نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


سوريون يطلقون إعلام سوريا الجديدة بدلاً من إعلام نظام الأسد




دمشق - "لم تعد زيادة الحواجز الأمنية و العسكرية مشكلة، لدينا الكثير من الأساليب و الطرق التي تمكننا من تجاوزها أو اجتيازها ، نستطيع إيصال المجلة إلى معظم الناس حتى خارج المناطق المحررة في سورية " ... تلك كانت كلمات زياد أحد نشطاء الإعلام الشباب الذين تلقوا تدريبا إعلاميا مع مؤسسة دولية تدعم تأسيس " إعلامسوري منوع خاص وبديل لإعلام نظام بشار الأسد، إعلام جديد يتحمل قبول الآخر و يعبر بوضوح عن صورة الواقع ، عبر مطبوعات تلامس الاحترافية أو تبدو كذلك بالقياس إلى ظروفها و مواردها و كوادرها " وفق كلام النشطاء العاملين في بعض تلك المطبوعات .


سوريون يطلقون إعلام سوريا الجديدة بدلاً من إعلام نظام الأسد
حنطة ، ضوضاء ، الغربال ، عين المدينة ، ياسمين ، بصمة حلب ، اميسا ،ولات ، مطبوعات أسبوعية و نصف شهرية و شهرية مع تلك الجهة ، لكن خارج المؤسسة تلك تنمو عشرات المطبوعات المبهجة أيضا ، وهذه ليست مجرد أسماء لأشخاص او أماكن أو أدوات أو صفات ... يمكن القول ببساطة إنها وسائل التواصل و المعرفة المتاحة بين السوريين في زمن الحرب التي دمرت البشر والحجر ولم تعد مستلزمات الحياة اليومية متوفرة مثل الإنترنت أو الماء و الكهرباء أو الخبز أحيانا في بعض المناطق المنكوبة... حيث تكاد تغدو تلك المطبوعات الوسيلة الوحيدة في عدد من المناطق المحاصرة على حد إجماع الأهالي في معظم المناطق .
 
تقول "هدى " وهو اسم حركي ، غالبا ما يتخذه النشطاء كنوع من الوقاية لهم من الاختراقات الأمنية للنظام ، وهي إحدى العاملات في مطبوعة باتت توزع نحو ستة آلاف نسخة كل أسبوعين إنه " في ظل استمرار وتيرة تصاعدية من الحرب بين السوريين ، سلطة و معارضة ، على خلفية إصرار السلطات البقاء في الحكم بعد حوالي نصف قرن من الاحتكار و تصميم الأكثرية السورية على التغيير و الحرية و الديمقراطية فإن البلاد تقطعت إلى أوصال و المدن إلى مربعات أمنية و تحولت عديد من المدن و القرى إلى مناطق مهجورة أو محاصرة لا يصلها الكثير من وعي العالم خارج حدودها الداخلية .. لذلك الأفكار و الموضوعات التي ننشرها هي موضوعات تلقى ترحيبا من الأهالي تعبر عنهم و تقدم لهم وجبة فكرية و منوعة تسهم ببقائهم في اجواء الحياة المستمرة لأننا لا نريد أن تتوقف حياتهم بفعل الحرب ... "
 
و يرى مازن و هو محامي شاب انخرط في الثورة ضد النظام السوري كما يقدم نفسه  " بدأنا كمتطوعين ثم تحولنا ، زملائي و أنا ، إلى شغوفين بهذه المهنة وفرحنا جدا عندما وجدنا من يمولنا لإنشاء مجلة رغم أن طموحنا كان جريدة إلكترونية لأنها أوسع انتشارا بين الداخل و الخارج لكن الحكمة تقول وجود نصف رغيف من الخبز افضل من عدم وجوده و الخبز هنا فكري و روحي ومنوعات من يوميات السكان عبر صفحات مجلتنا .. و نحن سعداء أن منظمتنا تؤمن معظم احتياجات العمل من الأجهزة الالكترونية ،المال ، الخبراء لتعليمنا ،أي احتياجات إضافية ... "
 
 
تقول إحدى مديرات تلك المنظمة " نحن نقوم بكل ما نستطيع بهدف إنجاح المشاريع الإعلامية هذه ، نستطيع فرز الأشخاص أحيانا حتى يتبين لنا من منهم يريد الاستمرار أو العمل لفترة مؤقتة أو لا ، بعض كوادرنا تعرض للاعتقال البعض الاخر قتل لكن الأكثرية يعملون بأمان نسبي ، البعض منهم حصل على المعدات و توارى ... ، في النهاية نحن اليوم أمام مجموعة مشروعات إعلامية أصبحت أمرا واقعا و ينتظرها الجمهور السوري ... و كوادرها تحولوا تدريجيا إلى محترفين تقريبا و لديهم فرص عمل  " .
 
