
غشاء البكارة الصيني
بعد أمريكا، جاء دور العدو الصيني لمحاربتنا في عقر دارنا. لعل أغلبكم أدرك السبب (وبطُل لديه العجب). يتعلق الأمر بغشاء البكارة الاصطناعي الذي تنوي الصين تسويقه في الأسواق المغربية خلال الأسابيع المقبلة. الغشاء الصيني الذي سيجدد دماء الفتوحات الذكورية تمّ تسويقه في وقت سابق في الصين وفي مصر وفي سوريا
وجاء اليوم دور المغرب لكي ينعم بهذا الابتكار الفعال في وجه البلادة المَرضِية التي تعاني منه مجتمعاتنا المتخلفة. ب 15 دولار فقط، أي حوالي 130 درهما مغربية (وهو ثمن غشاء البكارة الصيني وطوق النجاة بالنسبة للعديد من الفتيات)، سيُمكّن العديد من الفتيات من خداع أزواج المستقبل.
هؤلاء سيصوِّرْن لعرسانهن بأنهن طاهرات عفيفات لم يَمسَسْهُنّ إنس ولا جان في السابق ولا تمتَّع بدفئهن ذكر آخر. في الصين، كانت اللوحات الإشهارية تقول: "استعيدي عذريتك في خمس دقائق. المنتَج التكنولوجي الراقي. سِرُّك المُفزع يختفي إلى الأبد. استعيدي عذريتك بلا جراحة أو حقن أو أدوية ولا آثار جانبية بخمسة عشر دولارا فقط".
تخيلوا نفس الإعلان في شوارعنا العربية؟ للأمانة، فإخفاء السر الدفين للفتيات هو أمر كان يتحقق في السابق أيضا، وحتى قبل أن يهتدي الرفاق الصينيون الأشرار إلى ردهات أزقتنا المتشعبة.
في السابق، كانت أيدي جراح ماهر (أو حتى غير ماهر) تنقذ ماء (دم؟) وجه العائلة. الفرق الوحيد أن المرور من عيادة الطبيب كان يتطلب على الأقل 1500 درهم (حوالي 180 دولارا تدفعها الفتاة أحيانا من المهر الذي يقدمه العريس)، بينما لن تكلف البكارة الصينية الجديدة إلا حوالي 130 درهما. لكني أعتقد بأننا نخطأ النقاش الحقيقي. هذا النقاش لا يتعلق بكون البكارة الصينية أمرا جيدا أم لا، فكل أشكال الخداع مرفوضة أساسا.
الزواج مؤسسة ينبغي أن تنبني على الصدق لا الخداع. لكننا في الواقع نتغاضى، مرة أخرى، عن المشكلة الحقيقية لنركز على أمور جانبية. مرة أخرى، نلعب دور الأبله الذي يشير إلى أصبع الحكيم حين ينعت هذا الأخير القمر.
هكذا، وبدل أن نركز النقاش حول الشيزوفرنية والكمِّ الهائل من النفاق والخداع الذي يمارَس حول الحياة الجنسية قبل الزواج، والتي تُمثّل كل من البكارة الصناعية أو الطبية أكبر دليل على وجودها على أرض الواقع في بلداننا العربية، فإننا سنتهم الغرب والشرق والشمال والجنوب بالتحايل والتآمر من أجل القضاء على هويتنا وأخلاقنا وقيمنا.
نظرية المؤامرة تضحكني بالفعل. لا أحد يريد أن يُناقش الأمور من منظور عقلاني. لست هنا بصدد مناقشة أحقية الفتاة العربية المسلمة في ممارسة الجنس قبل الزواج أم لا، لكني أعتقد وأؤمن بأننا نغلف قضايانا الحقيقية، لأننا ربما نخاف من مناقشتها بشكل جدي وواقعي.
