نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


ميسي وبيليه ومارادونا في فريق واحد ولكن بالأسماء فقط!




لندن -مارك شيفر - الفرنسي زين الدين زيدان يمرر الكرة لدييجو مارادونا ومعبود الأرجنتينيين، صاحب هدف "اليد الإلهية" يراوغ اثنين من فريق الخصم ويرسل تمريرة "قصيرة مكيرة" للهولندي الطائر يوهان كرويف الذي يغير الملعب من الناحية اليسرى لتصل للجوهرة السوداء بيليه الذي يضع بينية ساحرة من دفاعات المنافس لتصل للبرغوث ليونيل ميسي الذي ينتظره الحارس ولكنه يخدعه ليسددها ووووهدف!.


ميسي وبيليه ومارادونا في فريق واحد ولكن ..
ميسي وبيليه ومارادونا في فريق واحد ولكن ..
هل هذا الأمر حلم أم ضرب من الخيال؟ لا إنه فريق فرانبورو الإنجليزي الهاوي الذي يلعب في دوري الدرجة السادسة الإنجليزي والذي يضم أفضل فريق للأساطير والنجوم الحاليين على مستوى العالم، ولكن على صعيد "الأسماء فقط".

ولكن من المدير الفني الذي يقدر على قيادة كل هذا الكم من النجوم؟ لن يكون بالطبع أقل من الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يتمتع بالشخصية اللازمة لمواجهة كل هذا البريق، ولكن أليس للسير أليكس فيرجسون مكان؟ بالطبع إنه مساعده!

الموضوع قصته طويلة ولكنها غاية في الطرافة، فنادي فرانبورو الواقع في بلدة صغيرة تحمل نفس الاسم، في منتصف الطريق بين العاصمة لندن وساوثهامتون، ويبلغ تعداد سكانها 60 ألف نسمة فقط، كان يعاني من مشاكل اقتصادية تسمح له بالبقاء في الدرجة التي يلعب بها، وفي بداية العام كانت ديونه تقترب من مليوني إسترليني (ثلاثة ملايين و100 ألف دولار) وأعلن إفلاسه.

بدأ ملاك النادي في البحث ومسح السوق حينها أملا في العثور على مصادر تمويل تمكنه من الاستمرار بأي شكل. نجح الملاك في العثور على أحد الرعاة وكان عبارة عن شركة مراهنات، لتبدأ ربما ما يمكن اعتبارها أغرب فكرة لحملة ترويجية عرفها نادي رياضي في تاريخ كرة القدم.

وضعت الشركة شعارها على القميص وبدلت اسم الملعب ولكنها لم تتوقف عند هذا الحد، ماذا فعلت؟ لقد أجبرت اللاعبين على تغيير أسمائهم وألقابهم بأخرى أكثر جاذبية ولمعانا تخص كبار النجوم في عالم كرة القدم.

جدير بالذكر، أن هذا الأمر الخاص بتغيير الأسماء في إنجلترا أسهل كثيرا من باقي دول العالم حيث لا يتعين على من يريد القيام به المرور بسلسلة من الإجراءات الروتينية البيروقراطية الطويلة المملة، بل الأمر بسيط للغاية ولا يتطلب سوى رسوم لا تتعدى 70 جنيها إسترلينيا يحق بعدها لصاحب الطلب تغيير اسمه رسميا في جواز السفر، بأي اسم يرغب فيه، حتى لو كان مارادونا أو زيدان أو ميسي، وهو ما استفاد منه الفريق المترنح لمواجهة شبح الابتعاد عن ممارسة اللعبة.

بهذه الطريقة أصبح المدافع الهاوي آدم دويل يحمل اسم الأسطورة الإيطالي باولو مالديني وتحول لاعب الوسط جوشوا هاجينز إلى الألماني لوتر ماتيوس وأصبح المهاجم ريس كونولي يحمل اسم هداف كأس العالم عام 1986 الإنجليزي جاري لينكر.

الشركة الراعية للفريق صاحبة هذه الفكرة المجنونة، سبق وأن حققت شهرة خلال كأس الأمم الأوروبية في 2012 ببولندا وأوكرانيا بعدما عوقب اللاعب الدنماركي نيكلاس بندنتر من قبل الاتحاد الأوروبي (ويفا) على إظهاره لشعار دار المراهنات على ردائه الداخلي.

وكان بندنتر عقب إحراز الهدف الثاني لفريقه في المباراة التي هزم فيها فريقه أمام البرتغال بنتيجة 3-2 ، قد رفع قميصه لكي تظهر ملابسه الداخلية التي تحمل اسم الشركة الأيرلندية، واضطر حينها لدفع غرامة قيمتها 100 ألف يورو، إلا أن الصورة احتلت عددا كبيرا من الصفحات الرئيسية في العديد من الصحف الرياضية العالمية.

وبخلاف ليونيل ميسي وبيليه ومارادونا فإن قائمة أسماء لاعبي فرانبورو تضم أيضا كلا من القيصر فرانز بيكنباور وجورج بيست وبول جاسكوين وديفيد بيكهام بل وجون تيري أيضا، وإن كان من غير المعروف إن كان الأخير له مغامرات عاطفية مثل اللاعب الأصلي أم لا.

يقول مورينيو، (النسخة المقلدة وليس الأصل)، لصحيفة (ديلي ميرور) البريطانية "لدينا أفضل فريق شاهده العالم"، ولكنه في نفس الوقت كشف لجمهور فريقه الصغير الغريب عن نبأ سيء وهو حدوث خلاف بين بيليه ومارادونا حول من هو الأحق بارتداء القميص رقم 10 في احياء للعداوة التاريخية بين اللاعبين الأصليين.

وأضاف مورينيو، الذي كان اسمه سابقا سبنسر داي ولا تشبه شخصيته بأي حال من الأحوال الداهية البرتغالي الذي يقود حاليا تشيلسي الإنجليزي، بكل سعادة أن الاتفاق مع دار المراهنات أنقذ النادي وهذا هو المهم.

مارك شيفر
السبت 12 أكتوبر 2013