
الأطفال لا زالوا يحبون المكعبات البلاستيكية
وعندما تسأل موللر / 52 عاما/ عما يفعل لتوه لا تحصل على إجابة شافية للرد فهو يهز رأسه ويعتذر عن الرد . ولا يجوز له حقا أن يبوح بهذا . ويقع مكان عمله خلف باب رمادي ثقيواو" مناعين، ويسمح فقط بالدخول لمن يمتلك الكارت الممغنط المثبت عليه مكعب لعبة ليجو الأحمر وذلك كرمز للسماح بالدخول.
وفى مدينة بيلوند الدنماركية يعمل آلاف من الناس لدى شركة ليجو، يمتلك عشرون منهم هذا المكعب الأحمر.
يجلس يورجن موللر الآن فى غرفة اجتماعات متواضعة ويتظاهر كما لو أنه يمارس أكثر الأعمال اعتيادا فى العالم، ويقول مستطردا: "إنها جلسة طويلة " ويضيف بينما تشرق ابتسامة في عينيه أنه في كل أسبوع يعقد اجتماعا اعتياديا مع الزملاء وكل زميل لديه مكتب وجهاز كمبيوتر - كما لو أننا نعمل فى بنك - -ولا مكان للملل خلال هذا الاجتماع بتاتا.
وفى الحقيقة يبنى موللر وزملاؤه الخمسة على مدى عدة ساعات نموذجا جديدا . وهم يبدعون ويتفننون فى صنعه، ويقول موللر: لابد أن يكون لديك حس عال بالمكعبات وترصها وترى ما إذا كانت فى وضع مستقر. ليبدأ بعد ذلك النموذج الثلاثي الأبعاد عمله بالكمبيوتر ويطبق عمله على جميع النماذج الأخرى.
ويوجد نحو 3000 عنصر مختلف من مكعبات ليجو تحت تصرف المصممين الذين لا يمتلكون الكثير من الوقت فى حال المحاولات الفاشلة لتفكيكها مرة أخرى.
ويلقى النموذج الذي لا ينال إعجاب الفريق فى القمامة أو فى دلو المكتب . ويتم صهر هذه الأجزاء وخلطها مع باقي الأجزاء الأخرى وتحويلها إلى المكعبات السوداء التى تعبر عن الأفكار المنبوذة.
ودائما ما يكون لدى المختبرين الشباب - وهم على دراية بمتطلبات العملاء - أفكار يستطيع المصممون تحقيقها وتنفيذها فى مدينة العاب ليجو، والأفكار الجيدة تطرح فى هيئة نماذج على منضدة المناقشة ويتم تغطيتها بالقماش الأبيض.
ويسمح لحوالي 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين خمس وثمان سنوات بالدخول إلى المكان. ثم يرفع الغطاء من فوق المكعبات واحدة تلو الأخرى. فتلمع أعين الأطفال وتفلت كلمة " واو" من المختبرين الشباب ويقولون: عمل ناجح بشكل واضح! يا له من شيء رائع" ويتنفس موللر الصعداء قائلا: "ثم يتبقى لنا ثلاثة أشهر أخري لتنفيذ النموذج".
فى مبنى المصنع الموجود قريبا من المدينة يتم صب الأفكار الجيدة فى المكعبات البلاستيك، وبالتحديد فى "ايه بى اس" وهذا اختصار لنوع من المواد البلاستيكية الحرارية ويعد من أشهر اللدائن اللدنة ويستخدم لعمل قوالب المواد الخفيفة والصلبة كلعب الأطفال ويتميز هذا النوع من البلاستيك الذي تتكون منع مكعبات ليجو بالصلابة ومقاومة الخدش.
ويأتي هذا البلاستيك فى صورة كرات إلى المصنع، ويتم تخزين الكرات البلاستيكية الصغيرة فى الصناديق لحين استخدامها.
وتمر شبكة معقدة من الأنابيب فى جدران المصنع الداخلية وتتدفق الكرات البلاستيكية عبر هذه الأنابيب حتى تصل إلى الآلة المعنية ذاتية العمل ، ويتم تسخين الكرات فى درجة حرارة تصل إلى 232 درجة مئوية فتنصهر وتتحول إلى سائل يملأ فراغات القالب المعدني.
