تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


أسوأ احتفال بيوم المرأة في المغرب ... الفوضى حوّلت برنامجا تلفزيونيا إلى حمام نساء




الرباط - أبوسعيد شكري - في بلد، مثل المغرب الذي تمثل فيه النساء، أكثر من نصف السكان، حسب المعطيات الرسمية، تحول برنامج تلفزيوني، قدمته القناة التلفزيونية المغربية الثانية أخيرا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى مايشبه " حماما نسويا"، حقيقيا بكل ما في الكلمة من معنى، لم يكن ينقصه حسب تعليق أحد المشاهدين الظرفاء، سوى الصابون و" شامبو" الشعر، وأواني الاغتسال بالماء، لكي تكتمل الصورة


الممثلة المغربية أمينة رشيد في زي تقليدي
الممثلة المغربية أمينة رشيد في زي تقليدي
فقد كانت غالبية المشاركات في برنامج " مباشرة معكم" خارج السياق، وكل واحدة منهن تخبط خبط عشواء، دون الالتزام بأبسط مباديء الحوار وقواعده، ومما زاد في تعقيد الموقف أنهن ينتمين إلى أجيال وعقليات مختلفة، غير منجانسة أو متقاربة في الرؤى والتفكير.

ولعل هذا هو ماجعل مقدم البرنامج، جامع كلحسن، يجلس حائرا، بعد أن استحال عليه ضبط منهجية معينة، تسمح لكل واحدة من المتدخلات بالتعبير عن رأيها، دون أن تقاطعها أخرى، فكان يداري حرجه بالابتسام، ولسان حاله يقول" لو أني أعرف أن الأمور ستتطور في هذا الاتجاه ماكنت بدأت.."

وفي أغلب اللحظات، تداخلت الأصوات، وضاع التركيز والانتباه، وسط هذا الجمع النسائي المتنافر الذي انتفى أي رابط بين الحاضرات فيه، ولذلك كن يتحدثن كأنهن جالسات في أحد صالونات الحلاقة والتجميل، ولسن مشاركات في برنامج يتابعه المشاهدون في بيوتهم.

أمينة رشيد، مثلا، وهي ممثلة من الرعيل الأول، لم تستطع مسايرة ايقاع اللقاء، فكانت تدلي بأفكار تثير الاستغراب، وأحيانا تلوذ بالصمت، وترتسم الدهشة على ملامحها، حين تفاجأ بسناء العاجي، كاتبة وباحثة، وهي في عمر حفيدتها، تقاطعها وتخالفها الرأي بأفكار وكلمات تنساب على لسانها مثل جريان الماء.

وبدت أمينة رشيدة، وهي زوجة الكاتب المغربي عبد الله شقرون،وكأنها تقليدية جدا في مواقفها، ومنتمية إلى عصر اخر، فهي كما قالت، لاتقبل دخول الرجل إلى المطبخ، لأن ذلك في نظرها، تنقيص من قيمته وهيبته.

وتساءلت بحسرة وتعجب:" هل تريدون أن يقوم الرجل بغسل الأواني؟"

وانهالت رئيسة جمعية نسوية تنشط في الأرياف والبوادي، باللوم والعتاب على المرأة في منطقة سيدي حرازم، لأنها في اعتقادها خرجت عن جادة الصواب خلال الاحتفال بالأعراس، وغدت غير محتشمة.

واشتكت إحدى المشاركات في هذا البرنامج من ظاهرة التحرش الجنسي في الشارع، فعلقت أخرى بأن ذلك راجع إلى قلة حياء بنات اليوم، اللواتي يخرجن متبرجات، شبه عاريات، ويظهرن بطونهن وأردافهن وصدورهن للمارة.

فيما قالت المطربة الشابة خنساء إن أي فتاة ترتدي ثيابا عادية، ورغم ذلك فإنها لاتفلت من سماع الكلمات النابية التي تخدش الحياء العام.

وحدها نادية القادري، طبيبة نفسية، أرادت أن تتحدث بلغة هادئة ومتوازنة، انطلاقا من تجربتها، غير أن كلامها، رغم أهميته، كان يضيع وسط الضجيج، الذي كانت تتسبب فيه بعض النساء الأخريات.

