تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مدينة خورامشهر الإيرانية التي دمرتها الحرب لا ترغب في مزيد من الصراع




خورامشهر - فارشيد مطهري - كانت مدينة خورامشهر على الخليج جنوب إيران من أغنى مدن البلاد قبل أن تقوم قوات الزعيم العراقي السابق صدام حسين بتدمير الميناء في المرحلة الأولى من الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988).


مدينة خورامشهر الإيرانية التي دمرتها الحرب لا ترغب في مزيد من الصراع
وترك الذين لم يتحملوا الوضع المدينة الساحلية وتوجهوا لمدن أخرى ، لكن الكثيرين أضطروا إلى البقاء في المدينة التي دمرتها الحرب.واستغرق إعادة تعمير الميناء تدريجياأكثر من عشرين عاما.
ولكن عندما بدأ سكان خورامشهر البالغ عددهم 140 ألف نسمة التعود على السلام ، برزت مخاوف جديدة من حدوث مواجهة عسكرية في الخليج.

فقد تجددت المخاوف في خورامشهر بعد تحذيرات أطلقها جنرالات إيرانيون بغلق مضيق هرمز (وهو ممر بحري دولي حيوى لناقلات النفط في الخليج) في حالة فرض حصار نفطي ضد الجمهورية الإسلامية وإصدار الولايات المتحدة لتحذيرات مضادة بالمواجهة الحاسمة لمثل تلك الخطوة.
وقال رسول ف /58 عاما/صاحب سوبر ماركت في خورامشهر "لا ، ليس مرة أخرى . لقد عدنا للحياة الطبيعية منذ فترة قريبة ولا طاقة لنا لتحمل حرب أخرى".

فالحرب الإيرانية العراقية لم تدمر وجود رسول فحسب ولكنها حصدت حياة اثنين من أشقائه.وبالتدريج أعاد الرجل بناء حياته وتزوج وأصبح لديه أطفال وبدأ يستمتع ببعض الهدوء.
وقد واجهت إيران عقوبات عديدة بسبب موقفها المتصلب في النزاع حول برنامجها النووي ، لكن هذه المرة يبدو أن الغرب قد أصاب كعب أخيل الخاص بالمؤسسة الإيرانية.

وتستهدف العقوبات الجديدة البنك المركزي الإيراني وصادرات النفط الإيرانية والتي تمثل أكثر من 70% من الدخل القومي لإيران. وقد أضعفت التأثيرات المحتملة لتلك العقوبات على الإقتصاد حتى قبل تنفيذها بالفعل قيمة العملة الوطنية (الريال) بنسبة وصلت إلى 30%.

وسيكون التأثير الرئيسي الذي يمكن أن تمارسه إيران لتجنب مثل تلك العقوبات هو استخدام قوتها العسكرية في الخليج وغلق مضيق هرمز ومن ثم منع 35% من صادرات النفط العالمية.
وقال أحد المحللين السياسيين "في تلك الحالة فإن التوترات العسكرية أمر لا محالة منه لأن لا الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا حتى دول الخليج العربية سوف يمكنها أن تتحمل عواقب هذا الاغلاق".

ورغم أن أي مواجهة محتملة في مضيق هرمز من غير المحتمل أن تتسع لتشمل المدن الإيرانية على الخليج ، فإن سكان خورامشهر يقولون إنهم كانوا يعتقدون نفس الشئ قبل نشوب الحرب العراقية.
وهم يشيرون إلى حكمة فارسية تقول "من يلدغ من الثعبان يخاف من الحبل".

وقال المحارب القديم حميد صالحي "إن الحرب العراقية- الإيرانية بدأت أيضا بنزاع صغير حول حصة من منطقة شط العرب ولكنها فجرت واحدة من أطول الحروب في التاريخ الإيراني" في إشارة إلى الخسائر الكبيرة والدمار الذي سببته الحرب طيلة ثماني سنوات. وخورامشهر بها متحف يعمل على تذكير السكان بـ"الحرب الإيرانية المقدسة" ضد العراق.

وغالبا ما يقوم المحاربون القدماء بزيارة المتحف لتذكر الأيام التي حررت فيها القوات الإيرانية الميناء ومدينة عبدان المجاورة من الإحتلال العراقي.
وقال المحارب القديم محمد رضا تقي بور "لقد أستعدناها حيث كان واجبنا الواضح هو تحرير أراضينا من الإحتلال العراقي".

وكان تقي بور قد ذهب إلى الجبهة عام 1981 وكان عمره 15 عاما.وعند نقله إلى إحدى المستشفيات للعلاج ، أصيبت عربة الإسعاف التي تنقله بصاروخ عراقي. وقد فقد ساقيه الاثنين.
وبالنسبة لتقي بور فإنه من "الأفضل فقدان الساقين من أجل قضية بدلا من فقدانها في حادث سيارة".

وقال علي أكبر علاف زادة وهو محارب قديم أخر ولا يزال يعاني بعد 24 عاما من الحرب من تأثيرات هجوم كيماوي عراقي "أدعو الله ألا تكون هناك حرب جديدة..لقد كنت في الحرب منذ أعوام عديدة وأعرف جيدا أنه حتى المنتصرين يدفعون ثمنا باهظا لا يستحق دائما دفعه".

فارشيد مطهري
الاحد 15 يناير 2012