وفى غضون سبع ثوان تترك لتبرد ثم تخرج المكعبات من القوالب المعدنية ويبدأ مقدار ضئيل منها فى التدحرج على أحد شرائط السير الآلية الكثيرة، ويمكن أن تنتج هذه الآلات نحو 36 ألف مكعب ليجو فى الدقيقة.
كل هذا هو خطوات عمل محكمة بإتقان . ولم يضبط ولو مرة واحدة مكعب من مكعبات ليجو فى حالة انحشار أو تخلخل أو اهتزاز. تبلغ نسبة دقة صب هذه المكعبات 2 من الألف من الملليمتر مما جعل سعر القالب المعدني الذي تصب فيه هذه المكعبات يبلغ فى المتوسط حوالي 50 ألف يورو ولهذا لا يتوفر الكثير من النسخ رخيصة الثمن من هذه المكعبات رغم مرور نحو 20 عاما على انتهاء حق ملكية فكرة مكعبات ليجو.
ويقول جان كريستينسين المتحدث باسم ليجو "إذا أراد المرء فعل شيء جيد فان هذا سيكلفه الكثير فعلا".
وتقوم السيور الآلية بطرد الناتج من أجزاء المكعبات إلى الصندوق. وعندما يملأ الصندوق بالكامل تومض لمبة باللون البرتقالي . وبعد خروج المكعبات بشكل متشابك ومتماسك سائرة بشكل آلي نحو الصندوق وبعد امتلاء الصندوق بها تدور الآلة ذاتية العمل لجمع الصناديق المملوءة بأجزاء المكعبات باتجاه المخزن.
كل هذا يتم آليا ولا تجد هنا إنسانا إلا إذا كانت هناك أعمال صيانة أو تنظيف لإحدى الآلات.
ويقف كريستينسين مرتديا سترة أمان ومتكئا على عمود الأرفف المعدنية المحمل بكل الصناديق . ويبلغ ارتفاع العمود 17 مترا وهو طويل جدا لدرجة أنك لا تستطع أن تدرك نهايته فى الظلام الدامس.
وتوجد آلة رفع صفراء تسير باتجاه الأالجاهزة،الصناديق المرادة. ويعمل المخزن تماما مثل محلات الأكل الجاهزة ، فكلما كانت هناك حاجة لأجزاء معينة سجلها العاملون بالمخزن وأرسلوا بها طلبا لخطوط الإنتاج.
وعن ذلك يقول كريستينسيوالتعبئة. الدعابة "هل تشعر بالجوع" إذن سيتم إعداد قائمة المأكولات، فتحسب أجهزة الكمبيوتر على سبيل المثال كم عدد الموظفين وإطارات السيارات والأضواء الزرقاء والحواجز التحذيرية اللازمة لإنتاج مكعبات تكفي لبناء ألف قسم شرطة.
ويتم طباعة الأوجه والأجزاء العلوية للجسم مع بعضها البعض. ويسمع صوت آلة الختم المطاطية التى تطقطق أثناء ذلك على إيقاع هامس لا تكاد ترصده أذن . وتقوم هذه الآلة بطباعة الأعين والفم وكذلك تلبيس الأزرار والحقائب والياقات لسلسلة من تماثيل حادة الحواف.
وآخر مرحلة هي الترتيب والتعبئة . وكل شيء يتم هنا دون تدخل يد بشرية. فأعداد أجزاء المكعبات الصحيحة تسقط آليا فى الصندوق ويتم وزن الصندوق المختار ووضعه فى الأكياس البلاستيكية الصغيرة و الشفافة ثم وضعها فى العلبة الكرتون.
وهناك تفنن دءوب في شركة ليجو لابتكار المزيد من أشكال المكعبات تماما كما يحدث مع إنتاج هذه المكعبات. وعرفت عن الشركة أيضا المعادلة الحسابية التي مؤداها أن صفا من أجزاء جميع مكعبات ليجو المباعة فى خلال سنة يمكن أن يلف خمس مرات حول الكرة الأرضية. وهذا يعنى أنه يوجد لكل إنسان على سطح الأرض 62 مكعبا فى المتوسط
وخلف هذه الحقيقة تقف القصة المؤثرة لنجاح هذا المشروع والتي بدأت منذ نحو قرن من الزمن بواسطة نجار دانماركى يدعى اوليه كيرك كريستيانسين، وكان رجلا متدينا من أسرة بسيطة. وفى عام 1916 اشترى ورشة فى بيلوند التي تقع في جنوب جزيرة جوتلاند الدنماركية، وهناك كان يقوم بنجارة الدواليب والأبواب والشبابيك.
