ومنذ ذلك الحين تحولت إيران إلى قبلة لوفود رجال الأعمال والمستثمرين الإسبان، الذين نجحوا في توقيع العديد من اتفاقيات الأعمال، ومذكرات التفاهم وتوثيق الاتصالات سريعا، على الرغم من أنه لم يتسع البعد لتنفيذ الاتفاقات الموقعة، بحسب تأكيدات السفير لوبيث بوسكيتس.
على الصعيد السياسي، أدى تعقد جهود تشكيل حكومة في إسبانيا لعدم التوافق بين الأحزاب وعدم وجود كتلة سياسية تمتلك الأغلبية البرلمانية لإنجاز هذا الاستحقاق منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في 20 كانون أول/ ديسمبر، إلى تعطيل الاتصالات على الصعيد الرسمي، بعد الزيارة الحكومية التي قام بها وزراء الخارجية، والتنشيط والسياحة والطاقة الإسبان إلى طهران في أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومع ذلك تتواصل جهود الدبلوماسية الاقتصادية بوتيرة متلاحقة، حيث يوضح السفير بوسكيتس أن إسبانيا يجب أن تؤكد حضورها في بلد بالغ الأهمية مثل إيران التي يبلغ حجم انتاجها من النفط 10% من الانتاج العالمي، ورابع أكبر احتياطي عالمي من النفط الخام وثاني أكبر احتياطي من الغاز.
ويعتبر قطاع الطاقة من أكبر عوامل جذب الاستثمارات الإسبانية للجانب الإيراني، فقبل فرض العقوبات الاقتصادية الدولية، كانت إسبانيا تستورد ما يعادل 14% من احتياجاتها من النفط من إيران عن طريق كبرى شركاتها مثل ربسول وسبسا. وقد بدأ بالفعل استئناف توريد النفط إلى إسبانيا، وفقا لما نشرته "بو ريبورت" المتخصصة على لسان وزير الداخلية الإيراني، بالرغم من عدم صدور تأكيدات بعد من الجانب الإسباني في هذا الشأن.
في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) أكد المتحدث باسم ربسول أن إيران يمكن أن تلعب دورا محوريا كمورد للنفط، ولكنها لن تكون مصدرا لجذب المزيد من الاستثمارات الإسبانية في هذا القطاع.
انشاء مشاريع بنية تحتية مثل الكباري، الطرق أو القطارات فائقة السرعة، يمكن أن تكون فرصة قوية بالنسبة للشركات الإسبانية، أخذا في الاعتبار قدرات والسمعة العالمية التي تتمتع بها شركات مثل رينفي وأديف التي انجزت مشروعات القطار فائق السرعة في بعض دول الخليج مثل السعودية، وبالفعل زار وفد من قطاع السكك الحديدية الإسباني (مافكس) طهران مؤخرا للتواصل مع السلطات الإيرانية حول هذا الموضوع.
في الوقت نفسه شهدت الاتصالات بين الجانبين دفعة قوية في القطاع السياحي، حيث دخلت شركة ديستينيا بالفعل السوق الإيراني في تموز/ يوليو الماضي، لتصبح أول شركة سياحة وسفر أونلاين تدخل السوق الإيراني، وبطبيعة الحال لم يكن هدفها تسفير إسبان إلى طهران، بل دخول هذا السوق لتقديم خدماتها في عالم السياحة والسفر إلى المواطن الإيراني، بحسب ما أوضحته لـ ( د .ب. أ ) مسؤولة الاتصال بالشركة الإسبانية أمايا ارتيتا، بالرغم من تأكيدها أن "تكلفة الاستثمار باهظة والعائد بطيء". إلا أنه في النهاية السوق الإيراني جدير بالاهتمام، حيث يشير آخر تقرير للمجلس العالمي للسياحة والسفر إلى توقعات بمضاعفة الإنفاق الإيراني على قطاع السياحة بحلول عام 2025. ولهذا تؤكد ارتيتا أن إيران كل شيء فيها يتشكل.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تسعى أيضا لإنشاء مجمع سياحي فندقي، ويمكن لشركة ميليا الإسبانية أن تلعب في هذا المشروع دورا مهما، ولا تخفي الشركة التي مقرها مايوركا اهتمامها باستكشاف أبعاد السوق الإيراني، بالرغم من عدم تأكيد مشاركتها في أي مشروع حتى الآن، حسب ما افادت به لـ( د .ب. أ) المتحدثة باسم الشركة آنا روبيو. وتحتاج إيران لتجديد أسطولها الجوي، كما يتضح من العقد الذي أبرمته طهران في كانون ثان/ يناير الماضي، لشراء 114 طائرة من طراز إير باص، سيتم تجميع عدد كبير منها في مصانع إسبانية.
