نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


هجوم مأرب و 17 استهدافاً للسعودية.. ما سر تصعيد الحوثيين؟




على الرغم من دعوة الأمم المتحدة أطراف الصراع في اليمن إلى التهدئة فإن جماعة الحوثي التي رفعتها واشنطن من قائمة الإرهاب فضّلت التصعيد ضد السعودية في مناطق مختلفة داخل اليمن، بل وامتدّ هذا التصعيد إلى الداخل السعودي، فما سر هذا التصعيد الأخير؟


بات من الأخبار شبه اليومية المعتادة طوال الأسبوع الماضي إعلان التحالف العسكري بقيادة السعودية اعتراض وتدمير "مسيرة مفخخة" أطلقها الحوثيون باليمن باتجاه أهداف سعودية مختلفة، في وقت يشهد تكثيف الحوثيين هجماتهم على السعودية في الفترة الأخيرة، بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها رفع الجماعة من قوائم الإرهاب.
وارتفع عدد الهجمات التي شنتها الجماعة على الأراضي السعودية إلى 17 هجوماً، خلال أسبوع فقط، في تصعيد غير مسبوق، بالتزامن مع اشتداد القتال في محافظة مأرب النفطية شرقي اليمن.
وبمتابعة الإعلام السعودي تتكشف كثافة الهجمات، بعد إعلان اعتراض 3 طائرات مسيّرة دون طيار على مطار أبها الدولي وخميس مشيط صباح الثلاثاء، بما يرفع عدد الهجمات التي بدأت في 10 فبراير/شباط الحالي.
كما يأتي ذلك غداة إعلان جماعة الحوثي استهداف مطاري جدة وأبها السعوديين صباح الاثنين بطائرتين مسيرتين من طراز "صماد 3" و"قاصف 2k"، دون أن تصدر السلطات السعودية أو التحالف العربي بياناً بشأن ما ذكره الحوثيون.
كما أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن في وقت سابق "اعتراض وتدمير هدف جوي معاد كان متوجهاً إلى الرياض".
 
فيما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن "الهدف صاروخ (لم تحدد نوعيته) أطلقته مليشيا الحوثي نحو الرياض"، دون مزيد من التفاصيل.
وطوال الأيام الماضية تقريباً، قال الحوثيون بشكل شبه يومي إنهم نفّذوا هجمات أصابت مطاراً أو قاعدة جوية في جنوب السعودية. وقالت السعودية يوم الأربعاء الماضي إن هجوماً تسبب في نشوب حريق في طائرة مدنية بمطار أبها.
تأتي هذه التطورات في ظل إعلان وزارة الخزانة الأمريكية رفع جماعة الحوثي اليمنية من "قائمة الإرهاب"، ودعوة الخارجية الأمريكية الحوثيين إلى وقف جميع الأعمال العسكرية في اليمن والعودة إلى المفاوضات.
 
تصعيد في مأرب
تعتبر خطوط الجبهة في اليمن ثابتة منذ سنوات، لكن تحقيق الحوثيين مكسباً كبيراً في مأرب سيجعل الجماعة تسيطر على ما يُعرف تاريخياً باليمن الشمالي. ومدينة مأرب أيضاً هي آخر خطّ دفاعي قبل حقوق الغاز والنفط اليمنية الكبرى، والخاضعة لسيطرة الحكومة، لذا تحاول الجماعة التصعيد في هذا الاتجاه.
ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن هجوم جماعة الحوثي في اليمن للسيطرة على مدينة مأرب، المعقل الأخير للحكومة المعترف بها دولياً، يهدّد بتشريد مئات الآلاف وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
 
وتمثّل منطقة مأرب الغنية بالغاز ملاذاً لمئات الآلاف الذين فرّوا من العنف خلال الحرب اليمنية المستمرة منذ نحو ست سنوات، فيما زاد عدد سكان المدينة الرئيسية هناك سريعاً.
وتقول المصادر إن الحوثيين تمكّنوا خلال هذه المعارك من قطع خطوط إمداد في مديرية العبدية على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب مأرب "تمهيداً لإسقاطها بالتزامن مع هجمات أخرى ينفذونها".
 
لماذا الآن؟
يصعّد الحوثيون هجماتهم على مأرب استعداداً للسيطرة على كامل الشمال اليمني، مما سيعزز موقعهم في مباحثات تبدو مرتقَبة بين أطراف النزاع، بخاصة أن إدارة الرئيس بايدن تدفع بقوة تجاه الحل السياسي في اليمن.
وقد حثّت الولايات المتحدة جماعة الحوثي اليمنية اليوم الثلاثاء على وقف التقدم صوب مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة، والمشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للحرب في البلاد.
 
ويرى المحلل بورزو داراغاهي في تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية بعنوان "مع تصاعد الحديث عن سلام في اليمن، زادت وتيرة الحرب"، أنه "في الوقت الذي يكافح فيه الدبلوماسيون لإيجاد صيغة لإنهاء الصراع المسلح المستمر منذ ست سنوات في اليمن، فإن المعارك على الأرض تزداد حدة".
ويرى التقرير أن تفاقم الصراع في الأسابيع الأخيرة، يشير على الأرجح إلى أن الأطراف المتصارعة تسعى لتحسين أوضاعهم الميدانية قبل أي محادثات.
وهو ما يراه تماماً بيتر سالزبري، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، الذي أكد أنه "عندما تتحرك نحو وقف إطلاق النار أو تتجه نحو نوع من عقد الصفقات، تحاول الأطراف زيادة التكلفة على الجميع وتحسين موقفها".
 
وعموماً فإن تصعيد جماعة الحوثي الأخير تجاه مأرب والهجمات المتتالية تجاه السعودية يحاول استثمار مناخ تهدئة أمريكية نحو الجماعة، انتهت بشطب قرار إدارة ترمب وضعها على قوائم الإرهاب.
ومن جانب آخر قد يأتي تكثيف الحوثيين هجماتهم الصاروخية وبالطائرات المُسيَّرة التي تُعترض قبل وصولها إلى المدن السعودية، في إطار استراتيجية متبعة لتشتيت تركيز قوات التحالف عن معركة الداخل اليمني بعد وجود تباينات في المعسكر الإماراتي-السعودي.

وكات - تي ار تي عربي
الاربعاء 17 فبراير 2021