وبعد وفاة زوجته عام 1932 عقب الولادة واتجاه رياح الأزمة الاقتصادية العالمية نحو بيلوند أصبح النجار وأطفاله الأربعة تقريبا بدون دخل فعزم على تعديل مهنته فى ظل هذه الأزمة الطارئة . وبدأ وقتها فى النشارة والنجارة لعمل موائد المكواة و السلالم والمقاعد الصغيرة و الحيوانات إلى جانب كل الأشكال والنماذج اللازمة لإنتاج الطائرات وسيارات المطافئ . و اكتشف كريستيانسين أن الألعاب تباع أكثر فصمم ألعابا مصنوعة من الخشب، وكانت فكرة مبتكرة ومميزة.
واتجه إلى التركيز على البلاستيك وبالأخص مكعبات ليجو وكان أول مكعب حقيقي تم صنعه فى شركة ليجو عام 1958 وكان مصنوعا من ماكينة آلية حديثة جدا فى وقتها اقتناها اوليه كيرك وابنه جودتفريد بعد وقت قصير من الحرب. وبدأت قصة النجاح.
إلا أنه فى هذا الوقت يبدو كما لو أن المرء بدأ يتناسى قصة مكعبات ليجو. وشتت الشركة جهودها فى ألعاب الفيديو وحقائب المدرسة والملابس وحدائق التسلية.
وفى نهاية التسعينيات دخلت ليجو ولأول مرة فى دوامة الخسارة إلا أنها عادت للتماسك لفترة قصيرة ثم عاودت الهبوط من جديد فى عام 2003.
ويحكي كريستيانسين عن هذه الفترة قائلا "عند هذا سألنا عملائنا: ماذا تحبون فى ألعاب ليجو على الأكثر؟" ويستطرد قائلا:" يا إلهي إنهم فعلا يقولون: المكعبات.. إنهم مازالوا يحبون المكعبات البلاستيكية التقليدية".
وأوصت الشركة بإعادة التفكير فى صميم العمل وباعت اغلب ممتلكاتها وسرحت عمالها ونقلت خطوط الإنتاج جزئيا إلى شرق أوروبا والمكسيك . وبدأت من جديد فى الصعود.
وبعد أن كانت ليجو تستعين بالشركات الخارجية لإعداد الطلبيات وجدت أنها ليست ذات جودة عالية وأن ذلك أثر سلبا على حجم مبيعات الشركة ولهذا قررت الشركة إعداد طلبياتها بنفسها دون الاستعانة بالخارج، ويقول كريستيانسين "إن الشيء الذي من صنع أيدينا سيكون أفضل" وذلك حتى تصل لمستوى إرضاء عملائها
وفى عام 2008 حققت ليجو بمساعدة عمالها البالغ عددهم 5400 تقريبا إحدى أفضل نتائجها حيث بلغ فائض الأرباح نحو 181 مليون يورو.
والآن تجس الشركة مرة أخرى النبض فى المجالات التى لها علاقة غير مباشرة بالمكعبات البلاستيكية متعددة الألوان و ذلك بعد أن كانت ليجو تهتم فى بادئ الأمر وفى السنة الماضية بالألعاب التي تنفذ على ألواح مثل الشطرنج و الدومينو.
ويعكف خبراء الشركة هذا العام على تطوير مشروع "ليجو يونيفرز" تليه محاكاة للعبة كبيرة على الانترنت والذي ستستثمر فيه الشركة أموالا بشكل غير مسبوق في أية لعبة رقمية سابقة.
