نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ


عندما يخطئ الكبار .....فتح مقبرة عبدالحليم حافظ يوقع "سي ان ان " في ورطة مع التاريخ الفني




القاهرة - لندن - الهدهد - وقعت شبكة " سي ان ان " بورطة إنتحال وتضليل مع التاريخ الفني العربي حين نشرت على موقعها باللغة العربية صباح يوم العيد 16 نوفمبر - تشرين الثاني 2010 نقلا عن مدونات ومواقع ينقصها التدقيق خبرا عن فتح مقبرة عبد الحليم حافظ والعثور على جثمانه سليما لم يتحلل فيه شئ ولم تشر الشبكة التي تعتبر من كبريات المؤسسات الاعلامية في العالم الى أن هذا الخبر سبق نشره قبل سنوات في وسائل اعلام عربية بل لم يدقق ناقل الخبر بالمتابعات ولا بالسنوات فقال ان وفاة عبد الحليم مضى عليها 29 سنة مع ان الجميع يعرف انه توفي عام 1977 لكن ناقل "او لنقل لاطش" الخبر للمحطة الاميركية ذائعة الصيت كان ينقل من الصحافة العربية عام 2006 ووقتها كان رقم 29 عاما هو الصحيح وكان ينقل عن مدونات على فيسبوك من عام 2009 دون انتباه لأصل القصة وتشعباتها


عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ
مراسلا الهدهد في القاهرة ولندن دققا في قضية ينقصها التدقيق وفيها اشارات مضللة ووجدا ان "سي ان ان " نشرت دون تطوير او متابعة او تدقيق بالتواريخ خبرا مفبركا سبق ان نشرته مجلة روز اليوسف المصرية في اواخر يوليو - تموز من عام 2006 وعن روز اليوسف نقلت الخبر عدة مواقع اليكترونية منها موقع "دنيا الوطن" الفلسطيني بتاريخ 30 يوليو 2006 وزيادة في التضليل تم نشر التعليقات ذاتها التي الحقت بالخبر المصري القديم وبتعليقات اخرى على مدونات فيسبوك بعد نشر الخبر بثلاثة اعوام فاحد المعلقين على الفيسبوك حول هذا الموضوع - مثلا - و اسمه محمد سلطان قال : يا جدعان انتو مستالين بيه دا المطرب ابو المعجزيتن : ماسك الهوا باديا و انى اتنفس تحت الماء ، الكلام مش قليل و كان هذا التعليق ايضا على الموضوع القديم بتاريخ 30 مايو 2009

سي ان ان العربية التي نشرت بتاريخ 16 نوفمبر 2010 الموضوع قالت وكما جاء في الخبر الاصلي الذي تم اخفاء مصدره "من قبل المدون ربما"ان القضية تداولتها مجموعة على الفيس بوك واضافت : كما برزت مجموعة حملت عنوان: "فتح مقبرة... عبد الحليم حافظ... يفجر مفاجأة... لن يتوقعها... أحد" تطرقت إلى ما قالت إنها عملية فتح لمدفن المطرب الراحل، عبدالحليم حافظ، ظهر خلالها أن جسده لم يتحلل.

وتابعت قائلة وقال المشترك "أشرف كيم باك" في صفحة النقاشات: "أصبحت قضية جثة عبد الحليم حافظ التي لم تتحلل في قبرها رغم مرور 29 عاما على وفاته حديث الناس في القاهرة بعد أن كشفت عنها مجلة روز اليوسف المصرية والتي أكدت نقلا عن الذين رأوا الجثمان أن جثة عبد الحليم لا زالت على حالها وكأن صاحبها دفن للتو."

وأضاف: "الكشف عن جثة عبد الحليم في قبره جاءت بعد قيام لجنة من أسرته ولجنة حكومية بفتح قبره لحماية المقبرة من تسرب المياه الجوفية إليها، وكانت المفاجأة أن جثة عبد الحليم موجودة بكامل ملامحها ولم تتحلل."

وتابع بالقول إن عبدالعليم عون "قال إن الأسرة برئاسته.. وفي حضور اثنين من حراس المقابر.. حضروا أثناء فتح المقبرة وأضاف عون: جسم عبد الحليم كما هو وكأنه نائم وأنا وضعت يدي على وجهه، المفاجأة كانت مذهلة بالنسبة لي باعتباري أول من دخل المقبرة فقمت باستدعاء مؤذن الجامع وحراس المقبرة وأحد الأصدقاء وهو من أعضاء الجمعية اسمه معتز الذى سقط من هول المفاجأة.. فجثمان حليم كما هو تقريبا متماسك وبدون تغيير يذكر كما أن الرمال تحت جثمانه كانت شبه بيضاء ونقية جداً."

