوسعهما بناء مفاهيم جديدة للتعاون بين البشر لتحسين ظروف العالم".
وهكذا اصطحب الفنان الروسي على متن السفينة العشرات من الإنشائيين والعلماء أصحاب الرؤى من مختلف المجالات، وخبراء التكنولوجيا، بالإضافة إلى مفكرين وفلاسفة من جميع أنحاء العالم، في رحلته إلى القارة الثلجية. "كانت فكرتي إقامة بينالي فنون غير عادي يسعى للترويج للحوار بين الأفكار والمناهج والعلوم المختلفة، لإعادة التفكير في مستقبل البشرية من منصة واحدة يتشارك فيها الجميع"، يضيف بنوماريف.
بطبيعة الحال، هذه فكرة نظريا جميلة، ولكن عند التطبيق في الغالب لا يكون التعاون بين الفنانين والعلماء بهذه البساطة، وهو ما تجلى بوضوح على متن المركب. "لا يهم. هذا البينالي يعد مجرد بداية لإقامة جسور وروابط بين التجمعات التي لا تزال تدير ظهرها لبعضها البعض. قمنا هنا بغرس البذرة"، توضح تاتيانا كوروشكينا، رئيسة مؤسسة "كوو ارتس برشلونة، والتي ساهمت في تنظم البينالي.
تؤكد خبيرة الفنون الروسية أن الفنانين والعلماء يمكنهم تعلم الكثير من بعضهم البعض، ولكن تنقصهم منصة تجمع بينهم. "العلماء بوسعهم استلهام الإبداع والتلقائية التي يتمتع بها الفنانون، الذين بدورهم يمكنهم الاستفادة من معارف العلماء لتطوير فنونهم"،و تعرب كوروشكينا عن قناعتها بأنه بعد البينالي ستظهر الكثير من المشاريع والمبادرات المشتركة بين فنانين وعلماء، نتيجة لتجربة التعايش بينهم والتي امتدت على مدار أكثر من أسبوعين، وبالفعل فقد أعرب الأرجنتيني خواكين فارجاس رغبته في التعاون من خبيرة الغلاف الجوي ليسن شولتز على مشروع مشترك.
وتؤكد شولتز "سندرس معا العلاقة المعقدة بين الانسان وبيئته المحيطة، ونحن على قناعة بأن هذه الدراسة ستفيدنا نحن الاثنين في تطوير أبحاثنا".
أما مهندسة علوم الفضاء باربرا إيمهوف، فتعتزم ضم الفنان الإكوادوري بول روسيرو كونتريراس، نظرا لإلمامه الكبير بفنون الزراعة وعلوم النبات، لمشروعها القادم لتشييد صوبة نباتية سوف توضع على كوكب المريخ، وسوف تبدأ تجربتها اعتبارا من الخريف المقبل على سطح انترتيكا.
شارك خواكين فارجاس مع عشرات الفنانين من مختلف أنحاء العالم، وصلوا إلى هذا المكان النائي على متن سفينة أبحاث روسية، في الحدث الفريد الذي أقيم تحت رعاية اليونسكو والفنان والفيلسوف الروسي الكسندر بنوماريف. يهدف هذا الملتقي في المقام الأول لتسليط الضوء على قضايا مهمة منها على سبيل المثال، مستقبل البشرية، مصير الفن ومصير قارة انترتيكا، التي تعد من الملاذات الطبيعية المتبقية والتي يتوقف مصير الكوكب على الحفاظ عليها.
وهكذا غمر الفنانون كافة أرجاء الجزيرة بمجموعة من الأعمال المختلفة، موضوعها الأساسي حماية هذا الملاذ الطبيعي والمحافظة عليه بأسلوب أكثر استدامة. بدوره قدم الفنان الأرجنتيني توماس ساراسينو، المقيم في برلين، مجموعة من المنحوتات باللون الأسود، تحاكي العصر الأيوسيني، وجعلها تحلق فوق خليج جزيرة باراديس، في إشارة رمزية إلى الرغبة في التخلص من تأثير المحروقات على جليد القطبين.
أما الفنان الياباني شو هاشي جاوا، فقد طرح فكرة ضرورة الاعتماد على الطاقات المتجددة من خلال ألواح تزلج منحوتة من الجليد، تساعد على انتاج طاقة نظيفة سوف يستخدمها بعد ذلك لكي يرسم بقلم رصاص ضوئي مغناطيسي المشاهد البانورامية البيضاء في انترتيكا.
ابتكر الفنان الإكوادوري بول روسيرو كونتريراس كبسولة مهيئة مناخيا تستوعب شجيرة كاكاو جلبها من مسقط رأسه، ووضعها على الجليد معرضة للمناخ الطبيعي، بغرض توجيه الأنظار إلى إمكانية تفعيل نقاش حول وضع بيئ أقل تشاؤما يركز بصورة أكبر على التوصل إلى حلول جديدة.