ويرجع تسمية مكعبات "ليجو" إلى عام 1934 عندما طرح أوليه كريك كريستيانسن مسابقة لتسمية اسم الشركة . ومن خلال أحد موظفيها تمت تسميتها "ليجو"، وهى كلمة تجمع بين كلمة "ليج" الدانماركية التي تعني "العب" وكلمة "جودت" التي تعني "جيدا" أن اسم شركة يتضمن عبارة "العب جيدا"، وكانت فكرة التسمية جيدة
وفى مدينة بيلوند الدنماركية يعمل آلاف من الناس لدى شركة ليجو، يمتلك عشرون منهم هذا المكعب الأحمر.
يجلس يورجن موللر الآن فى غرفة اجتماعات متواضعة ويتظاهر كما لو أنه يمارس أكثر الأعمال اعتيادا فى العالم، ويقول مستطردا: "إنها جلسة طويلة " ويضيف بينما تشرق ابتسامة في عينيه أنه في كل أسبوع يعقد اجتماعا اعتياديا مع الزملاء وكل زميل لديه مكتب وجهاز كمبيوتر - كما لو أننا نعمل فى بنك - -ولا مكان للملل خلال هذا الاجتماع بتاتا.
وفى الحقيقة يبنى موللر وزملاؤه الخمسة على مدى عدة ساعات نموذجا جديدا . وهم يبدعون ويتفننون فى صنعه، ويقول موللر: لابد أن يكون لديك حس عال بالمكعبات وترصها وترى ما إذا كانت فى وضع مستقر. ليبدأ بعد ذلك النموذج الثلاثي الأبعاد عمله بالكمبيوتر ويطبق عمله على جميع النماذج الأخرى.
ويوجد نحو 3000 عنصر مختلف من مكعبات ليجو تحت تصرف المصممين الذين لا يمتلكون الكثير من الوقت فى حال المحاولات الفاشلة لتفكيكها مرة أخرى.
ويلقى النموذج الذي لا ينال إعجاب الفريق فى القمامة أو فى دلو المكتب . ويتم صهر هذه الأجزاء وخلطها مع باقي الأجزاء الأخرى وتحويلها إلى المكعبات السوداء التى تعبر عن الأفكار المنبوذة.
ودائما ما يكون لدى المختبرين الشباب - وهم على دراية بمتطلبات العملاء - أفكار يستطيع المصممون تحقيقها وتنفيذها فى مدينة العاب ليجو، والأفكار الجيدة تطرح فى هيئة نماذج على منضدة المناقشة ويتم تغطيتها بالقماش الأبيض.
ويسمح لحوالي 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين خمس وثمان سنوات بالدخول إلى المكان. ثم يرفع الغطاء من فوق المكعبات واحدة تلو الأخرى. فتلمع أعين الأطفال وتفلت كلمة " واو" من المختبرين الشباب ويقولون: عمل ناجح بشكل واضح! يا له من شيء رائع" ويتنفس موللر الصعداء قائلا: "ثم يتبقى لنا ثلاثة أشهر أخري لتنفيذ النموذج".
فى مبنى المصنع الموجود قريبا من المدينة يتم صب الأفكار الجيدة فى المكعبات البلاستيك، وبالتحديد فى "ايه بى اس" وهذا اختصار لنوع من المواد البلاستيكية الحرارية ويعد من أشهر اللدائن اللدنة ويستخدم لعمل قوالب المواد الخفيفة والصلبة كلعب الأطفال ويتميز هذا النوع من البلاستيك الذي تتكون منع مكعبات ليجو بالصلابة ومقاومة الخدش.
ويأتي هذا البلاستيك فى صورة كرات إلى المصنع، ويتم تخزين الكرات البلاستيكية الصغيرة فى الصناديق لحين استخدامها.
وتمر شبكة معقدة من الأنابيب فى جدران المصنع الداخلية وتتدفق الكرات البلاستيكية عبر هذه الأنابيب حتى تصل إلى الآلة المعنية ذاتية العمل ، ويتم تسخين الكرات فى درجة حرارة تصل إلى 232 درجة مئوية فتنصهر وتتحول إلى سائل يملأ فراغات القالب المعدني.
وفى غضون سبع ثوان تترك لتبرد ثم تخرج المكعبات من القوالب المعدنية ويبدأ مقدار ضئيل منها فى التدحرج على أحد شرائط السير الآلية الكثيرة، ويمكن أن تنتج هذه الآلات نحو 36 ألف مكعب ليجو فى الدقيقة.