عمرو الآسي: "وفي الأخير أقول (سبحان الله) تعذب قبل موته كثيرا عسى أن يكون الله قد غفر له... اللهم اغفر لنا وارحمنا ... آمين، تحياتي الغالية."

من جانبها، شككت سارة الصاوي في هذه الأخبار بالقول: "مش مصدقة أصلا، هو كان نبي ولا إيه؟؟؟ كلام عبيط."
وكان للمشتركة "كوفين لوف" موقف مماثل قالت فيه: "أنا أول مره أسمع الخبر ده هنا، طيب ولما الموضوع عمل ضجة كده، ليه مفيش أي قناة فضائية أو محلية صورت الموضوع، وليه الإعلام متدخلش عشان يذيع هذا الخبر اللي بالنسبة للإعلام خبر الموسم، وبعدين عبد الحليم ولا كان نبي ولا كان رسول، اللي كاتب الموضوع ده ياريت تتحقق من كلامك أو انك تثبتلنا لأنك مش بتكلم ناس مش بتفهم ولا بتكلم ناس جهله."

الى هنا وينتهي خبر "سي ان ان " المفبرك من عدة مصادر وكأنه حدث البارحة او هذا الشهر في حين ان الخبر نفسة قد نشر في روز اليوسف قبل اربع سنوات كما نشر في دنيا الوطن في ذاك التوقيت وفي ما يلي نصه كما نشر من مصدر غزاوي في دنيا الوطن بتاريخ الثلاثين من يوليو - تموز 2006 :

أصبحت قضية جثة عبد الحليم حافظ التي لم تتحلل في قبرها رغم مرور 29 عاما على وفاته حديث الناس في القاهرة بعد أن كشفت عنها مجلة روز اليوسف المصرية والتي أكدت نقلا عن الذين رأوا الجثمان أن جثة عبد الحليم لا زالت على حالها وكأن صاحبها دفن للتو ... عبد الحليم الذي توفي قبل ثلاثين عاما في لندن بعد أن اصيب بنزيف حاد اثر ابرة لوقف النزيف أعطاها له الطبيب المعالج.

الكشف عن جثة عبد الحليم في قبره جاءت بعد قيام لجنة من أسرته ولجنة حكومية بفتح قبره لحماية المقبرة من تسرب المياه الجوفية اليها وكانت المفاجأة أن جثة عبد الحليم موجودة بكامل ملامحها ولم تتحلل.

وقالت روز اليوسف ان فريقا تشكل من أسرة المطرب الراحل وضم اثنين من حراس مقبرته بمنطقة البساتين ومثلهم من المشايخ الذين يتبعون مسجد الدندراوى الذى يقع على ناصية شارع الرحمة الذى به مقبرة عبد الحليم حافظ أكدوا أن عبد الحليم ما زال محتفظا بالصورة التى فارقنا بها بشعره الأسود وجسده النحيل حتى رموشه وملامح وجهه كاملة.

قصة فتح مقبرة عبد الحليم كما تقول المجلة تعود إلى التقرير الذي نشرته روز اليوسف في منتصف العام الماضى والذى تضمن تحذيرا بتسرب المياه الجوفيه إلى مقبرته.. في هذا الوقت خاطبت الأسرة محافظة القاهرة للتدخل لإنقاذ مقبرة حليم، فرد عليهم أحد المسئولين بسخرية بما يعنى - لماذا كل هذا الهلع على عظام وتراب!!

