الآمال المعقودة على اجتماع أطراف النزاع اليوم الثلاثاء للتفاوض مجددا في جنيف ضئيلة... ضئيلة لدرجة دفعت أحد الصحفيين لسؤال دي ميستورا أمس الاثنين عن سبب مواصلة المفاوضات من الأساس.
هذا السؤال له مبرره، فالنظام السوري والمعارضة التقيا في سويسرا من قبل خلال خمس جولات مفاوضات... خمس مرات غادرا سويسرا بدون إحراز أي تقدم فعلي. ولم يتمكن دي ميستورا لمرة واحدة على الأقل من دفع أطراف النزاع للجلوس على طاولة واحدة لإجراء مفاوضات مباشرة، في الوقت الذي يكتفي فيه الطرفان بتبادل الاتهامات بتحمل مسؤولية هذا الجمود.
الحكومة السورية على وجه الخصوص تصعّب الأمور على مبعوث الأمم المتحدة، حتى ولو كان الأخير لا يعترف بذلك علانية. فكبير مفاوضي النظام السوري والسفير لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، ذكر مؤخرا في مقابلة مع التليفزيون البيلاروسي أن محادثات جنيف لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج، وقال: "حتى الآن كانت (هذه المحادثات) مجرد لقاءات من أجل الإعلام".
في هذه المرة أيضا تنم كثير من الأمور عن أن وفد الحكومة السورية غير مهتم بإجراء مفاوضات جادة، فالجيش والميليشات الحليفة تمكنوا مؤخرا من إحراز نجاح مهم على الأرض، كما نجح بشار الأسد في استعادة السيطرة على عدة مناطق عقب إبرام اتفاقيات مع متمردين. ويوم الأحد الماضي بدأ انسحاب مقاتلين وسكان من حي القابون المهم استراتيجيا بسبب موقعه على أعتاب دمشق، وهو ما يعتبر نجاحا مهما للنظام السوري.
وتزداد مهمة دي مسيتورا صعوبة بسبب نقص الدعم الدولي، فالولايات المتحدة تلعب في جنيف منذ شهور فقط دور ممثل مساعد، وتركت لروسيا - أهم حليف للحكومة السورية- المجال في النزاع الدائر منذ أكثر من ستة أعوام في سورية، والذي أودى بحياة 400 ألف شخص على الأقل. وحتى الآن لم يُعرف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة واضحة المعالم بشأن سياسته تجاه سورية. لذلك يقول ممثل المعارضة السورية فؤاد عليكو: "لا أتوقع شيئا جديدا بالنسبة لجولة المفاوضات. لم يتوفر حتى الآن المناخ الدولي المناسب لحدوث نقلة نوعية جادة".
علاوة على ذلك يواجه دي ميستورا اتهامات بأن المفوضات الأهم تُجرى في العاصمة الكازخستانية الأستانة، حيث اجتمعت روسيا وإيران كحليفتين للنظام السوري وتركيا كداعمة للمعارضة مع أطراف النزاع أكثر من مرة من قبل. واتفقت موسكو وأنقرة وطهران هناك مؤخرا على تجديد الهدنة وإقامة مناطق وقف التصعيد. وتراجع العنف منذ ذلك الحين في سورية حتى الآن على الأقل.
وقد ينطوي هذا الاتفاق على فرصة صغيرة لدي ميستورا، الذي لا يرى في عملية الأستانة منافسا بل مكملا لمحادثات جنيف. فكل تراجع للعنف لا يمكن المحافظة عليه إلا عندما يكون هناك "أفق سياسي"، حسبما قال دي ميستورا قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات في سويسرا.
دي ميستورا نفسه لا يعلق آمالا كبيرة على المفاوضات التي تبدأ اليوم وتسمر حتى يوم السبت المقبل كحد أقصى، والتي من المنتظر أن تتطرق إلى أربعة موضوعات كبيرة: تشكيل حكومة انتقالية وتمهيد الطريق لدستور جديد وإجراء انتخابات حرة بالإضافة إلى الأمن ومكافحة الإرهاب. ولإحراز تقدم يعتزم مبعوث الأمم المتحدة عزل سير المفاوضات عن الإعلام بقدر الإمكان، حيث سيتخلى هو نفسه عن الإدلاء بتصريحات للإعلام خلال المفاوضات، كما ناشد أطراف النزاع "عدم التحدث مع وسائل الإعلام كل خمس دقائق"، وهو أمر يصعب السيطرة عليه على وجه الخصوص مع المعارضة متعددة الأصوات.
ورغم ذلك يؤكد مبعوث الأمم المتحدة وفريقه على الدوام أن الرئيس السوري بشار الأسد لديه اهتمام بالمفاوضات، فنائب المبعوث الأممي لسورية، الدبلوماسي المصري رمزي عز الدين رمزي، تواجد مؤخرا في دمشق لاجتماع طارئ، وهو الاجتماع الذي استشف منه أن النظام السوري "سيتعامل بصورة بناءة مع كافة المقترحات"، مؤكدا أنه ليس لديه ما يدعو للشك في ذلك.
