نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
الاحد 22 يونيو 2025
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


من بروكلين إلى نيويورك رقصة الفلكسينج لا تعرف حدودا




نيويورك (د ب أ) - يقولون إن الفن هو غذاء الروح ويمكنه أنه يخرج الانسان من نوبات الإحباط، ولكن الحقيقة أن الفن بكل صوره سواء كان الأمر يتعلق بالموسيقى أو الرسم أو السينما، قادر في بعض الأحيان على تغيير مسار الإنسان بالكامل وإبعاده عن مخاطر كبيرة.


كل من سيقابل هافوك مارشيه في طريقه أثناء السير بشوارع بوشك ويك في نيويورك، وسيلفت انتباهه طريقته الملتويه في السير، كما لو كان ثعبانا، يجب أن يعلم أن هذا ليس أمرا غريبا حيث أن مارشيه /25 عاما/ واحد من أشهر راقصي الـ"فليكسينج" في المدينة.

والـ"فليكسينج" هو أحد أنواع الرقص الذي تطور في بداية التسعينيات في أكثر أحياء بروكلين فقرا، حيث يعد بالنسبة للكثير من الشباب الأمريكي بديلا عن الانضمام للعصابات الاجرامية بل وأحد اشكال التعبير عن مشاعرهم واحباطاتهم في مواجهة التمييز العرقي، بمعنى آخر أنه كان بديلا عن الغرق في مستنقعات ربما لا يمكن الخروج منها بسهولة أبدا.

يقول مارشيه "حركتنا تعبر عن من أين أتينا وما هي المشاكل التي نواجهها، نحكي قصصا عن الغضب والحب والحزن والتي ربما يرى البعض انعكاسهم فيها".

ولد مارشيه في حي بيدفورد ستويفيسانت ببروكيلن، وهو يمارس الـ"فليكسينج" منذ كان عمره 14 عاما حيث يصرح "حينما لا أجد كلمات للتعبير عن مشاعري، أفعل هذا عن طريق الرقص"، الذي يعتبره ملاذا وسبيلا مكنه من تغيير حياته تماما وهو أمر لا يحمل أدنى مجال للشك.

ويعتبر راقصو الـ"فليكسينج" أن حركاتهم أكثر بكثير من كونها مجرد أسلوب رقص، بل يرونها شكل للتعبير عن ثقافة كاملة، لذا أصبح لديهم ما هو أشبه بعرض خاص يحمل اسم (فليكس ان بروكلين) والذي انطلق في حي ريد هوك عام 1993 وأصبحت له شعبية كبيرة، حيث يقدم فرصة أسبوعية لإظهار حركات جديدة ومرتجلة والمنافسة على لقب "ملك الشارع".

والحصول على لقب الشارع هنا يتم عن طريق الرقص والتنافس وليس العنف والدم والطلقات النارية، مثلما يجري الحال مع هؤلاء الأشخاص الذين لم يجدوا ملاذا في الـ"فليكسينج" وقرروا السير في الطريق الأخر بالانضمام للعصابات الإجرامية.

ويجمع الـ"فليكسينج" بين سبعة أنواع من الرقص ومنها على سبيل المثال الـ"بون بريكنج" أو "تكسير العظام"، والذي يمكن أن يصل فيه الذراعين للدوران 180 درجة لإعطاء انطباع كما لو كانا يتعرضان للخلع من مكانهما، هذا بخلاف الـ"جيت لو"، والذي يحتاج لقوة ضخمة للرقص لعدة دقائق من على الأرض، و الـ"بوزينج"، الذي يتميز بالبطء الشديد.

وساهم فيلم "ماتريكس" للنجم كيانو ريفو ونجم البوب مايكل جاكسون ورياضة الكونغ فو أيضا في تطور رقص الـ"فليكسنج".

ويعد ريجي "ريج روك" جاري من ضمن رواد هذه الحركة بل ويعتبر أن الـ"فليكسنج" سيصبح في يوم من الأيام مهما مثل الباليه لذا يضيف "الفليكسنج هو ثقافتنا ورسالته جادة، يجمعنا جميعا، إنه شغف يجعلنا متحدين".

وقال جاري "في الوقت الحالي توجد أهمية كبرى لخلق شيء حقيقي، عقب وفاة مايكل براون في فيرجسون واريك جرانر في نيويورك ومارتين في فلوريدا، وانتشار التمييز العرقي وحالات الظلم وعنف الشباب في كل البلاد"، وذلك في إشارة للشباب الثلاثة أصحاب البشرة السمراء الذين قتلوا في فضائح عرقية متفرقة شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا.

بدأ الـ"فليكسنج" كحركة لم تكن تحمل أهمية كبرى في بروكلين ولكنه تطور بمرور الوقت وتحول لما هو أشبه بتيار كبير، ففي الوقت الحالي يوجد حدث شهريا مرتبط بهذا النوع من الرقص في نيويورك، بل وتم تصوير أفلام حوله ويوجد مجموعة ممن يمارسونه يخرجون في جولات بكل أنحاء العالم للذهاب بحركاتهم لأوروبا وآسيا.

وسافر ريجي في أيلول/ سبتمبر لأستراليا بصحبة 10 غيره من مواطني نيويورك، فيما أن مارشيه من المقرر أن يسافر لألمانيا وفرنسا حيث أنه بخلاف تقديم عروضه سيعطي دروسا لتعليم فن رقص الـ"فليكسينج".

يقول جاري الذي أصبح يسافر الآن خارج الولايات المتحدة لنشر هذه الثقافة التي ولدت في بروكلين "الفليكسينج هو حياتنا، ربما كنت لأسقط في بئر المخدرات أو أغراني الانضمام لأي عصابة اجرامية حينما كنت شابا لأن هذه الخيارات التي كانت موجودة وشائعة، ولكن بدلا من هذا وجدت الفليكسينج. كل ما يحتاجه الأمر هو شرارة لإشعال النيران".

ستيفاني أوت
الاربعاء 2 مارس 2016