كل هذا هو خطوات عمل محكمة بإتقان . ولم يضبط ولو مرة واحدة مكعب من مكعبات ليجو فى حالة انحشار أو تخلخل أو اهتزاز. تبلغ نسبة دقة صب هذه المكعبات 2 من الألف من الملليمتر مما جعل سعر القالب المعدني الذي تصب فيه هذه المكعبات يبلغ فى المتوسط حوالي 50 ألف يورو ولهذا لا يتوفر الكثير من النسخ رخيصة الثمن من هذه المكعبات رغم مرور نحو 20 عاما على انتهاء حق ملكية فكرة مكعبات ليجو.
ويقول جان كريستينسين المتحدث باسم ليجو "إذا أراد المرء فعل شيء جيد فان هذا سيكلفه الكثير فعلا".
وتقوم السيور الآلية بطرد الناتج من أجزاء المكعبات إلى الصندوق. وعندما يملأ الصندوق بالكامل تومض لمبة باللون البرتقالي . وبعد خروج المكعبات بشكل متشابك ومتماسك سائرة بشكل آلي نحو الصندوق وبعد امتلاء الصندوق بها تدور الآلة ذاتية العمل لجمع الصناديق المملوءة بأجزاء المكعبات باتجاه المخزن.
كل هذا يتم آليا ولا تجد هنا إنسانا إلا إذا كانت هناك أعمال صيانة أو تنظيف لإحدى الآلات.
ويقف كريستينسين مرتديا سترة أمان ومتكئا على عمود الأرفف المعدنية المحمل بكل الصناديق . ويبلغ ارتفاع العمود 17 مترا وهو طويل جدا لدرجة أنك لا تستطع أن تدرك نهايته فى الظلام الدامس.
وتوجد آلة رفع صفراء تسير باتجاه الأالجاهزة،الصناديق المرادة. ويعمل المخزن تماما مثل محلات الأكل الجاهزة ، فكلما كانت هناك حاجة لأجزاء معينة سجلها العاملون بالمخزن وأرسلوا بها طلبا لخطوط الإنتاج.
وعن ذلك يقول كريستينسيوالتعبئة. الدعابة "هل تشعر بالجوع" إذن سيتم إعداد قائمة المأكولات، فتحسب أجهزة الكمبيوتر على سبيل المثال كم عدد الموظفين وإطارات السيارات والأضواء الزرقاء والحواجز التحذيرية اللازمة لإنتاج مكعبات تكفي لبناء ألف قسم شرطة.
ويتم طباعة الأوجه والأجزاء العلوية للجسم مع بعضها البعض. ويسمع صوت آلة الختم المطاطية التى تطقطق أثناء ذلك على إيقاع هامس لا تكاد ترصده أذن . وتقوم هذه الآلة بطباعة الأعين والفم وكذلك تلبيس الأزرار والحقائب والياقات لسلسلة من تماثيل حادة الحواف.
وآخر مرحلة هي الترتيب والتعبئة . وكل شيء يتم هنا دون تدخل يد بشرية. فأعداد أجزاء المكعبات الصحيحة تسقط آليا فى الصندوق ويتم وزن الصندوق المختار ووضعه فى الأكياس البلاستيكية الصغيرة و الشفافة ثم وضعها فى العلبة الكرتون.
وهناك تفنن دءوب في شركة ليجو لابتكار المزيد من أشكال المكعبات تماما كما يحدث مع إنتاج هذه المكعبات. وعرفت عن الشركة أيضا المعادلة الحسابية التي مؤداها أن صفا من أجزاء جميع مكعبات ليجو المباعة فى خلال سنة يمكن أن يلف خمس مرات حول الكرة الأرضية. وهذا يعنى أنه يوجد لكل إنسان على سطح الأرض 62 مكعبا فى المتوسط
وخلف هذه الحقيقة تقف القصة المؤثرة لنجاح هذا المشروع والتي بدأت منذ نحو قرن من الزمن بواسطة نجار دانماركى يدعى اوليه كيرك كريستيانسين، وكان رجلا متدينا من أسرة بسيطة. وفى عام 1916 اشترى ورشة فى بيلوند التي تقع في جنوب جزيرة جوتلاند الدنماركية، وهناك كان يقوم بنجارة الدواليب والأبواب والشبابيك.