فقامت الأسرة باستدعاء مكتب متخصص ومسئول عن الحد من مخاطر البيئة برئاسة د. عصام عبد الحليم - وهو مركز تابع لجامعة القاهرة – والذى من جانبه قدم تقريرا للأسرة يتضمن أن الخطر قادم فعلا ولابد من حماية المقبرة وفى نهاية تقريره أوصى باللجوء إلى محافظة القاهرة باعتبارها الجهة التى تمتلك أجهزة متخصصة وفريدة فى مصر لمنع الضرر والتعامل مع مثل هذه الحالات لكن صمت المحافظة دفع الأسرة كما قال عبد العليم عون رئيس جمعية تخليد عبد الحليم حافظ وهو نفسه المسئول من جانب الأسرة منذ الذكرى السابعة بالإشراف عليها - للجوء إلى دار الافتاء للحصول على فتوى شرعية لفتح المقبرة وكان الرد بجواز فتحها للاطمئنان على وضعها ومع حسن معاملة جثث الموتى ومعاملتها كالأحياء

عبد العليم عون قال أيضا أن الأسرة برئاسته وبحضور زينب الشناوى ابنة الحاجة علية والحاجة فردوس ابنة خالة عبد الحليم ومحمد شبانه ابن شقيق عبد الحليم في حضور اثنين من حراس المقابر وهما محمد حسن صابر وابنه محمد ومؤذن ومقيم شعائر صلاة بمسجد الدندراوى الشيخ نصر القريب من المقبرة حضروا أثناء فتح المقبرة وأضاف عون: جسم عبد الحليم كما هو وكأنه نائم وأنا وضعت يدى على وجهه، المفاجأة كانت مذهلة بالنسبة لي باعتباري أول من دخل المقبرة فقمت باستدعاء مؤذن الجامع وحراس المقبرة وأحد الأصدقاء وهو من أعضاء الجمعية اسمه معتز الذي سقط من هول المفاجأة.. فجثمان حليم كما هو تقريبا متماسك وبدون تغيير يذكر كما أن الرمال تحت جثمانه كانت شبه بيضاء ونقية جداً

روز اليوسف ذكرت انها اتصلت بالشيخ نصر مؤذن مسجد الدندراوى والذي أكد رئيس جمعية تخليد حليم إنه حضر فأكد لها بدوره ما قاله «عون» وأضاف: هذه حقيقة أحاسب عليها.. نعم رأيت عبد الحليم كما هو مغمض العينين ورأسه كما هي وأنفه وشعره !! وهذا المشهد ليس خرافة بل حقيقة أشهد بها بعد أن طلبت منى الأسرة متابعة إجراءات فتح المقبرة وتنفيذ ما جاء بالفتوى الشرعية بفتحها

ويقول الشيخ نصر: هذا المشهد يكاد يكون ثابتا وتكرر في أحباء الله ورسوله وليس خرافة.

يعود عبد الحليم عون ويفجر مفاجأة أخرى بقوله: بعد إحياء ذكرى حليم في أواخر هذا الشهر من المقرر أن يواصل فريق عمل الحد من المخاطر مهمته بفتح المقبرة وتأمينها بأسلوب علمى لأن خطر المياه الجوفية ما زال قائما على المقبرة تفاديا لأي ضرر كما حدث في المقابر المجاورة الغارقة بالمياه الجوفية.

وفى المقابل بسؤال محمد شبانه ابن شقيق عبد الحليم حافظ عن الواقعة بكى واكتفى بالقول بأن حلمه برؤية عبد الحليم حافظ قد تحقق.. في إشارة إلى أنه رآه فعلا.

وهنا يعلق الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى السابق وأمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بقوله: اكتشاف موتى مرت عليهم سنوات دون تحلل أمر ثابت في صحيح السنة.. والأحاديث النبوية، فهناك أنواع من الناس لا يتعفنون ولا يتحللون وكثيرا ما يعثر البعض على نماذج لهذا قديما والآن وإذا وصلتنا أخبار في هذا الشأن ومثبتة لا نكذبها فهي تكون صادقة أو كاذبة حسب مشاهدتها، وعموما مثل هذه المشاهدات تدلل على أن الإنسان لابد ألا ييأس من رحمة الله وأن الأعمال بخواتيمها."

ومع نهاية الخبر الذي نشر قبل سنوات اربع تفتح هذه القضية أعيننا على الكثير مما قد يحصل مستقبلا من فبركات اعتمادا على مدونات ينقصها التدقيق ومصادر متعددة لا تلقي بالا لمصداقية الخبر والتعليق وظروف كتابتهما مما يساهم في تضليل اجيال جديدة عن وقائع لم تعشها ولم تتعمق في فهم خلفيات حودثها من عدمه ناهيك عن بعض الاساءات التي يمكن ان تلحق برمز اختفوا ولم يبق من يدافع عن ارثهم او يعمل على صيانته وتنقيحه


القاهرة - لندن - الهدهد
الجمعة 19 نونبر 2010