تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


درعا التي شكلت رمزا للتمرد ضد نظام بشار الأسد .. تسعى لطي صفحة الخوف




درعا - نيويورك - سامي كيتز ورنا موسوي - يخيم صمت مطبق على درعا التي انسحب منها الجيش الخميس بعد حملة تمشيط دامت عشرة ايام كما لزم معظم السكان الذين خرجوا من منازلهم لاول مرة الصمت بسبب الخوف.


درعا التي شكلت رمزا للتمرد ضد نظام بشار الأسد .. تسعى لطي صفحة الخوف
طلقات فارغة، زجاج مكسور، وآثار الدبابات على الاسفلت، والاطارات المحترقة وبقايا الدخان الأسود التي خلفها الحريق على الجدران، تظهر كثافة العمليات العسكرية في هذه المدينة جنوب البلاد، التي شكلت رمزا للتمرد ضد نظام بشار الأسد.

وقالت نجاح عبد الله وهي أم شابة ترتدي وشاحا أسود تحمل ابنها "كنا لا نجرؤ على الخروج. لقد رأيت أحد القناصة على سطح ثم مرت رصاصة على بعد سنتمترات مني، والحمد لله نجوت"

وفتحت بعض محلات البقالة ابوابها وامتدت صفوف السيارات امام محطة الوقود وباشرت المخابز بتوزيع الخبز من جديد كما احتسى البعض القهوة على الرصيف.

وقال رجل باحتراس "كل شيء بخير، الامور طبيعية" وقد اخافه على ما يبدو وجود الكاميرات والمراسلين يرافقهم رجال الأمن.

وفجأة، ظهر احد مؤيدي المتظاهرين، وووجه له اللوم "كيف يمكنك أن تقول لا يوجد شيء، هذا كذب، انا لا اخشى الكلام ، فليقتلوني، لقد نهبوا بيتي، وسرقوا أموالي".

وصرخ "كنت اعيش خارج البلاد وماذا أرى؟ الموتى والدمار".

وشعر احد المرافقين بالحرج فوصفه بانه "سلفي مجنون". ويتهم النظام معارضيه بالمتطرفين الاسلاميين.

وتحدث اخرون عن وجود مجموعات مسلحة بقولهم "لقد كان الامر مرعبا، كانت هناك مسلحون ملثمون ، لقد اقاموا الحواجز الثابتة وتعرضوا للمارة".

وقال التاجر أبو محمد "كان الامر يبدو وكأنه دولة داخل الدولة الا اننا تخلصنا منهم".

واضاف "لقد شارك في مظاهرات درعا نحو عشرة آلاف شخص للمطالبة باستقالة المحافظ ولكن هؤلاء الغرباء تسللوا الى الحشد".

الا انه جمد في مكانه عندما اقترب منه المصور لاجراء لقاء معه ورفض المتابعة، قائلا "إن تكلمت فلن أستطيع عندها النوم في منزلي".

واعرب علي الاكرد وهو رجل مسن يرتدي جلابية عن اسفه لرؤية الدمار الذي حل بالقصر العدلي حيث عمل لمدة أربعين عاما.

وقال "اني مختبئ في منزلي منذ عشرين يوما والآن خرجت لاأرى هذا، يا للخسارة".
وبدا الجيش السوري بالخروج صباح الخميس من مدينة درعا (جنوب) التي دخلها في 25 نيسان/ابريل الماضي.

وقال اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري "لقد بدانا الخروج التدريجي بعد ان اتممنا مهمتنا". ولفت اللواء "الجيش لم يواجه المتظاهرين، نحن نتابع عصابة ارهابية مختبئة في اماكن محددة ونداهمها".

واضاف مدير الادارة السياسية في الجيش ان "الجيش لم يتصد للتظاهرات على الاطلاق ولم يتم استخدام اسلحة ثقيلة اطلاقا، لقد استخدم الاسلحة الفردية فقط"، مشيرا الى ان القوات اوقفت 150 قناصا.
واكد ان "العملية اسفرت عن مقتل 25 جنديا وجرح 177 اخرين".

وافادت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان عن سقوط 300 قتيل في محافظة درعا واعتقال 5000 شخص منذ بداية الاحتجاجات منتصف اذار/مارس.

وبدا التوتر على عناصر الامن الذين رافقوا الصحافيين عند الاقتراب من المسجد العمري الذي كان مركز المعارضة لبشار الاسد. وهنا نظر السكان اليهم بازدراء وعدوانية. وكانت لا تزال بالقرب من المسجد عبارات على الجدران مثل: "ثوار درعا" و"الشعب يريد اسقاط النظام". واكد المحافظ الجديد محمد خالد الهنوس "يجب الانتظار حتى يوم الاحد ليستقر الوضع".

ولدى سؤاله حول المظاهرات المحتملة في محافظته في يوم "جمعة التحدي" التي دعا اليها الناشطون، اجاب المحافظ "إذا كان لديهم إذن ولم يكونوا مسلحين، ليست هناك اي مشكلة."

و في نيويورك افاد متحدث باسم الامم المتحدة الخميس ان بعثة انسانية تابعة للامم المتحدة ستتوجه الى مدينة درعا السورية حيث قتل نحو 300 شخص على يد الاجهزة الامنية، من اجل تقييم الاوضاع الانسانية.

وقال فرحان حق مساعد المتحدث للصحافيين "حصلنا على امكانية الوصول وستقوم بعثة انسانية بزيارة درعا خلال الايام المقبلة لتقييم (الاحتياجات)".

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا في اتصال هاتفي الاربعاء مع الرئيس السوري بشار الاسد الى منح الامم المتحدة امكانية الوصول "فورا" الى السكان المدنيين المتضررين من اجل تقييم حاجاتهم للمساعدة الانسانية. واعرب الامين العام عن تقديره للرئيس الاسد على ما ابداه من استعداد للنظر في اجراء ذلك التقييم في درعا.

وافادت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان عن سقوط 300 قتيل في محافظة درعا واعتقال 5000 شخص منذ بداية الاحتجاجات منتصف اذار/مارس.

وبدأ الجيش السوري الخميس الانسحاب من مدينة درعا (جنوب) التي دخلها في 25 نيسان/ابريل لقمع موجة الاحتجاج ضد النظام السوري.

سامي كيتز ورنا موسوي
الخميس 5 مايو 2011