وبعد وفاة زوجته عام 1932 عقب الولادة واتجاه رياح الأزمة الاقتصادية العالمية نحو بيلوند أصبح النجار وأطفاله الأربعة تقريبا بدون دخل فعزم على تعديل مهنته فى ظل هذه الأزمة الطارئة . وبدأ وقتها فى النشارة والنجارة لعمل موائد المكواة و السلالم والمقاعد الصغيرة و الحيوانات إلى جانب كل الأشكال والنماذج اللازمة لإنتاج الطائرات وسيارات المطافئ . و اكتشف كريستيانسين أن الألعاب تباع أكثر فصمم ألعابا مصنوعة من الخشب، وكانت فكرة مبتكرة ومميزة.
واتجه إلى التركيز على البلاستيك وبالأخص مكعبات ليجو وكان أول مكعب حقيقي تم صنعه فى شركة ليجو عام 1958 وكان مصنوعا من ماكينة آلية حديثة جدا فى وقتها اقتناها اوليه كيرك وابنه جودتفريد بعد وقت قصير من الحرب. وبدأت قصة النجاح.
إلا أنه فى هذا الوقت يبدو كما لو أن المرء بدأ يتناسى قصة مكعبات ليجو. وشتت الشركة جهودها فى ألعاب الفيديو وحقائب المدرسة والملابس وحدائق التسلية.
وفى نهاية التسعينيات دخلت ليجو ولأول مرة فى دوامة الخسارة إلا أنها عادت للتماسك لفترة قصيرة ثم عاودت الهبوط من جديد فى عام 2003.
ويحكي كريستيانسين عن هذه الفترة قائلا "عند هذا سألنا عملائنا: ماذا تحبون فى ألعاب ليجو على الأكثر؟" ويستطرد قائلا:" يا إلهي إنهم فعلا يقولون: المكعبات.. إنهم مازالوا يحبون المكعبات البلاستيكية التقليدية".
وأوصت الشركة بإعادة التفكير فى صميم العمل وباعت اغلب ممتلكاتها وسرحت عمالها ونقلت خطوط الإنتاج جزئيا إلى شرق أوروبا والمكسيك . وبدأت من جديد فى الصعود.
وبعد أن كانت ليجو تستعين بالشركات الخارجية لإعداد الطلبيات وجدت أنها ليست ذات جودة عالية وأن ذلك أثر سلبا على حجم مبيعات الشركة ولهذا قررت الشركة إعداد طلبياتها بنفسها دون الاستعانة بالخارج، ويقول كريستيانسين "إن الشيء الذي من صنع أيدينا سيكون أفضل" وذلك حتى تصل لمستوى إرضاء عملائها
وفى عام 2008 حققت ليجو بمساعدة عمالها البالغ عددهم 5400 تقريبا إحدى أفضل نتائجها حيث بلغ فائض الأرباح نحو 181 مليون يورو.
والآن تجس الشركة مرة أخرى النبض فى المجالات التى لها علاقة غير مباشرة بالمكعبات البلاستيكية متعددة الألوان و ذلك بعد أن كانت ليجو تهتم فى بادئ الأمر وفى السنة الماضية بالألعاب التي تنفذ على ألواح مثل الشطرنج و الدومينو.
ويعكف خبراء الشركة هذا العام على تطوير مشروع "ليجو يونيفرز" تليه محاكاة للعبة كبيرة على الانترنت والذي ستستثمر فيه الشركة أموالا بشكل غير مسبوق في أية لعبة رقمية سابقة.
ويرجع تسمية مكعبات "ليجو" إلى عام 1934 عندما طرح أوليه كريك كريستيانسن مسابقة لتسمية اسم الشركة . ومن خلال أحد موظفيها تمت تسميتها "ليجو"، وهى كلمة تجمع بين كلمة "ليج" الدانماركية التي تعني "العب" وكلمة "جودت" التي تعني "جيدا" أن اسم شركة يتضمن عبارة "العب جيدا"، وكانت فكرة التسمية جيدة