تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


رغم انتشار الأمية وانعدام الأمن أفغانستان تشهد طفرة في عدد محطات التلفزة




كابول - ايان تيمبرلايك - يعاني الشعب الافغاني من انعدام الامن وانتشار الامية وغياب مستوى العيش اللائق الا انه لا يواجه اي نقص في المحطات التلفزيونية ويتوقع ان يزداد الازدحام على الموجات الشهر المقبل مع افتتاح محطة "1 تي في" التي تهدف الى "الارتقاء بالوطن" لتنضم الى حوالى 20 محطة اخرى في العاصمة كابول


نظام طالبان كان يحرم التلفزيون معتبرا أنه مخالف لتعاليم الاسلام
نظام طالبان كان يحرم التلفزيون معتبرا أنه مخالف لتعاليم الاسلام
ويشهد قطاع التلفزيون فورة في افغانستان البالغ عدد سكانها 26 مليون نسمة منذ اطاح تحالف دولي بقيادة اميركية قبل ثماني سنوات بنظام طالبان الذي كان يحرم التلفزيون معتبرا انه مخالف لتعاليم الاسلام.

وعلى الرغم من وجود حكومة مدعومة من الغرب تدير البلاد وتوافر مجموعة كبيرة من وسائل الاعلام الخاصة، واجهت محطات التلفزيون ضغوطا كثيرة من رجال الدين المدعومين من المحافظين في الحكومة الذين يعارضون البرامج الترفيهية معتبرين انها متحررة جدا.

ويقول مدير المبيعات في "1 تي في" رامين مصطفى (26 سنة) ان "السلطات لا تدرك فعلا دور وسائل الاعلام هنا في افغانستان".

ويضيف مدير الانتاج في المحطة سيوبهان بيري (34 سنة) الذي عمل في هذا المجال في دول اسيوية اخرى وانضم منذ سبعة اشهر الى "1 تي في" للتحضير لاطلاقها في الاول من كانون الاول/ديسمبر، "اننا نؤمن بحرية التعبير".

ويوضح "هذه القناة على قدر عال من المهنية. اردنا ان نحدث فرقا وان نقدم للافغان برامج تلفزيونية افضل".

ويوضح مصطفى، صاحب الشعر الطويل الذي تخلى عن دراسة الطب من اجل العمل في المجال الاعلامي ان "1 تي في" تطمح لان تصبح الاولى والرائدة في مجال البث التلفيزيوني في غضون ستة اشهر.

لكن سعد محسني مدير مجموعة "موبي" التي تشغل محطة "تولو" الاولى في البلاد يعتبر ان هذا الطموح كبير جدا.

ولدت هذه المحطة في مرحلة ما بعد طالبان وجذبت الشباب الافغاني من خلال بث موسيقى البوب والمسلسلات الهندية وبرنامج "افغان ستار" الذي يحظى بشعبية كبيرة.

ومنحت قناة "تولو" المرأة مكانتها في الاعلام في بلد لا يزال الكثير من النساء فيه يضعن البرقع.

واظهر مسح اجري اخيرا ان القناة تسيطر على 56% من السوق، و"هذه نسبة ضخمة نظرا للمنافسة التي تواجهها" المحطة على ما يقول محسني.

ويعزو محسني نجاح القناة ايضا الى قسم الاخبار والاحداث الراهنة فيها.

ويضيف "اظن اننا نتمتع بقدر عال من الصدقية لاننا لا نتبع اي حزب سياسي". وكانت عائلة محسني اسست "تولو" بتمويل اميركي بعد عودتها من استراليا قبل خمس سنوات.

في المقابل تعود ملكية محطة "اينا" لعبد الرشيد دستم، احد امراء الحرب الذي قاتل في صفوف جهات عدة في العقود الثلاثة الاخيرة.

وتروج قناة دستم لانجازاته القتالية وتعرض المشاهد التي تظهره وهو يمتطي فرسه مطاردا عناصر طالبان.

اما محطة "تمدن" فتكرس فسحة كبيرة لتعاليم احد ابرز رجال الدين الشيعة الذي يملكها. وتتمحور مداخلاته حول الشريعة وانتقاد الغرب.

وتعد المحطة الجديدة ببرامج متنوعة من رسوم متحركة ومسلسلات محلية ومسلسلات تركية وهندية وغربية مدبلجة ونشرات اخبار "حيادية" بحسب بيري.

ويقول بيري ومصطفى ان هذه القناة يملكها فهيم هاشمي وهو مستثمر في منتصف العقد الثاني استثمر ملايين الدولارات في المشروع.

الا ان محسني يشير الى ان "السوق تشهد تنافسا حادا الان ومن المحتمل الا يتحمل المزيد من وسائل الاعلام".

ويقول ان محطات عدة حاولت ان تتزعم السوق لكنها فشلت فيما تمكنت "تولو" من البقاء في الطليعة على الرغم من محاربة السلطات الدينية المحافظة لها.

فقد رفضت المحطة العام الماضي وقف بث المسلسل الهندي "تولسي" الذي يعتبر الاشهر في افغانستان.

واراد رجال الدين بدعم من بعض العناصر في الحكومة وقف هذا المسلسل وبرامج مماثلة تدور احداثها حول المشاعر الرومنسية والغرام لانها تعتبر من المحرمات في افغانستان حيث كل الزيجات تقريبا مدبرة.

وامتعض المحافظون ايضا من النساء المتبرجات جدا وغير المحجبات اللواتي يظهرن في هذه المسلسلات لاسيما وان اللباس التقليدي الهندي يكشف اجزاء من جسد المرأة. ويتم تمويه الاجزاء العارية من جسد المرأة قبل عرض البرنامج في افغانستان.

وفي حين انصاعت محطتان لاوامر وزارة الاعلام والثقافة، اعتبرت "تولو" ان وقف بث برنامج "تولسي" سيشكل خسارة كبيرة على صعيد عائدات الاعلانات التي تمول برامج اخرى من بينها برامج سياسية ساخرة.

ومن بين البرامج الشعبية التي تعرضها المحطة برنامج "افغان ستار" وهو نسخة افغانية عن البرنامج الاميركي الشهير "اميركان ايدول" وهو الان في موسمه الخامس.

واضطرت امرأة شاركت في البرنامج العام الماضي الى العيش في الخفاء بعدما هددت حركة طالبان ورجال دين وحتى بعض اقاربها بهدر دمها.

وتحاول المحطات الخاصة التوفيق نوعا ما بين الاوساط الدينية المحافظة واهتمامات الشباب الافغاني العصرية.

وفي اذار/مارس افادت منظمة مراسلون بلا حدود ان مقدمي برامج تلفزيونية قد اوقفا.

ويقدم احد المذيعين برنامجا اعتبر انه اساء الى رجال الدين يعرض على محطة "امروز" فيما يعمل الثاني في محطة "اريانا" وقد اوقف لاجرائه مقابلة مع متحدث باسم طالبان على ما اوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الصحافيين.

ويتمنى محسني التوفيق للقناة الجديدة مع انه يقر بصعوبة الاستمرارية في السوق نظرا لاحتدام المنافسة

ايان تيمبرلايك
الاحد 29 نوفمبر 2009