والغريب في الأمر أن جميع شرائح المجتمع توافقت في هذا الحراك .. علمانية .. إسلامية .. قومية .. ملحدة .. حكومية .. معارضة ! .. لم تجتمع هذه الشرائح في دعم قضية فلسطين او الحرب على غزة .. كما لم تجتمع حين احتلت العراق وأفغانستان .. ولم تجتمع حين يعربد الطغاة والظلمة والخونة .. ولم تجتمع حين يزج بالأحرار في غياهب السجون ! بل اجتمعوا على تأييد كرة جلدية صغيرة دائرية !
ما أتفه الإنسان حين تحركه كرة من الجلد .. ولا يحركه سفك دماء الأبرياء أو احتلال مقدسات الأمة وثرواتها !
ما حدث من جنون شعبي وإعلامي رافق مبارة مصر والجزائر .. يشير إلى عدة ظواهر تحتاج إلى دراسة وتحليل وانتباه :
أولا .. دور الإعلام الخطير في تحريك الشعوب وإثارتها وتوجيهها نحو قضية معينة .. فعندما أراد الإعلام إثارة الشعوب وجذب انتباهها .. فعل ذلك من خلال ماكينة إعلامية ورقية والكترونية لا تتوقف ! وهذا ما كنا نطالب به حين تحدث للأمة هزات وأزمات .. كنا نصرخ في وجه الإعلام ان يتحرك و (يغسل مخ) الشعوب من خلال سيل مع المعلومات والكتابات لا يتوقف ! ولكن للأسف .. هذا الإعلام لا تبز مواهبه إلا في حين يكون الأمر تافها مثل قضية كرة من الجلد يجري خلفها 22 رجلا بكامل قواهم العقلية والبدنية !!
ثانيا .. هذا التكاتف والتآلف من جميع شرائح المجتمع الواحد سواء المصري او الجزائري .. لم نشاهد مثله في بقية قضايا الأمة .. وهو جميل ومطلوب ! لكنهم في قضية كرة من الجلد يصبحون متحابين ويضعون أيديهم على أكتاف بعضهم كرمز لوحدة المصير !! لكن أين هم في قضايا الأمة ؟! سوف تجد ألف رأي وألف فكرة وألف فيلسوف وألف حكيم وألف تافه .. وكل واحد منهم يعتبر رأيه هو الصحيح ولا نرى يد أحدهم على كتف الآخر !!
تناقض عجيب يدل على أن العقول فارغة حقيقة من أي عمق ورأي ونظر .. يدل على غيبوبة ونفاق ورغبة في التسلية واللعب .. وأن الرجال الحقيقيون نادرون جدا في هذه الأمة !
ثالثا .. اكثرنا يشاهد الكرة وبعض المباريات ويشجع بعض الفرق والمنتخبات .. ولكن الأمر عند الأغلب لا يتعدى تسلية وحب وتغيير لجو الإنسان والخروج من أجواء العمل والأزمات .. وأيضا تشجيع بمنطق وعقل وحكمة .. اما أن يتحول الأمر إلى جنون .. ومظاهرات في الشوارع .. وتخريب لممتلكات الآخرين .. وموت بالسكتة القلبية .. وتطليق للزوجات وخراب بيوت وقطيعة بين الأقارب ! فهذا لم يحدث في تاريخ الأمة أبدا .. ولا يحدث عن العقلاء ومن يملكون ذرة عقل !
لو كان هذا الحراك وهذا الجنون من أجل إسقاط نظام مستبد أو ظالم لكان الأمر منطقيا .. ولو كان هذا الحراك من أجل دفع ظلم ونصرة مظلوم وطلب حرية لكان الأمر منطقيا ومقبولا .. أما من أجل مبارة كرة ! فهذا لم يحدث إلا لدى الأمم التي رضيت بالذل والهوان .. فيستحقون هذه الأنظمة وهذا الظلم وهذا التسلط !
وصدق الكواكبي .. إن الأمة التي لا تشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية !
ولذلك مازال أمامنا طريق طويل جدا نحو الحرية .. يبدأ عندما نتوقف عن الركض وراء قطعة من الجلد
ما أتفه الإنسان حين تحركه كرة من الجلد .. ولا يحركه سفك دماء الأبرياء أو احتلال مقدسات الأمة وثرواتها !
ما حدث من جنون شعبي وإعلامي رافق مبارة مصر والجزائر .. يشير إلى عدة ظواهر تحتاج إلى دراسة وتحليل وانتباه :
أولا .. دور الإعلام الخطير في تحريك الشعوب وإثارتها وتوجيهها نحو قضية معينة .. فعندما أراد الإعلام إثارة الشعوب وجذب انتباهها .. فعل ذلك من خلال ماكينة إعلامية ورقية والكترونية لا تتوقف ! وهذا ما كنا نطالب به حين تحدث للأمة هزات وأزمات .. كنا نصرخ في وجه الإعلام ان يتحرك و (يغسل مخ) الشعوب من خلال سيل مع المعلومات والكتابات لا يتوقف ! ولكن للأسف .. هذا الإعلام لا تبز مواهبه إلا في حين يكون الأمر تافها مثل قضية كرة من الجلد يجري خلفها 22 رجلا بكامل قواهم العقلية والبدنية !!
ثانيا .. هذا التكاتف والتآلف من جميع شرائح المجتمع الواحد سواء المصري او الجزائري .. لم نشاهد مثله في بقية قضايا الأمة .. وهو جميل ومطلوب ! لكنهم في قضية كرة من الجلد يصبحون متحابين ويضعون أيديهم على أكتاف بعضهم كرمز لوحدة المصير !! لكن أين هم في قضايا الأمة ؟! سوف تجد ألف رأي وألف فكرة وألف فيلسوف وألف حكيم وألف تافه .. وكل واحد منهم يعتبر رأيه هو الصحيح ولا نرى يد أحدهم على كتف الآخر !!
تناقض عجيب يدل على أن العقول فارغة حقيقة من أي عمق ورأي ونظر .. يدل على غيبوبة ونفاق ورغبة في التسلية واللعب .. وأن الرجال الحقيقيون نادرون جدا في هذه الأمة !
ثالثا .. اكثرنا يشاهد الكرة وبعض المباريات ويشجع بعض الفرق والمنتخبات .. ولكن الأمر عند الأغلب لا يتعدى تسلية وحب وتغيير لجو الإنسان والخروج من أجواء العمل والأزمات .. وأيضا تشجيع بمنطق وعقل وحكمة .. اما أن يتحول الأمر إلى جنون .. ومظاهرات في الشوارع .. وتخريب لممتلكات الآخرين .. وموت بالسكتة القلبية .. وتطليق للزوجات وخراب بيوت وقطيعة بين الأقارب ! فهذا لم يحدث في تاريخ الأمة أبدا .. ولا يحدث عن العقلاء ومن يملكون ذرة عقل !
لو كان هذا الحراك وهذا الجنون من أجل إسقاط نظام مستبد أو ظالم لكان الأمر منطقيا .. ولو كان هذا الحراك من أجل دفع ظلم ونصرة مظلوم وطلب حرية لكان الأمر منطقيا ومقبولا .. أما من أجل مبارة كرة ! فهذا لم يحدث إلا لدى الأمم التي رضيت بالذل والهوان .. فيستحقون هذه الأنظمة وهذا الظلم وهذا التسلط !
وصدق الكواكبي .. إن الأمة التي لا تشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية !
ولذلك مازال أمامنا طريق طويل جدا نحو الحرية .. يبدأ عندما نتوقف عن الركض وراء قطعة من الجلد


الصفحات
سياسة








