نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


بعد 10 سنوات في الحكم .....هوغو تشافيز معتوه خطير وثرثار شعبوي ؟ أم مثالي وحالم




كراكاس - إدوين كوبمان - عند بزوغ هذا القرن الجديد، انطلقت في فنزويلا ما يسمى بالثورة البوليفارية. وكان الرئيس هوغو شافيز يقصد بجعلها "اشتراكية القرن الحادي والعشرين". ووعد بوضع حد للفساد والفقر. فما الذي تحقق من الوعود بعد عشر سنوات؟ لا يمكن لسيدتين فنزوليتين مقيمتين في هولندا التوصل إلى اتفاق فيما بينهما حول ذلك


الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز
الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز
كان هوجو شافيز يتمتع بشعبية كبيرة عندما تولى الحكم عام 1999. وكان البلد متعباً من الأحزاب السياسية القديمة ورجال السياسة الفاسدين. وشافيز كان نظيفاً. وكان قوة مضادة أعلنت عن حلول عهد جديد. فنال تأييد اليسار واليمين لثورته البوليفارية، على اسم محرر القرن التاسع عشر،

سيمون بوليفار.
كان عمر نيلز فيلازكيز آنذاك 39 عاماً. كانت تعيش في هولندا، وكانت متحمسة بشدة لشافيز النظيف حتى أنها قررت العودة إلى بلدها للمشاركة "كفنزويليين، كان أملنا كبيراً بتغير البلاد. والنقطة الأهم كانت محاربته للفساد والفقر. وقررت حينها العودة إلى البلاد. أنا أعمل في المجال الثقافي، واعتقدت أنه يمكنني الآن المساهمة في هذا البلد. وعدت وأنا مسرورة جداً لأن شافيز أعطاني الأمل".

محو الأمية
وضع شافيز دستورا جديدا، مانحاً لنفسه السلطة على شركة النفط الوطنية واستخدام الأرباح للبرامج الاجتماعية. ووضع ملايين الدولارات في التدريب ومحو الأمية ودعم المواد الغذائية. وأرسل بالنفط إلى كوبا مقابل الحصول على الأطباء الذين تغلغلوا في الأحياء الفقيرة. وقام بدعم الحركات الثورية والحلفاء في الخارج. وعزز قبضته على الاقتصاد والقضاء والجيش ووسائل الإعلام.

شهدت هيلدا غونزاليس كل تلك الأمور. وهي تعيش اليوم في هارلم منذ ثلاثة أشهر، مع صديق هولندي. و منذ عشرة سنوات، درست القانون في جامعة كاراكاس. وحتى في أوساط الطلبة كان هناك تعاطف كبير مع هوغو شافيز "قبل عشرة سنوات كان الوضع مختلفاً في بلدنا. الفنزوليون كانوا أقل مساواة، وكان هناك الفقراء الذين ليس لديهم ما يأكلونه والأغنياء بشكل فاحش. جاء شافيز بأفكار جديدة. ألقى كلمة مؤثرة عن حلمه أن تصبح فنزويلا أفضل".

منذ خمس سنوات أعلن شافيز أن الثورة لم تكن بوليفارية فقط، وإنما أيضاً اشتراكية. وتحول إلى راديكالي مناهض للولايات المتحدة، وأقام علاقات مع القادة المناهضين لأمريكا في كوبا وإيران. واشترى الأسلحة من روسيا والصين. وبالإضافة إلى ذلك، قام شافيز أيضا بتأميم شركات وبنوك استراتيجية، وتشكيل كوميونات على أساس شكل جديد من الديمقراطية "المباشرة".

التحسينات الرئيسية
ساعدت هيلدا غونزاليس على إدماج المرأة في القوى العاملة. وهي ترى أن هنالك تحسنا كبيرا في الأوضاع في فنزويلا، وبخاصة في مجال مكافحة الفقر:
المشافي اليوم مجانية في كل حي. والمدارس مجانية للأطفال، والجامعات مجانية أيضاً. ليس هناك الآن فقر مدقع، لأن هناك برنامجا اجتماعيا لهؤلاء الناس. فهم ليسوا أغنياء، ولكنهم أقل فقراً، وذلك بفضل البرامج الاجتماعية".

وهناك نسبة كبيرة من السكان لا ترى تحسناً على الإطلاق. فالفساد لم ينخفض بل زاد، انخفض الفقر بالفعل، ولكن ليس أكثر من بلدان أخرى في أميركا اللاتينية. وفقاً لنيلز فيلازكيز، فإن شافيز هو رئيس فقط للناس الذين يؤيدونه. البقية ليس لديهم حقوق، على حد تعبيرها "أعتقد أن شافيز ليس شخصاً يسارياً. لقد أقمت هناك لسنتين، ولكني رأيت الفقر في الشوارع. فقر الهنود زاد عما كان عليه في أي وقت مضى.

- هل تشعرين بخيبة الأمل؟
إلى حد كبير، لأن الوضع الآن: نحن وهم، شافيزيون ومعارضة. وإذا لم تتخذ الموقف المطلوب، لن تحصل على عمل. فأنت إذن خارج اللعبة".

معتوه خطير
اليوم صار لشافيز عشرة سنوات في السلطة. الجميع في العالم يعرفون من هو، ولكن الآراء منقسمة حوله. يعتبره البعض مجنونا خطيرا، وآخرون يرونه ثرثاراً شعبوياً، ولآخرين هو مؤسس الاشتراكية العالمية الجديدة.

كمستفز وفاتن وقائد جديد "للجنوب"، يحتل شافيز عناوين الصحف بتوجيه الإهانات إلى الأميركيين وسلوكه غير التقليدي ومقترحاته الغريبة. وللغرباء، ربما يكون ظاهرة غريبة مضحكة. لكن ذلك يصيب الفنزويليين بالعمق. رأت نيلز كيف أصبحت حتى عائلتها منقسمة بين مؤيدين ومعارضين لشافيز. وعادت بخيبة أمل إلى هولندا بعد بضع سنوات.

جيل الشباب
أما بالنسبة لهيلدا فالأمر مختلف وهي تنتمي إلى جيل الشباب، وتعتقد أن الاشتراكية الجديدة قد تشكلت في القرن الحادي والعشرين.

وبعد عشرة سنوات، تتصاعد الانقسامات باستمرار حول ثمار الثورة البوليفارية. والأزمة الاقتصادية تفرض على شافيز الاشتراكي المزيد من التدابير الراديكالية، مثل الاستيلاء على المصارف وتقنين المياه والكهرباء. ولكن الجانب السياسي، فهو لا يزال يسيطر عليه جيداً، إلى حد تسمية تلك السنوات العشر بالعقد الأول لشافيز. البعض يعتبرها حلماً

إدوين كوبمان - إذاعة هولندا العالمية
الاحد 3 يناير 2010