أما عمل الفنان البرازيلي الكسيس انستازيو فقد أبهر وحبس أنفاس جميع المشاركين في البينالي الأول لفنون أنترتيكا فقد رسم بوسائط ضوئية على جبال الجليد المتناثرة في خليج باراديس حيوانات مهددة بالانقراض، وكتب إلى جوارها رسائل تحذيرية من عواقب التغير المناخي. كما عرض انستازيو على الجليد رسوما لحيوانات انقرضت بالفعل، وبينما ظهر من بينها الحوت الأزرق العملاق بصورة محزنة، في إشارة تفاؤل كان هناك نموذجان لحوتين أحدبين ليؤكدا بقائهما، في لحظة مؤثرة تدعو للتفكير والتأمل.
ومع ذلك وسط هذه الأجواء، كان هناك تساؤل مثير للشك: ألا تمثل سفينة ضخمة تقل مئات الفنانين على متنها تناقضا صارخا مع رسال الحماية والحفاظ على البيئة التي يطلقها هذا الحدث الفني؟ "بدون أدنى شك، ولكن طالما كان تأثير رسالتنا أكبر من تأثيرنا على البيئية فلا ضرر في ذلك"، يوضح الفنان الأرجنتيني خواكين فارجاس، مضيفا أنه "يتعين علينا أن نقوم بشيئ، حتى لو لم نكن على علم بالنتائج، لأننا عندما لم نفعل شيئا على الإطلاق كانت النتائج كما هي معروفة الآن".
إدراكا منها لهذا الجانب، اكتفت الفنانة الإسبانية إيولاليا فايدوسيرا بإرسال عملها الفني فقط، رافضة مصاحبة مجموعة الفنانين على متن السفينة الروسية على اعتبار أن هذا سيسهم في تقليل أثر التلوث. وقد أذيعت عبر مكبرات الصوت الرسائل الشعرية التي تلقتها هذه الفنانة، عبر توارد الخواطر، بوصفها وسيط روحاني، من الحيوانات على قارة انترتيكا. من جانبه ابرز مؤسس البينالي الكسندر بنوماريف أهمية التعاون بين الفنانين والأشخاص المهتمين بالوسط الفني والعلمي، فضلا عن الأشخاص الذين يتحلون بروح المغامرة والانطلاق، في حماية البيئة وخاصة في مكان مهدد مثل قارة انترتيكا، مؤكدا أن "العلوم والفنون معا بوسعهما بناء مفاهيم جديدة للتعاون بين البشر لتحسين ظروف العالم".
وهكذا اصطحب الفنان الروسي على متن السفينة العشرات من الإنشائيين والعلماء أصحاب الرؤى من مختلف المجالات، وخبراء التكنولوجيا، بالإضافة إلى مفكرين وفلاسفة من جميع أنحاء العالم، في رحلته إلى القارة الثلجية. "كانت فكرتي إقامة بينالي فنون غير عادي يسعى للترويج للحوار بين الأفكار والمناهج والعلوم المختلفة، لإعادة التفكير في مستقبل البشرية من منصة واحدة يتشارك فيها الجميع"، يضيف بنوماريف.
بطبيعة الحال، هذه فكرة نظريا جميلة، ولكن عند التطبيق في الغالب لا يكون التعاون بين الفنانين والعلماء بهذه البساطة، وهو ما تجلى بوضوح على متن المركب. "لا يهم. هذا البينالي يعد مجرد بداية لإقامة جسور وروابط بين التجمعات التي لا تزال تدير ظهرها لبعضها البعض. قمنا هنا بغرس البذرة"، توضح تاتيانا كوروشكينا، رئيسة مؤسسة "كوو ارتس برشلونة، والتي ساهمت في تنظم البينالي.
تؤكد خبيرة الفنون الروسية أن الفنانين والعلماء يمكنهم تعلم الكثير من بعضهم البعض، ولكن تنقصهم منصة تجمع بينهم. "العلماء بوسعهم استلهام الإبداع والتلقائية التي يتمتع بها الفنانون، الذين بدورهم يمكنهم الاستفادة من معارف العلماء لتطوير فنونهم"،و تعرب كوروشكينا عن قناعتها بأنه بعد البينالي ستظهر الكثير من المشاريع والمبادرات المشتركة بين فنانين وعلماء، نتيجة لتجربة التعايش بينهم والتي امتدت على مدار أكثر من أسبوعين، وبالفعل فقد أعرب الأرجنتيني خواكين فارجاس رغبته في التعاون من خبيرة الغلاف الجوي ليسن شولتز على مشروع مشترك.
وتؤكد شولتز "سندرس معا العلاقة المعقدة بين الانسان وبيئته المحيطة، ونحن على قناعة بأن هذه الدراسة ستفيدنا نحن الاثنين في تطوير أبحاثنا".
أما مهندسة علوم الفضاء باربرا إيمهوف، فتعتزم ضم الفنان الإكوادوري بول روسيرو كونتريراس، نظرا لإلمامه الكبير بفنون الزراعة وعلوم النبات، لمشروعها القادم لتشييد صوبة نباتية سوف توضع على كوكب المريخ، وسوف تبدأ تجربتها اعتبارا من الخريف المقبل على سطح انترتيكا.