تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


بنات ابوصياح يتمردن على "كليشيهات"باب الحارة ويقدمن الطعام الشامي رافضات "تنميط "النساء




دمشق - جوني عبو - "حلمنا هو أن نكرس انطباع حضاري عن نساء سوريا ، فصورة المرأة /المقموعة / والمرمية في كواليس الطبخ والغسيل و إنجاب الأطفال وباقي تفاصيل المرأة التقليدية ، باتت أبشع ما نتخيله في هذا العصر، ثم جاءت صورة المرأة الشامية عبر مسلسل باب الحارة ، الذي كرس الصورة النمطية المتخلفة للمرأة التي " تأكل قتلة " من زوجها لمجرد أنها أخطأت في طبخ قرص الكبة


مطعم بايت بريك فريق عمله كله من النساء
مطعم بايت بريك فريق عمله كله من النساء
هذه الكلمات ليست فصلا من كتاب أو مقطع من سيناريو دراما، هن ثلاث سيدات اجتمعن في " بايت بريك " لتقديم أفضل أنواع الطعام لكل زائر إلى مطعمهن الصغير في إحدى ضواحي دمشق.

تقول هبة السبيعي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "الحلم كان يراودنا منذ زمن .. بدأت الفكرة من تشجيع الأهل والأصدقاء / طبخك طيب ...طعمينا/ أحب أن أدعو الأصدقاء والأقارب إلى منزلنا ، زوجي مهندس وأولادي وبناتي ، مثله ، لم يترددن في دعم الفكرة ، أختي صبا ، كان لديها نفس الرغبة ، عائلتها شجعتها ، تناقشنا مع صديقتنا المذيعة اللبنانية التي تعمل في سوريا حنان يمق ، خرجت الفكرة إلى التنفيذ ، لم نعتمد على أحد ، تصرفنا كنساء مستقلات في كل التفاصيل ، كنا نتقاسم العمل منذ البداية."

تتدخل صبا لتقول رأيها ” أنجزنا كل الأوراق الرسمية المطلوبة ، اخترنا ديكور مطعمنا الصغير الذي يتسع لحوالي 25 شخصا ، البعض قال لنا كلاما غير مقبول ، المجتمع سيقول عنكن كلاما غير لائق ، لسنا في أوروبا ، أقل شيء قد تتعرضن له هو التحرش من قبل الزبائن ، ناهيك عن المشاكل التي تولدها مهنة المطاعم” .

تسحب حنان الكرسي وتجلس بعد أن كانت تسترق السمع وقوفا ، تقول “ وضعنا أمامنا مختلف سيناريوهات الصعوبات ، خاصة أن /بايت بريك/ يفتح من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل ، نقدم الوجبات الثلاثة ، نحن سيدات كل واحدة منا ، لديها أسرتها التي تقف إلى جانبها ، متعلمات ولدينا خبرتنا وتجربتنا في الحياة ثم إننا وبقليل من الصب كرسنا وفرضنا أسلوب عملنا على الزبائن الذين ومع مرور الوقت تحولوا إلى أصدقاء لمطعمنا الصغير ، رغم قصر فترة انطلاقتنا ، نحن نتصرف ونعيش كما نحن ، على طبيعتنا ، من حيث الشكل والمضمون ، نتقاسم أوقات العمل ، لكل منا اهتماماتها التي تشغلها ، فضلا عن شؤون منزلها وأسرتها وعملها الآخر ، ليس هدفنا الربح ، لكن صورة المرأة في مسلسل باب الحارة باعتقادنا أساءت إلى كل امرأة عربية وخاصة للمرأة السورية ، نساء سوريا لسنا نساء باب الحارة ، خاصة في القرن 21 ، لا نريد العودة إلى زمن إلغاء وجه المرأة خلف قطعة سوداء من القماش “.

تسبح كاميرا الـ ( د.ب. أ) على مساحة المطعم الصغير الذي يوحي بالحميمية والدفيء ، فالزائر لـ" بايت بريك " يعتقد أنه يدخل إلى مطبخ منزله ، كل شيء متاح أمامه ، تحضير الطعام لا يتم في مطبخ مغلق ، مختلف أصناف الطعام المحلي ذو الخصوصية السورية متوفر ، رفوف المطعم تحمل كل " قطرميزات المونة " السورية المعروفة من لبنة ومكدوس وجبنه ومخللات ، الثوم الناشف ، الباميا والفصولياء والفليفلة الحمراء ، اللحومات التي تقدم باردة وساخنة ، البيتزا على الطريقة السورية ، مختلف أنواع الطعام تتدخل فيه " السورنة " .

