نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


جديد هوليوود: "الغريب" جاكي شان لأول مرة بعيدا عن الكوميديا






لوس أنجليس -ليليانا مارتينيث سكاربيلليني- يعتبر نجم أفلام الحركة الصيني جاكي شان شخصية محبوبة للغاية، أدواره تثير إعجاب الجميع، ويقبل الجمهور على أفلامه التي تجمع بين فنون القتال الآسيوية والكوميديا، لكنه يقدم هذه المرة أكثر أدواره دراماتيكية في فيلم "الغريب"، الذي يدور حول قصة تحمل في خلفياتها صراع قديم. ينتمي العمل إلى نوعية أفلام الإثارة البوليسية.


 الفيلم من إخراج مارتين كامبل، الذي تحمل توقيعه أفلام مغامرات قوية مثل "كازينو رويال" و"العين الذهبية" ضمن سلسلة جيمس بوند، و"الفانوس الأخضر" ضمن أفلام الأبطال الخارقين، وكتب له السيناريو ديفيد ماركوني، وهو سيناريست له باع كبير مع أفلام الأكشن مثل "تصادم" و"عدو الدولة"، بطولة ويل سميث وجين هاكمان، و"موت قاسي" بطولة بروس وسليس. يتناول الفيلم قصة رجل أعمال صيني بريطاني كوان (شان)، يمتلك مطعما في لندن، يفقد ابنته خلال عملية إرهابية تحمل بصمات جماعة تنتمي إلى تنظيم الجيش الجمهوري الأيرلندي. يحاول كوان البحث وراء أسباب العملية مدفوعا بالرغبة في الثأر، فتقوده الخيوط إلى السياسي البريطاني ليام هنسي، ويجسد دوره على الشاشة، نجم أفلام جيمس بوند السابق بيرس بروسنان. على الرغم من أن شان يبدو طوال الفيلم بوجه حزين، تبدو عليه آثار الزمن، بسبب مأساة مصرع ابنته، لا يزال يعترك بداخله نوازع مقاتل عنيد، يتمتع بمهارات القتال الغريزية التي اكتسبها منذ صباه، يعزز هذا الجانب الرغبة العنيفة في التوصل لمن وقفوا وراء الهجوم الإرهابي الذي تسبب في مصرع ابنته. ومرة أخرى، على غرار ما اعتاد الفنان الصيني تقديمه طوال مشواره السينمائي، تنطلق أطرافه الأربعة باللكمات والركلات والقفزات الأكروباتية وغيرها من مهارات الأكشن التي تعتمد على فنون القتال الآسيوية، التي يتميز بها جاكي شان وينتظرها جمهوره في كل أفلامه. لا يزال جاكي شان برغم تجاوزه العقد السادس يتمتع بلياقة بدنية هائلة، ويفاجئ جمهوره وفريق العمل أيضا، بإصراره على عدم الاستعانة بدوبلير في مشاهد الأكشن الخطرة، وهو ما اعتاد القيام به طوال مشواره الفني، وأصبح الجمهور ينتظر مشاهدة لقطاتها في نهاية الفيلم، أثناء عرض كواليس وملابسات تصوير أحداث العمل، فيما يعرف بـ"مشاهد الميكنج." على مدار تصاعد أحداث الفيلم، تتزايد سخونة مشاهد مطاردة كوان لهنسي، ومعها جرعة الإدرينالين في عمل غير تقليدي تماما على مسيرة جاكي شان، التي اعتاد جمهوره على مشاهدته في أعمال تجمع بين الأكشن والكوميديا، وعلى قفشاته وتعليقاته خفيفة الدم التي تفجر الضحكات داخل قاعات العرض.

في هذه التجربة التي يتعاون فيها الفنان الصيني مع مخرج اعتاد على أفلام جيمس بوند والأبطال الخارقين، يقدم جاكي شان دورا أكثر جدية، مدفوعا بالرغبة في الانتقام، ويبدو أنه لا يوجد شيئ في الكون يمكن أن يجعله يتراجع عن عزمه. يجسد بروسنان، نجم أفلام جيمس بوند السابق، دور رجل سياسة، متورط في أعمال مشبوهة، ومن بينها تدبير الاعتداء الإرهابي الذي وقع في لندن، وأودى بحياة إبنة جاكي شان. يفتح هذا الحادث جراحا لم تندمل للصراع القديم بين الجماعات المتمردة في أولستر وبريطانيا. وسبق لبروسنان العمل من قبل مع كامبل حينما كان بطل أفلام العميل (007) البريطاني الشهير صاحب الترخيص بالقتل، قبل وقوع اختيار الشركة المنتجة على دانييل كريج، كخليفة له. بالرغم من تجاوزه الـ64، لا زال يقدم أدوار الأكشن والمغامرات والإثارة، يقدم هذه المرة دور سياسي يحظى بحصانة ومكانة مرموقة، ويحميه جيش من رجال الأمن والعملاء السريين، وبالرغم من ذلك لا ينجحون في ردع رغبة كوان في الانتقام. بالرغم من أن ميزانية الفيلم لم تتجاوز الـ35 مليون دولار، إلا أن هذا سمح للقائمين على العمل تصوير مشاهد تفجيرات اعتداءات لندن، ومشاهد المطاردات البوليسية، وقد اثارت بعض هذه المشاهد غضب بعض سكان العاصمة البريطانية، لاعتقادهم أنها مشاهد تفجيرات حقيقية، أخذا في الاعتبار الهاجس الأمني الذي يؤرق المدينة على خلفية الهجمات الإرهابية طعنا ودهسا التي تتبناها داعش في الآونة الأخيرة. جاءت المحصلة، فيلم إثارة ومغامرات ممتعة، يجمع كافة العناصر التي تسمح بعودة ناجحة لجاكي شان إلى العالم الذي ينتمي إليه: الأكشن، ولكن بصورة مغايرة، أكثر جدية، لكن بدون التخلي عن ملليمتر واحد من جرعة الإدرينالين. ومع ذلك يفتقد العمل في مجمله للمسة بريق تميز الأعمال التي تنطلق لأعلى بسرعة الصاروخ والأعمال التي تمر مرور الكرام، إلا أن هذا لا يقلق الشركة المنتجة، لأن العمل يحقق أهدافه، على صعيدا الإيرادات على الأقل، حيث حصد في الصين 4ر11 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرضه. من ناحية أخرى يؤكد جاكي شان أنه راضٍ عن الشخصية الدراماتيكية الكئيبة التي يقدمها في "الغريب"، ولكنه يعترف بحاجته إلى تغيير أسلوبه، لكي يتمكن من مواصلة مشواره السينمائي. وقال "طوال حياتي اعتدت على الكسور والإصابات، التي أتعرض لها أثناء مشاهد الأكشن، ولكن إذا أردت مواصلة عمل أفلام فيتعين علي السعي وراء التغيير". كما يعرب عن ثقته في استيعاب أنه وصل إلى مرحلة معينة من العمر، ولم يعد مجرد نجم أكشن على الشاشة الكبيرة، ويتعين عليه تقديم أمر إضافي. "اتمنى ان يستوعبوا أيضا أنني ممثل". ربما يكون جاكي شان قد بدأ مرحلة تغيير جلده، يتبقى الانتظار لمعرفة كيف سيتقبل الجمهور هذا التغيير والتعامل مع هذا الجانب الأكثر جدية وصرامة مع نجم عرف طيلة مشواره السينمائي بميله للكوميديا.

ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
الاثنين 6 نونبر 2017