هذا السؤال له مبرره، فالنظام السوري والمعارضة التقيا في سويسرا من قبل خلال خمس جولات مفاوضات... خمس مرات غادرا سويسرا بدون إحراز أي تقدم فعلي. ولم يتمكن دي ميستورا لمرة واحدة على الأقل من دفع أطراف النزاع للجلوس على طاولة واحدة لإجراء مفاوضات مباشرة، في الوقت الذي يكتفي فيه الطرفان بتبادل الاتهامات بتحمل مسؤولية هذا الجمود.
الحكومة السورية على وجه الخصوص تصعّب الأمور على مبعوث الأمم المتحدة، حتى ولو كان الأخير لا يعترف بذلك علانية. فكبير مفاوضي النظام السوري والسفير لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، ذكر مؤخرا في مقابلة مع التليفزيون البيلاروسي أن محادثات جنيف لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج، وقال: "حتى الآن كانت (هذه المحادثات) مجرد لقاءات من أجل الإعلام".
في هذه المرة أيضا تنم كثير من الأمور عن أن وفد الحكومة السورية غير مهتم بإجراء مفاوضات جادة، فالجيش والميليشات الحليفة تمكنوا مؤخرا من إحراز نجاح مهم على الأرض، كما نجح بشار الأسد في استعادة السيطرة على عدة مناطق عقب إبرام اتفاقيات مع متمردين. ويوم الأحد الماضي بدأ انسحاب مقاتلين وسكان من حي القابون المهم استراتيجيا بسبب موقعه على أعتاب دمشق، وهو ما يعتبر نجاحا مهما للنظام السوري.
وتزداد مهمة دي مسيتورا صعوبة بسبب نقص الدعم الدولي، فالولايات المتحدة تلعب في جنيف منذ شهور فقط دور ممثل مساعد، وتركت لروسيا - أهم حليف للحكومة السورية- المجال في النزاع الدائر منذ أكثر من ستة أعوام في سورية، والذي أودى بحياة 400 ألف شخص على الأقل. وحتى الآن لم يُعرف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة واضحة المعالم بشأن سياسته تجاه سورية. لذلك يقول ممثل المعارضة السورية فؤاد عليكو: "لا أتوقع شيئا جديدا بالنسبة لجولة المفاوضات. لم يتوفر حتى الآن المناخ الدولي المناسب لحدوث نقلة نوعية جادة".
علاوة على ذلك يواجه دي ميستورا اتهامات بأن المفوضات الأهم تُجرى في العاصمة الكازخستانية الأستانة، حيث اجتمعت روسيا وإيران كحليفتين للنظام السوري وتركيا كداعمة للمعارضة مع أطراف النزاع أكثر من مرة من قبل. واتفقت موسكو وأنقرة وطهران هناك مؤخرا على تجديد الهدنة وإقامة مناطق وقف التصعيد. وتراجع العنف منذ ذلك الحين في سورية حتى الآن على الأقل.
وقد ينطوي هذا الاتفاق على فرصة صغيرة لدي ميستورا، الذي لا يرى في عملية الأستانة منافسا بل مكملا لمحادثات جنيف. فكل تراجع للعنف لا يمكن المحافظة عليه إلا عندما يكون هناك "أفق سياسي"، حسبما قال دي ميستورا قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات في سويسرا.
دي ميستورا نفسه لا يعلق آمالا كبيرة على المفاوضات التي تبدأ اليوم وتسمر حتى يوم السبت المقبل كحد أقصى، والتي من المنتظر أن تتطرق إلى أربعة موضوعات كبيرة: تشكيل حكومة انتقالية وتمهيد الطريق لدستور جديد وإجراء انتخابات حرة بالإضافة إلى الأمن ومكافحة الإرهاب. ولإحراز تقدم يعتزم مبعوث الأمم المتحدة عزل سير المفاوضات عن الإعلام بقدر الإمكان، حيث سيتخلى هو نفسه عن الإدلاء بتصريحات للإعلام خلال المفاوضات، كما ناشد أطراف النزاع "عدم التحدث مع وسائل الإعلام كل خمس دقائق"، وهو أمر يصعب السيطرة عليه على وجه الخصوص مع المعارضة متعددة الأصوات.
ورغم ذلك يؤكد مبعوث الأمم المتحدة وفريقه على الدوام أن الرئيس السوري بشار الأسد لديه اهتمام بالمفاوضات، فنائب المبعوث الأممي لسورية، الدبلوماسي المصري رمزي عز الدين رمزي، تواجد مؤخرا في دمشق لاجتماع طارئ، وهو الاجتماع الذي استشف منه أن النظام السوري "سيتعامل بصورة بناءة مع كافة المقترحات"، مؤكدا أنه ليس لديه ما يدعو للشك في ذلك.


الصفحات
سياسة