أما سوق تصنيع السيارات الإيراني فيعتبر أيضا عنصر جذب قوي للاستثمارات الإسبانية، وقد تأثر هذا القطاع بشدة نتيجة للعقوبات، وبالفعل عقب رفعها بدأت شركات إسبانيا مثل سيات اتصالاتها، وقام بعض مسئوليها بزيارة طهران ضمن الوفود الرسمية في وقت سابق. وفي تصريح لـ ( د. ب. أ ) قال المتحدث الرسمي باسم الشركة "استمعنا لبعض العروض من جانب السلطات الإيرانية". أما قطاع الصناعات التكميلية فتتوقع شركات مثل خيستامب أن يكون لها دور مهم.
كما أشار السفير بوسكيتس أيضا إلى القطاع البيئي، وما يتطلبه من صناعات في مجال الطاقة البديلة والمتجددة، ومعالجة المياه ومخلفات الصرف الصحي، فضلا عن خبرات إسبانيا في إدارة المشروعات المتوسطة والصغيرة، ومجالات الانشاءات، وصناعات القيشاني والخزف والبورسيلان والسيراميك، موضحا أن شركات من بالنسيا رائدة في هذا المجال تجري اتصالات مكثفة على أوسع نطاق لدخول السوق الإيراني، فضلا عن نشاط شركات التصنيع الزراعي.
وفيما يتعلق بقطاع المنسوجات ، دخلت السوق الإيراني بالفعل شركات مثل مانجو وروزا كلارا وأدولفو دومينجيز، إلا أن شركات ضخمة مثل إنديتكس مالكة علامة "زارا" الشهيرة، لا تزال تنتظر، استقرار الأوضاع. كما انطلقت المعاملات التجارية بين البلدين بأقصى سرعة، وبالفعل دخلت مؤسسات هامة مثل بنوك سباديل وبيلباو السوق الإيراني وتبعتها بعض الغرف التجارية أيضا كأن آخرها غرفة مدريد.
باختصار هناك وفرة من المشروعات التي تحتاج إلى شركات إسبانية، وقد رصدت إيران بالفعل خطة لهذه المشروعات تبلغ كلفتها 250 مليار دولار ، ولكن ينقصها التمويل اللازم، وهذا يفتح الباب أمام فرصة أخرى عظيمة، خاصة وأن إيران تكاد تكون غير مديونة ، على العكس لديها أرصدة مجمدة في الخارج بسبب العقوبات، وبالتالي سيسمح إدخال نظام التحويل السريع "سويفت" بتسريع عملية دخول إيران للأسواق المالية العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل تهيئة الأجواء لدخول الشركات الإسبانية السوق الإيراني، لا تزال هناك بعض الأمور الهامة التي يجب حسمها، من بينها في المقام الأول، التأمين على الصادرات من جانب الحكومة الإسبانية، مسألة الحصول على تأشيرات وما يعتريها من أمور بيروقراطية من شأنها إبطاء قطاع السياحة، فضلا عن عدم وجود رحلات شارتر بين إسبانيا وإيران في الوقت الراهن. من ناحية أخرى أشارت شركة ديستينيا إلى وجود معوقات أخرى لدخول الشركات السوق الإيراني تتمثل في التأقلم على نظام التعامل المالي وفقا لقواعد السوق المحلي ومعوقات التسويق مع وجود قيود على مواقع التواصل الاجتماعي من بين عوامل أخرى.
