تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


موسم الهجرة الى الجنوب ..... الجنوبيون المقيمون في الخرطوم يحزمون حقائب العودة




الخرطوم - غيوم لافاليه - تتكدس أحمال ثقيلة من الاسرة والكراسي البلاستيكية والحقائب المغبرة المكدسة فوق اسطح سيارات متهالكه يستقلها السودانيون الجنوبيون الذي كانوا يقيمون في الخرطوم ولكنهم يعودون الان بالالاف الى موطنهم الاصلي مع اقتراب موعد الاستفتاء حول انفصال الجنوب


سودانيات جنوبيات عائدات إلى قراهن
سودانيات جنوبيات عائدات إلى قراهن
وعلى الطريق المؤدية الى كردفان، تمر في مواكب صغيرة سيارات محملة عن اخرها متجهة الى بلد يحلمون بان يكون مستقلا ولكنه لم ينشأ بعد.

وفي ساحة ترابية مجاورة لستاد رياضي يجري بناؤه في احد الاحياء الشعبية في الخرطوم يتجمع الجنوبيون هنا لكي يستقلوا سيارات تقلهم الى الجنوب وهم يقولون انهم لا ينوون العودة مطلقا الى الشمال.

ويقول كازوك وهو شاب جنوبي يحاول العيش منذ سنوات في الخرطوم بانتظار ان تتاح له فرصه العودة الى موطنه "انني ذاهب الى بنتيو (في ولاية الوحدة الجنوبية) لاستقر فيها بشكل نهائي، ولن اعود للخرطوم سانضم الى بقية افراد اسرتي هناك".

والى جواره، يجرى اطفال ويلهون للمرة الاخيرة في الخرطوم قبل العودة الى الارض التي هجرها اهاليهم بسبب الحرب الاهلية.

وتقول الفتاة الصغيرة انجيلينا "انها المرة الاولى التي سأذهب فيها الى بنتيو، لقد ولدت في الخرطوم".

وكان اتفاق السلام الشامل انهى في العام 2005 حربا اهلية دامت اكثر من عقدين بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب الذي يشكل المسحيون اكثرية سكانه. واوقعت الحرب قرابة مليوني قتيل.

ومنذ توقيع اتفاق السلام، عاد الى الجنوب قرابة مليوني جنوبي كانوا نزحوا الى الشمال، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

ومع اقتراب الاستفتاء المقرر اجراؤه في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل في الجنوب واستباقا لبدء التسجيل في لوائح الناخبين في 14 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يتوجه الاف الجنوبيين من الشمال الى الجنوب.

وكانت حكومة الجنوب التي تتمتع بوضع اشبه بالحكم الذاتي اعلنت في في اب/اغسطس الماضي عن حملة تبلغ كلفتها 25 مليون دولار لحث الجنوبيين على العودة اطلقت اليها "عد الى دارك للاختيار". وتستهدف هذه الحملة مساعدة 1,5 مليون جنوبي على العودة من الشمال الى الجنوب للمشاركة في الاستفتاء.

وبموجب قانون الاستفتاء، فان الجنوبيين المقيمين في الشمال يحق لهم المشاركة في الاقتراع اذا نجحوا في اثبات اصولهم الجنوبية وهو ما قد يتعذر على الالاف منهم لانهم لا يملكون شهادات ميلاد.

وتتحمل حكومة الجنوب كلفة الانتقال من الشمال الى الجنوب وبالتالي فان الاف الجنوبيين يعودون مجانا بعد ان يقيدوا اسماءهم في لوائح يعدها موظفون جنوبيون متواجدون بصفة مستمرة في "السوق المركزي" وهي سوق شعبية في الخرطوم.

ويقول نائب رئيس اللجنة المكلفة تنظيم العودة في ولاية الوحدة الجنوبية عبد الله كام غاي "أن الناس تريد ببساطة العودة الى ديارها. انهم لا يريدون التحدث عن مشكلات الاستفتاء او الوحدة او الاستقلال ولكنهم فقط يرغبون في زراعة ارضهم او ممارسة الصيد او رعاية مواشيهم".

ويؤكد المسؤول الجنوبي ان السيارات المجانية متاحة لجميع الجنوبيين ايا كانت انتماءاتهم وايا كان الخيار الذي سيؤيدونه خلال الاستفتاء.

ورغم ان الاف الجنوبيين يغادرون الشمال الا ان بعضهم يبقى سواء لمتابعة الدراسة او العمل. ومن بين هؤلاء بيتر وهو طالب في جامعة الخرطوم زار الجنوب مرة واحدة منذ ان وصلت اسرته الى العاصمة السودانية في اواخر ثمانينات القرن الماضي.

ويقول انه "يأمل في ان يرى بلدا جديدا، امة جديدة عندما يحين وقت عودته هو الآخر الى الجنوب".

غيوم لافاليه
الخميس 28 أكتوبر 2010