تقول هبة التي ترتدي الجينز الضيق والقميص الشبابي وتخبئ شعرها تحت قبعة على الطريقة الأميركية ، وهكذا تفعل أختها صبا “بإمكان الزبائن أن يطلبوا أي نوع طعام شرقي أو غربي وإن كنا نفضل أن نقدم لهم فنون الطعام السوري.. بعض الزبائن تعودوا على كلمة واحدة /طعميني ، طعميني يا مو/ باللهجة الشامية ، هذا دليل ثقة بما نقدمه ، أحيانا نحضر طبخة في منازلنا ونقدمها للزبائن ، المرأة الشامية مضيافة وتحبذ البساطة دون تكلف أو تعقيد ، تحب المرح و" العيشة الهنية " ، قسم من الزبائن يأتون ، حاملين الهموم والحزن ،ربما نتيجة ضغوط الحياة ، نتفهم هذه الحالات ، نحاول مساعدتهم دون أن يشعرون ، نعودهم على الابتسامة ، نخلق أجواء من المرح والسعادة مع لقمة شهية ، يجب أن لا يخرج أحد من /بايت بارك / وهو زعلان ، لدينا طاقات من الفرح والسعادة قررنا منحها للآخرين” .

تتدخل صبا لتشرح كيف أن سيدات كثيرات أبدين إعجابهن بمطعم تديره وتشرف عليه النساء ، ربما هي المرة الأولى في سوريا ، قلة منهن استهجن الفكرة ، بعضهن بدأن يطلبن وجبات إلى منازلهن ، نتيجة ضيق وقتهن خاصة إذا كن عاملات خارج المنزل ولا يجدن وقتا كافيا لتحضير الطعام لأفراد الأسرة . يقول مأمون أحد الزبائن الذين يرتادون المطعم " لم يتكون لدي أحساس أنني في مطعم ، العلاقة مع السيدات مليئة بالمودة والثقة ، لم نعتد أن نطلب قائمة الطعام ، كل شيء يحضر إلى الطاولة دون طلب ، نتصرف أحيانا لوحدنا على طريقة " سيلف سيرفس " من الناحية المالية ، كأنني ادفع في بيتي ، لا أشعر أنني أزور مطعما ، هذا أهم ما يقدمه المكان برأي “.

تقول لينا وهي صديقة " بايت بريك " وسيداته ” البعض اعتقد أن المكان سيتحول إلى شيء غير مقبول لأن هنا ثلاث سيدات يعملن، الخطوط الحمراء واضحة.. التصرفات في إطارها الحضاري والمنفتح ، الحرية الشخصية بمعناها الواعي والمستقل هي سيدة الموقف ، لا يشغلن قلوبهن أثناء العمل، فعلا هنا لسنا نساء باب الحارة ، الضعيفات الشخصية الخنوعات والتابعات، تلك الحارة ونساؤها أساء وا كثيرا لصورة المرأة السورية خصوصا والعربية عموما “.

ومع أن هبة وصبا هما من أسرة فنية ، فوالدهما هو الفنان الكبير رفيق سبيعي المشهور تاريخيا بـ " أبو صياح " وشقيقهما النجم سيف الدين سبيعي وزوجته الفنانة النجمة سلافة معمار ، إلا أن ذلك لا يعني إنهما لديهما رغبة بالتمثيل ، تقول هبة “ربما اكتسبنا خفة الظل من الوالد ، نحب الفن ولا نعمل به ، الشهرة لها ضريبة ، فضلنا أن نقدم اللبنة و السبانخ والكبة بلبنية و التبولة والحمص و المكدوس وكل الأكلات الشامية وحتى الخبز نحضره أمام الزبائن ، نتصرف ونعيش على طريقتنا ، مشروعنا بالكامل نسائي لا يد لرجل فيه، تساعدنا سيدة نعرفها منذ سنوات طويلة تذهب إلى السوق وتحضر اللحم بأنواعه والخضار وكل الحاجيات ، اسمها سميرة هي زوجة ناطور البناء الذي نسكن فيه ، تحضر أطيب أنواع الزيتون والمخللات وباقي المونة ، لم يحاربنا المجتمع الذكوري ، بل على العكس ، قسم كبير منهم شجعنا، قلة محافظة منهم تصرفت بغباء بينهم نساء ، فريق العمل معنا كله نساء ، محاسبة " بايت بريك " هي فتاة جامعية ، هلا ، تقوم بكل الأعمال المالية. التعاون بيننا " تيم " لا احد منا boss كما يقال بالانجليزية. الكل ينتمي إلى المكان والفكرة

جوني عبو
الاحد 14 نوفمبر 2010