و يرى محمد و هو احد الكوادر الرئيسة لمجلة تصدر شمال سورية " على الرغم من الشوط الذي قطعناه في التأسيس و إصدار سلسلة إعداد إلا أننا نعرف أن طريقا طويلا ينتظرنا لنؤسس إعلاما قويا متنوعا يكون بديلا حقيقيا لإعلام نظام الأسد ، نحن مللنا اللغة الخشبية و الشعارات الجوفاء التي اتحفنا بها هذا النظام المجرم نريد مستقبل افضل لأولادناو الإعلام أحد ابرز وسائل التأثير في الأجيال و الرأي العام ... إعلامناهذا سيكون له دور  بارز  مستقبلا رغم كل الصعوبات ... "
 
 ويضيف محمد " نحن نقدم كل الفواتير للإدارة و نتبادل الأفكار مع الزملاء في المجلة حول الموضوعات و العناوين و أسعار الطباعة و الغرافيك و الكتاب و كل التفاصيل نحن أيضا نستمتع و نقوم بعمل مفيد للسوريين .. "  
 
 
و تأخذ هذه المطبوعات حضورا لا فتا بين السكان مؤخرا فضلا عن أن نشطائها يروجون لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي و مواقع الإنترنت بغية الوصول لأوسع شريحة في الخارج و الداخل أيضا إن توفرت شبكة الإنترنت ويضعون عناوين لموضوعات مثيرة مثل بيع السلاح ، تجارب اجتماعية في مختلف المجالات ، الحياة الزوجية أيام الثورة ، الحرية بين التطبيق و المطالب ، الطفولة وشر الحرب ، دور الشباب في عملية البناء ، زراعة الأشجار حاجة ملحة ، التنظير الفكري في زمن الجوع ... و غير ذلك من الأفكار و الموضوعات وصولا إلي انتقاد أداء عناصر أو كتائب مقاتلة في الجيش السوري الحر ، و هنا يعلق احد النشطاء قائلا " كل شيء تحت نظر الإعلام نحن خرجنا بثورة لكي نقول رأينا لا نريد الخروج من تحت الدلف لتحت المزراب بحسب المثل العامي ".
 
 
تسهم البلدان المانحة في دعم هذه التجارب " التنموية " كما يروج لها ، لذلك تبدو استمراريتها مرحليا شبه مضمونة و هو ما يدعم حماس الشباب و يربطهم بوسائل الإعلام المحلية التي تنتشر في معظم المناطق في الداخل السوري لكن ذلك جزء من المشهد و لا يتعدى عشرة مطبوعات من اصل عشرات وسائل الإعلام ، يمولونها السوريون بأنفسهم.
 
 
لكن عصام حيدر أحد الممولين يقول " لقد اطلعت على بعض هذه المجلات وهي لا تحمل الكثير من الجديد.. إنها تعبر عن حالة تطوعية و لا تحمل فكرا جديدا و تدعم المجموعات المسلحة وهي تتجاهل الرأي الآخر ، هم يتحدثون عن الحرية ، نعم النظام لم يطلق الحريات لكن من يطالب بالحرية عليه تطبيقها على الجميع ... " على حد تعبيره .  
 
تقول مها " إعلامناهذا هو ثورة إنسان من أجل الحرية ..وهذه الوسائل تختلف عن وسائل النظام الأسدي ..إنها اقرب إلى الناس و ليست كلام شعارات و لا هي مزيفة او مسيسة بطريقة مباشرة ، نحن نريد من هذه المشروعات أن تكون مرآة للسوريين ، لسورية الجديدة و تحوي كل شيء جديد بين صفحاتها .. "
 
و تنتشر حوالي 50 مطبوعة اليوم في سورية هي خارج سيطرة رقابة نظام الأسد و تصدر في فترات متفاوتة بعضها يومي ، و تطبع في الداخل أو أحيانا في بلدان الجوار وهي على ما يقول جورج حداد أحد المتعاونين معها " إنها رئة التنفس لكثير من السوريين "  .

د ب أ
الاحد 23 يونيو 2013