إذا كان الصينيون قد ابتكروا هذا الغشاء، فهذا يعني أن أحدهم وجد فيه حلا (وفرصة تجارية) تحل معضلة المجتمع الصيني المحافظ. كون هذا "الابتكار" يصل إلى مجتمعاتنا لا يعني بأن الصينيين اتفقوا مع إسرائيل وأمريكا من أجل تدمير أخلاقنا، بل أنهم بكل بساطة يقدمون منتوجا يلبّي حاجة معينة في سوق ما. هذا بالضبط ما علينا مناقشته
وجاء اليوم دور المغرب لكي ينعم بهذا الابتكار الفعال في وجه البلادة المَرضِية التي تعاني منه مجتمعاتنا المتخلفة. ب 15 دولار فقط، أي حوالي 130 درهما مغربية (وهو ثمن غشاء البكارة الصيني وطوق النجاة بالنسبة للعديد من الفتيات)، سيُمكّن العديد من الفتيات من خداع أزواج المستقبل.
هؤلاء سيصوِّرْن لعرسانهن بأنهن طاهرات عفيفات لم يَمسَسْهُنّ إنس ولا جان في السابق ولا تمتَّع بدفئهن ذكر آخر. في الصين، كانت اللوحات الإشهارية تقول: "استعيدي عذريتك في خمس دقائق. المنتَج التكنولوجي الراقي. سِرُّك المُفزع يختفي إلى الأبد. استعيدي عذريتك بلا جراحة أو حقن أو أدوية ولا آثار جانبية بخمسة عشر دولارا فقط".
تخيلوا نفس الإعلان في شوارعنا العربية؟ للأمانة، فإخفاء السر الدفين للفتيات هو أمر كان يتحقق في السابق أيضا، وحتى قبل أن يهتدي الرفاق الصينيون الأشرار إلى ردهات أزقتنا المتشعبة.
في السابق، كانت أيدي جراح ماهر (أو حتى غير ماهر) تنقذ ماء (دم؟) وجه العائلة. الفرق الوحيد أن المرور من عيادة الطبيب كان يتطلب على الأقل 1500 درهم (حوالي 180 دولارا تدفعها الفتاة أحيانا من المهر الذي يقدمه العريس)، بينما لن تكلف البكارة الصينية الجديدة إلا حوالي 130 درهما. لكني أعتقد بأننا نخطأ النقاش الحقيقي. هذا النقاش لا يتعلق بكون البكارة الصينية أمرا جيدا أم لا، فكل أشكال الخداع مرفوضة أساسا.
الزواج مؤسسة ينبغي أن تنبني على الصدق لا الخداع. لكننا في الواقع نتغاضى، مرة أخرى، عن المشكلة الحقيقية لنركز على أمور جانبية. مرة أخرى، نلعب دور الأبله الذي يشير إلى أصبع الحكيم حين ينعت هذا الأخير القمر.
هكذا، وبدل أن نركز النقاش حول الشيزوفرنية والكمِّ الهائل من النفاق والخداع الذي يمارَس حول الحياة الجنسية قبل الزواج، والتي تُمثّل كل من البكارة الصناعية أو الطبية أكبر دليل على وجودها على أرض الواقع في بلداننا العربية، فإننا سنتهم الغرب والشرق والشمال والجنوب بالتحايل والتآمر من أجل القضاء على هويتنا وأخلاقنا وقيمنا.
نظرية المؤامرة تضحكني بالفعل. لا أحد يريد أن يُناقش الأمور من منظور عقلاني. لست هنا بصدد مناقشة أحقية الفتاة العربية المسلمة في ممارسة الجنس قبل الزواج أم لا، لكني أعتقد وأؤمن بأننا نغلف قضايانا الحقيقية، لأننا ربما نخاف من مناقشتها بشكل جدي وواقعي.
إذا كان الصينيون قد ابتكروا هذا الغشاء، فهذا يعني أن أحدهم وجد فيه حلا (وفرصة تجارية) تحل معضلة المجتمع الصيني المحافظ. كون هذا "الابتكار" يصل إلى مجتمعاتنا لا يعني بأن الصينيين اتفقوا مع إسرائيل وأمريكا من أجل تدمير أخلاقنا، بل أنهم بكل بساطة يقدمون منتوجا يلبّي حاجة معينة في سوق ما. هذا بالضبط ما علينا مناقشته