نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان


"فتيل الحرب".. هل ينقلب حفتر في ليبيا مجدداً؟




تحاول ليبيا طي صفحة عقد من الفوضى مع انتخاب "حكومة الوحدة الوطنية" برئاسة عبد الحميد الدبيبة لقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات، غير أن حفتر وقواته التي شكّلت تهديداً لأي تسوية سابقة، قد تعود إلى إشعال "فتيل الحرب"، فهل ينقلب حفتر مجدداً؟


 
ما زال الليبيون يأملون في أن يقود الانفراج السياسي الراهن إلى نهاية النزاع، بعد أن تسلمت، في 16 مارس/آذار الماضي، حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي جديدان السلطة، لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ورغم ترحيب خليفة حفتر بانتخاب السلطة الانتقالية على لسان الناطق باسم مليشياته التي تسيطر على بنغازي ومناطق في الشرق، في 6 فبراير/شباط الماضي، إلا أنه لا يزال يعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية.
حفتر الذي يواصل قيادة مليشياته المسلحة، مطلقاً على نفسه لقب "القائد العام للجيش الليبي"، في تجاهل كامل للقائد الأعلى للجيش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، منعت قواته قبل أيام هبوط طائرة تحمل أفراداً تابعين للحكومة الانتقالية، وسط حديث عن إمكانية انقلابه مجدداً.
من يسعى لإشعال "فتيل الحرب"؟
رغم محافظته على ما يشبه الحياد واللغة الوطنية الجامعة منذ اختياره، فإن رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة خرج في تصريح لافت الخميس، قائلاً إن "هناك من يسعى لإشعال فتيل الحرب في ليبيا مجدداً".
وأضاف الدبيبة: "نستطيع أن نقول إن الحرب انتهت، ولكن هناك من يسعى لإشعال فتيلها مرة ثانية"، دون ذكر أي جهة، محذراً من تجار الحرب، قائلاً: "هناك ناس [زادت] ثرواتهم من هذه الحرب اللعينة… أطلب منكم أن تقفوا مع أولادكم، وعدم الدفع بهم في أي حرب مرة أخرى".
وحول المرتزقة الأجانب أفاد الدبيبة قائلاً: "نسعى لسيادة ليبيا ووحدتها وخروج المرتزقة من هذه الأرض التي عبثوا فيها"، وأردف: "لم نستطع الدخول إلى مطار سرت، وهو ليبي وعلى أرض ليبية، بسبب وجود المرتزقة في المطار".
 
وأوضح أن القوات المتمركزة هناك طلبت منهم الدخول إلى سرت براً، "لكن الحكومة رفضت"، واستطرد: "قلنا لهم سنأتي بالطائرة، وهذا مطار ليبي، ولا يمكن لأي شخص أن يمنعنا من النزول في مطارات الليبيين".
ولم يذكر الدبيبة تفاصيل عن مطالبته بالسفر إلى سرت براً، غير أنه قبل أيام منعت مليشيا حفتر طائرة تحمل وفداً حكومياً بينهم أفراد حماية ومراسم من النزول في مطار بنغازي، بما دفع الدبيبة إلى إلغاء زيارته لبنغازي.
وردّاً على إلغاء الزيارة، أوضحت مليشيا حفتر في بيان، أنه "رغم أن القيادة العامة (ميليشيات حفتر) لا يربطها أي رابط بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة... فإنها ترحب بعقد اجتماع مجلس وزراء الحكومة المؤقتة في أي منطقة من المناطق التي تؤمنها، بخاصة في مدينة بنغازي".
واشترطت "تنسيقها مع وزارة الداخلية وأجهزتها في مدينة بنغازي، وعدم نقل عناصر من مدن أخرى تسيطر عليها المليشيات والفوضى الأمنية"، حسب البيان المذكور.
واعتبرت في البيان الصادر في 27 أبريل/نيسان، أنه لا يربطها بحكومة الوحدة الوطنية، التي وصفتها بـ"المؤقتة"، أي رابط "خدمي أو سيادي، وحتى على مستوى التواصل".
تصريحات قوات حفتر وتصرفاتهم دفعت كثيراً من المحللين إلى تأكيد عدم رغبة حفتر في التسليم لسلطة موحدة، وتخطيطه ربما للانقلاب عليها، أو الاستمرار في السيطرة على بنغازي ومناطق في الشرق في ما يشبه استقلالاً عن الغرب.
 