بالرغم من ذلك، يرى السفير الإسباني لوبيث بوسكيتس أن إسبانيا لديها فرصة كبيرة لاستعادة موقعها كركيزة أساسية في السوق الإيراني والتي كانت تحتلها قبل عشر سنوات، بل وتجاوز أبعد من ذلك، أخذا في الاعتبار أن إسبانيا لم تحدث بينها وبين إيران أزمات سياسية ودبلوماسية مثل التي حدثت بين إيران ودول أخرى. أخيرا سقط آخر جدار يعوق التعاون الاقتصادي بين إسبانيا وإيران
على الصعيد السياسي، أدى تعقد جهود تشكيل حكومة في إسبانيا لعدم التوافق بين الأحزاب وعدم وجود كتلة سياسية تمتلك الأغلبية البرلمانية لإنجاز هذا الاستحقاق منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في 20 كانون أول/ ديسمبر، إلى تعطيل الاتصالات على الصعيد الرسمي، بعد الزيارة الحكومية التي قام بها وزراء الخارجية، والتنشيط والسياحة والطاقة الإسبان إلى طهران في أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومع ذلك تتواصل جهود الدبلوماسية الاقتصادية بوتيرة متلاحقة، حيث يوضح السفير بوسكيتس أن إسبانيا يجب أن تؤكد حضورها في بلد بالغ الأهمية مثل إيران التي يبلغ حجم انتاجها من النفط 10% من الانتاج العالمي، ورابع أكبر احتياطي عالمي من النفط الخام وثاني أكبر احتياطي من الغاز.
ويعتبر قطاع الطاقة من أكبر عوامل جذب الاستثمارات الإسبانية للجانب الإيراني، فقبل فرض العقوبات الاقتصادية الدولية، كانت إسبانيا تستورد ما يعادل 14% من احتياجاتها من النفط من إيران عن طريق كبرى شركاتها مثل ربسول وسبسا. وقد بدأ بالفعل استئناف توريد النفط إلى إسبانيا، وفقا لما نشرته "بو ريبورت" المتخصصة على لسان وزير الداخلية الإيراني، بالرغم من عدم صدور تأكيدات بعد من الجانب الإسباني في هذا الشأن.
في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) أكد المتحدث باسم ربسول أن إيران يمكن أن تلعب دورا محوريا كمورد للنفط، ولكنها لن تكون مصدرا لجذب المزيد من الاستثمارات الإسبانية في هذا القطاع.
انشاء مشاريع بنية تحتية مثل الكباري، الطرق أو القطارات فائقة السرعة، يمكن أن تكون فرصة قوية بالنسبة للشركات الإسبانية، أخذا في الاعتبار قدرات والسمعة العالمية التي تتمتع بها شركات مثل رينفي وأديف التي انجزت مشروعات القطار فائق السرعة في بعض دول الخليج مثل السعودية، وبالفعل زار وفد من قطاع السكك الحديدية الإسباني (مافكس) طهران مؤخرا للتواصل مع السلطات الإيرانية حول هذا الموضوع.
في الوقت نفسه شهدت الاتصالات بين الجانبين دفعة قوية في القطاع السياحي، حيث دخلت شركة ديستينيا بالفعل السوق الإيراني في تموز/ يوليو الماضي، لتصبح أول شركة سياحة وسفر أونلاين تدخل السوق الإيراني، وبطبيعة الحال لم يكن هدفها تسفير إسبان إلى طهران، بل دخول هذا السوق لتقديم خدماتها في عالم السياحة والسفر إلى المواطن الإيراني، بحسب ما أوضحته لـ ( د .ب. أ ) مسؤولة الاتصال بالشركة الإسبانية أمايا ارتيتا، بالرغم من تأكيدها أن "تكلفة الاستثمار باهظة والعائد بطيء". إلا أنه في النهاية السوق الإيراني جدير بالاهتمام، حيث يشير آخر تقرير للمجلس العالمي للسياحة والسفر إلى توقعات بمضاعفة الإنفاق الإيراني على قطاع السياحة بحلول عام 2025. ولهذا تؤكد ارتيتا أن إيران كل شيء فيها يتشكل.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تسعى أيضا لإنشاء مجمع سياحي فندقي، ويمكن لشركة ميليا الإسبانية أن تلعب في هذا المشروع دورا مهما، ولا تخفي الشركة التي مقرها مايوركا اهتمامها باستكشاف أبعاد السوق الإيراني، بالرغم من عدم تأكيد مشاركتها في أي مشروع حتى الآن، حسب ما افادت به لـ( د .ب. أ) المتحدثة باسم الشركة آنا روبيو. وتحتاج إيران لتجديد أسطولها الجوي، كما يتضح من العقد الذي أبرمته طهران في كانون ثان/ يناير الماضي، لشراء 114 طائرة من طراز إير باص، سيتم تجميع عدد كبير منها في مصانع إسبانية.
