تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


نزاع على الشرعية والمكاسب ...خلافات تونسية تشبه إنقسام فتح وحماس داخل نقابة الصحافيين




تونس - صوفية الهمامي - المتابع لأزمة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والمعركة الدائر رحاها منذ أشهر طويلة حول التنازع على الشرعية بين المكتب المنتخب شرعيا والمكتب الذي أفرزه مؤتمر 15 أغسطس 2009 المطعون في شرعيّته، فورا يتبادر إلى ذهنه النزاع على الشرعية بين حركتي فتح وحماس، فالحال هو الحال بكل المقاييس، وكما يقول المثل شبيه الشيء منجذب إليهفالصراع التونسي ظاهره شرعية وباطنه مكاسب لمن يخرج ظافرا من هذا الصراع


ناجي البغوري
ناجي البغوري
وإن اختلفت بعض الظروف فالغاية واحدة والهدف واحد "لايشبه حال الموج حالي تلهفا / يعد كلانا للعناق الثوانيا"، هكذا يقول الشاعر.
فالإنقسام الحاد بين حركتي فتح وحماس هو نفس الإنقسام الحاصل بين النقابيتين التونسيتين للصحفيين، والسبب واحد في الحالتين التونسية والفلسطينية، والمفردات التي إستعملتها حركة حماس في وصف تصرفات حركة فتح مثل (السطو، افتكاك الشرعية، انقلاب، مقاومة التسلط والهيمنة، النصر في النهاية سيكون للشرعية)، هي ذات المفردات التي وصف بها مكتب النقابة المنتخب مكتب النقابة المنبثق عن مؤتمر 15 أغسطس.
وكما تدخلت أطراف عربية ودولية لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس والتقريب بينهما، أيضا سعت بعض المنظّمات الدوليّة والإقليمية إلى تقريب وجهات النّظر بين قيادتي النقابة للدخول في محادثات جدية وحاسمة. لأن الخاسر الوحيد في مثل هذه الاختلافات هو الشعب، وشعب النقابة هم الصحافيون .
في فلسطين تثار منذ فترة عديد الدّعوات والمبادرات من أجل إجراء انتخابات تنهي الخلاف بين فتح وحماس لتتوحد الصفوف أمام العدو الإسرائيلي، وفي تونس تتعالى أصوات الصحفيين لعقد موتمر موحّد يخرج النقابة الوطنية للصحفيين من أزمتها وينهي حالة الازدواجيّة الهيكليّة التي تشهدها ويتجاوز حالة التصدّع بين أبناء المهنة التي خلفتها هذه التطوّرات العاصفة للنهوض بالمشهد الإعلامي في تونس.
وقد أظهر إستطلاع قامت به مؤسسة "فافو" النرويجية، أن الشعب الفلسطيني يريد مصالحة وطنية، ومؤسسات سياسية فاعلة، وأن هنالك أغلبية كبيرة تصل إلى 72% تؤيد قيام فتح وحماس مجتمعين لإجراء محادثات ثنائية، وهناك 76% من المستطلعة آراؤهم يريدون إنضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية كذلك أكثر من 90% يعتقدون أن على حماس وفتح التفاوض من أجل إتمام المصالحة الوطنية.
وفي تصريح لزياد الهاني عضو المكتب التنفيذي "الشرعي" للنّقابة، لصحيفة الطريق الجديد قال : "هناك إجماع بين عموم الصّحفيين على ضرورة تجاوز هذا المأزق والحفاظ على وحدة النقابة واستقلاليتها، من خلال عقد مؤتمر مُوحّد. وقد تجسّدت هذه الإرادة في مبادرة أطلقها مجموعة من الزّملاء لهذا الغرض، وهو نفس المطلب الذي تنادي به أطراف مهنيّة دولية وإقليمية.
علينا تجاوز كلّ الإشكالات التي يمكن أن تعيق عقد المؤتمر الموحّد خاصة فيما يتعلّق بالنقاش حول الشرعيّات بتشكيل لجنة لإعداد المؤتمر، يكون طرفا النزاع ممثلان فيها، على أن يتمّ ترحيل الجدل في النقاط الخلافيّة مثل مسألة الانخراطات وهي بالمناسبة محدودة خلافا لما تم الترويج له، إلى المؤتمر ليكون الصّحفيون هم من يفصل فيها".
وكما كانت مصر دائما راعية للمبادرات وحل المشاكل بين الأطراف العربية المتنازعة، ها هو المصري إبراهيم نافع رئيس إتحاد الصحفيين العرب، يتخذ قرر إرسال وفد إلى تونس بداية من يوم 13 مارس ولمدة ثلاثة أيام، برئاسة محمد يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين بدولة الإمارات العربية وعضو المكتب الدائم للإتحاد العام للصحفيين العرب، للسعي إلى إجراء مصالحة في صلب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
وقد صرح إبراهيم نافع رئيس إتحاد الصحفيين العرب إن مهمة الوفد تنحصر في رأب الصدع بين الأشقاء في نقابة الصحفيين التونسيين وعودة الوئام والوفاق بين الجميع بما يحقق صالح الصحافة والزملاء الأساتذة الصحفيين في تونس قبل إجتماع الأمانة العامة القادم .
محمد يوسف إجتمع مع المكتب المنتخب شرعيا والمكتب المطعون في شرعيّته، وخلاصة الإجتماعات قد يتم الإعلان عنها غدا هناك بعيدا جدا في غزة...
والخوف كل الخوف من أن تظل النقابة والنقابة في زاوية عمودية من دار لقمان لا تبزغ فيها شمس ولا يلوح في أفقها طير أو قوس قزح.
في البدء قلنا تتشابه الأحوال وفي الأخير نقول دوام الحال من المحال وسيأتي اليوم الذي تتوحد فيه الآراء .


صوفية الهمامي
الثلاثاء 16 مارس 2010