في هذا الصدد لا يمكن استغراب تصريح الدبيبة الذي قال خلال لقائه مُهجَّرين من بنغازي في جولته بشوارع طرابلس: "بنغازي ستعود للوطن، وأنتم ستعودون إلى أهلكم"، مما أثار غضب مليشيا حفتر، التي طالبت بتقديم اعتذار.
محاولات لإخضاع الحكومة
وإن حاول حفتر تبرير موقفه، الذي يجعله خارج مظلة الشرعية، بإبداء استعداده المشروط بالسماح للحكومة بعقد اجتماعها في مناطق سيطرته تحت حماية مليشياته فقط، فإنه قدّم مؤشراً على صعوبة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، قبل إيجاد حلّ لعدم خضوعه للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة.
ويسعى حفتر، عبر عرقلة اجتماع حكومة الوحدة في بنغازي، لإخضاعها لنفوذه والضغط عليها لابتزازها في عدة ملفات، وتأكيد أنه الآمر الناهي في عاصمة الشرق الليبي، وأنه لا يمكن لأي وزير التحرك فيها إلا بموافقته وتحت إشراف مليشياته.
وحتى الآن لم يزُر الدبيبة حفتر في مكتبه بمنطقة الرجمة بضواحي بنغازي، كما كان يفعل رئيس الحكومة المؤقتة السابق عبد الله الثني أو غيره من مسؤولي الشرق، وإن كانوا أعلى درجة منه في سُلّم المسؤولية.
فحفتر يرى نفسه فوق الجميع، وينظر إلى حكومة الوحدة على أن دورها مؤقت، ويقتصر على توفير الخدمات للمواطنين، وتحضير الانتخابات التي بدأ يستعد لدخولها والفوز بها بكل الطرق، بخاصة في ظل هيمنة مليشياته على مناطق واسعة في الشرق والجنوب.
ويتعامل حفتر في مناطق سيطرته كحاكم مطلق لدولة داخل دولة، ويحاول تكرار نفس سيناريو ابتزاز حكومة الوفاق التي كان يقودها فائز السراج في الفترة 2016-2021، للحصول منها على تنازلات وتضحيات قاسية قبل أن يحاول إسقاطها عسكرياً في هجومه الفاشل على طرابلس (2019-2020).
فبعد أسابيع من جس النبض واختبار رد فعل الحكومة الجديدة والمجتمع الدولي، من خلال إجراء مناورات ونقل أرتال عسكرية من الشرق إلى الجنوب دون إذن المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، وتقديم مشاريع عقارية خيالية دون إذن الحكومة... انتقل حفتر إلى مرحلة ثانية من فرض الأمر الواقع، بعرقلة عمل الحكومة والتنصل من تعهداته تجاهها.
ويبدو أن رئيس حكومة الوحدة يفضّل عدم تصعيد الأمر مع حفتر، ويحاول استيعاب الموقف، من خلال تأكيد أن حكومته ستزور بنغازي قريباً "ولن نترك بعض العقبات الصغيرة تعوق خدمات كل الليبيين".
ففي ما يبدو إشارة إلى حفتر، قال الدبيبة: "هناك من لم يستوعب أن أمامنا فرصة تاريخية للعمل على تأسيس دولة حقيقية"، ولفت إلى أنه تم توحيد جميع مؤسسات البلاد، باستثناء المؤسسة العسكرية.
ويشكّل عدم وجود ضغط دولي ومحلي على حفتر، رسالة تشجيع على تماديه، بما قد يهدّد المسار الانتخابي ويكرّس الانقسام، وقد يقود إلى مواجهات عسكرية إذا لم تُحتوَ مليشيات حفتر وتُخرَج مرتزقة فاغنر والجنجويد من البلاد.

وكالات - تي ار تي
السبت 1 ماي 2021