أما سوق تصنيع السيارات الإيراني فيعتبر أيضا عنصر جذب قوي للاستثمارات الإسبانية، وقد تأثر هذا القطاع بشدة نتيجة للعقوبات، وبالفعل عقب رفعها بدأت شركات إسبانيا مثل سيات اتصالاتها، وقام بعض مسئوليها بزيارة طهران ضمن الوفود الرسمية في وقت سابق. وفي تصريح لـ ( د. ب. أ ) قال المتحدث الرسمي باسم الشركة "استمعنا لبعض العروض من جانب السلطات الإيرانية". أما قطاع الصناعات التكميلية فتتوقع شركات مثل خيستامب أن يكون لها دور مهم.
كما أشار السفير بوسكيتس أيضا إلى القطاع البيئي، وما يتطلبه من صناعات في مجال الطاقة البديلة والمتجددة، ومعالجة المياه ومخلفات الصرف الصحي، فضلا عن خبرات إسبانيا في إدارة المشروعات المتوسطة والصغيرة، ومجالات الانشاءات، وصناعات القيشاني والخزف والبورسيلان والسيراميك، موضحا أن شركات من بالنسيا رائدة في هذا المجال تجري اتصالات مكثفة على أوسع نطاق لدخول السوق الإيراني، فضلا عن نشاط شركات التصنيع الزراعي.
وفيما يتعلق بقطاع المنسوجات ، دخلت السوق الإيراني بالفعل شركات مثل مانجو وروزا كلارا وأدولفو دومينجيز، إلا أن شركات ضخمة مثل إنديتكس مالكة علامة "زارا" الشهيرة، لا تزال تنتظر، استقرار الأوضاع. كما انطلقت المعاملات التجارية بين البلدين بأقصى سرعة، وبالفعل دخلت مؤسسات هامة مثل بنوك سباديل وبيلباو السوق الإيراني وتبعتها بعض الغرف التجارية أيضا كأن آخرها غرفة مدريد.
باختصار هناك وفرة من المشروعات التي تحتاج إلى شركات إسبانية، وقد رصدت إيران بالفعل خطة لهذه المشروعات تبلغ كلفتها 250 مليار دولار ، ولكن ينقصها التمويل اللازم، وهذا يفتح الباب أمام فرصة أخرى عظيمة، خاصة وأن إيران تكاد تكون غير مديونة ، على العكس لديها أرصدة مجمدة في الخارج بسبب العقوبات، وبالتالي سيسمح إدخال نظام التحويل السريع "سويفت" بتسريع عملية دخول إيران للأسواق المالية العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل تهيئة الأجواء لدخول الشركات الإسبانية السوق الإيراني، لا تزال هناك بعض الأمور الهامة التي يجب حسمها، من بينها في المقام الأول، التأمين على الصادرات من جانب الحكومة الإسبانية، مسألة الحصول على تأشيرات وما يعتريها من أمور بيروقراطية من شأنها إبطاء قطاع السياحة، فضلا عن عدم وجود رحلات شارتر بين إسبانيا وإيران في الوقت الراهن. من ناحية أخرى أشارت شركة ديستينيا إلى وجود معوقات أخرى لدخول الشركات السوق الإيراني تتمثل في التأقلم على نظام التعامل المالي وفقا لقواعد السوق المحلي ومعوقات التسويق مع وجود قيود على مواقع التواصل الاجتماعي من بين عوامل أخرى.
بالرغم من ذلك، يرى السفير الإسباني لوبيث بوسكيتس أن إسبانيا لديها فرصة كبيرة لاستعادة موقعها كركيزة أساسية في السوق الإيراني والتي كانت تحتلها قبل عشر سنوات، بل وتجاوز أبعد من ذلك، أخذا في الاعتبار أن إسبانيا لم تحدث بينها وبين إيران أزمات سياسية ودبلوماسية مثل التي حدثت بين إيران ودول أخرى. أخيرا سقط آخر جدار يعوق التعاون الاقتصادي بين إسبانيا وإيران