نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


مؤشرات دولية ايجابية في الذكرى العاشرة للثورة السورية




قد أكون خير من يفهم حالة الاحباط لدى السوريين ، فأنا منهم وأحلامي ، وانكساراتي سارت بالتوازي ، والتقاطع معهم . وحين أتمرد على هذه الحالة ، وأصر على فتح نافذة الأمل لا أبيع اوهاما بل أحدد عدة مؤشرات ، ومؤشرات الثورة في ذكراها العاشرة تدعو للتفاؤل ، فهناك موقف اوروبي مختلف تمثل بوثيقة ملزمة ل٢٧ دولة بعدم الاعتراف بأية انتخابات رئاسية في سوريا قبل تحقيق انتقال سياسي كما طالب الاتحاد الأوروبي الحكومة السورية وحلفاءها بوضوح الالتزام بشكل جدي في تنفيذ القرار الأممي 2254


 .
هناك ايضا موقف فرنسي مختلف ، فماكرون الذي بدأ عهده بالقول ان بشار الكيماوي لا يقتل فرنسيين غرد اليوم للثورة السورية في ذكراها العاشرة ملتزما بعدم السماح بالافلات من العقاب ، وبالوقوف الى جانب الشعب الذي ثار مطالبا بالحرية والكرامة . وكذلك كان موقف المبعوث البريطاني للملف السوري الذي لوح الى وجود نية لتحميل بشار الكيماوي المسؤلية الكاملة عن جرائم الحرب .
لقد ادرك ماكرون بعد فشل مبادرته في لبنان ان تحرير لبنان من مغتصبي حقوق شعبه يرتبط بتحرير سوريا من العصابة الاسدية ، وخلف هذه القناعات المتأخرة خوفا اوربيا مزمنا من اشتعال المنطقة ، ودفعها وهي في أسؤأ ظروفها الاقتصادية لتحمل تبعات موجة هجرات جديدة من الشرق الاوسط .
وحتى الادارة الاميركية التي بقيت صامتة منذ استلام بايدن عن توضيح موقفها من سوريا اطلقت في يوم واحد ثلاثة تصريحات اوضحها من السيدة غرينفيلد المندوبة في مجلس الامن حيث ذكرت الجميع بعد احاطة بيدرسون اليوم بسلمية الثورة السورية وقمعها بالعنف والبراميل والكيماوي، وانه حان للمجتمع الدولي ان ينصف الشعب السوري ، وبالمناسبة فإن اميركا هي التي ترأس جلسات مجلس الامن حاليا .
يضاف لهذه المؤشرات استدعاء موسكو لوفد من حزب الله على وجه السرعة لبحث وضع مرتزقته في سوريا ، وهذه خطوة لا تتم دون تنسيق اسرائىلي مسبق ، فتل ابيب تستعجل انسحاب الميليشيات الايرانية ، وتضغط على موسكو التي التزمت بذلك ، ثم تلكأت .
هذه المؤشرات الايجابية التي تذكر بالتأييد العالمي للثورة السورية في بداياتها قبل ان يختطفها التطرف لايعني ان الحل قادم غدا ، او بعد غد لكنها تؤكد ان زخما دوليا تشكل هذا الشهر ، وصار جاهزا للتحرك للوصول الى هذا الحل ، والارجح ان يكون اجتماع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية الشهر المقبل هو ذروة التحرك الدولي لتحميل نظام بشار الكيماوي مسؤلية استخدام الاسلحة المحرمة دوليا ، والدخول ربما في تفصيلات تطبيق الفصل السابع فالقرار ٢١١٨ يتيح هذا التحرك ما لم تقدم العصابة الحاكمة التنازلات المطلوبة ، واقلها منع رأس النظام من الترشح للانتخابات الرئاسية والدخول جديا في ترتيبات الانتقال السياسي ، وأغلب الظن ان شهر ابريل - نيسان المقبل سوف يحمل للسوريين مفاجآت طيبة بحسب مؤشرات هذه الأيام .
هذا عن العالم من حولنا لكن ماذا عن دورنا نحن ..؟ هل نظل نتفرج ونردد المقولة القاتلة : خرج الامر من يد السوريين .؟
قطعا لم يخرج الامر من يدنا ، وما من دولة مهما عظمت قدرتها تستطيع منعنا من مواصلة نضالنا بكل السبل لتحقيق حريتنا ، وعليه فالمطلوب مرحليا ان نقلل من مهاتراتنا ، وان نكون اكثر انفتاحا على الذين نختلف معهم ، فالأزمة الاقتصادية ضربت المؤيد قبل المعارض والثائر، ومنع تجويع الشعب السوري مسؤلية جماعية مشتركة لا يمكن تجاهلها ، واولوية تسبق أي قرار ، أو حراك .

د.محيي الدين اللاذقاني
الثلاثاء 16 مارس 2021