وفي صباح اليوم الموالي لبث الحلقة المذكورة، انتقدت الصحافة المغربية البرنامج بحدة وقسوة، وأطلقت عليه عنوان " سوق النساء"، استلهاما من قصيدة للشاعر مغربي مشهور ، هو المرحوم سيدي عبد الرحمان المجذوب، يحذر فيها من الدخول إلى السوق، الذي تؤثثته النسوة.

وعلق بعض الزملاء الصحافيين قائلا، بأسلوب لايخلو من التندر، إن هذا البرنامج كان يجب تخصيصه لمذيعات القناة التلفزيونية المغربية الثانية، اللواتي يرقدن على فراش المرض في المستشفيات، بسبب إصابتهن بأمراض، نتيجة تردي الأحوال المهنية في مديرية الأخبار، التي تديرها سميرة سيطايل، وتطلق عليها الصحافة لقب " المرأة الحديدية" لقوتها وصرامتها.

وكتبت أمينة كندي، في تعليق لها بيومية " الصباح"، أن حلقة " مباشرة معكم" كانت أسوأ احتفال بعيد المرأة، وأسوأ احتفال بتاء التأنيث في ظل صراع العقليات والأجيال.

وأضافت كندي أن اختيار كلحسن، مقدم البرنامج لهذه الزاوية، يبدو كما لو أن وراءه سوء نية، لأن ماراج في الحلقة من أفكار حصرت دور المرأة في المطبخ ورعاية الأطفال، وجردتها من قيمتها الفكرية ومن جانبها الإنساني، عكس صورة غير حقيقية، "وهي أن المرأة ترفض أن تساق إلى المساواة، وأن الحركات النسائية التي غيبت قصدا عن الحلقة، يجررن المرأة المغربية رغما عن أنفها إلى المساواة التي لاتريدها.."

وكان المشاهدون يأملون أن يفتح البرنامج نقاشا حقيقا حول أوضاع المرأة في بلد كالمغرب تشكل فيه النسوة، حسب بعض الأرقام الرسمية، أكثر من الرجال، وينشطن في العديد من أوجه ومناحي الحياة العامة.

وهذا ماتكشف عنه وثيقة،معززة بالأرقام، توصلت بها صحيفة " الهدهد" الاليكترونية الدولية من مندوبية التخطيط بالرباط، أصدرتها بمناسبة الاحتفال بثامن مارس، يوم المرأة العالمي.

وتهدف هذه الوثيقة، حسب مندوبية التخطيط، إلى تمكين المؤسسات العمومية والخاصة من بعض المعطيات التي من شأنها تقييم التطور الحاصل وقياس الفوارق بين الرجال والنساء في مختلف الميادين (الديموغرافيا، التعليم، التشغيل، مستوى المعيشة، إلخ).

فعلى المستوى الديمغرافي، تمثل النساء سنة 2009 أكثر بقليل من نصف مجموع سكان المغرب (50,7%) ويعمرن أكثر من الرجال (أمل الحياة لدى النساء هو 74,2 سنة مقابل 71,6 بالنسبة للرجال) ويتزوجن في سن متأخرة أكثر فأكثر(26,4 مقابل 17,5 سنة 1962) وينجبن أقل من السابق (2,23 طفل للمرأة مقابل 7,2 سنة 1962)، ويسيرن 19,3% من الأسر مقابل 11,2% سنة 1960.

في مجال التربية والتكوين، عرفت نسبة الأمية لدى النساء انخفاضا ملحوظا من 96% سنة 1960 إلى 50,8% سنة 2009. إلا أن الفارق مع الرجال يبقى مرتفعا (ما يقارب 23 نقطة).

ارتفعـت نسبة تمدرس الفتيات البالغـات ما بين 6 و 11 سنة من 74,2% سنة 1999-2000 إلى 89,9% سنة 2008-2009، وهي نسبة تقل عن مثيلتها لدى الذكور (93,3%).

انتقلت نسبة الإناث في مجموع خريجي التعليم العالي الجامعي من 42,8% سنة 1999-2000 إلى 52,3% سنة 2007-2008. وهي نسبة مرتفعة في بعض الشعب كعلوم التربية (77%) و طب الأسنان (73,3%) والطب والصيدلة (63,6%).

على مستوى النشاط الاقتصادي، يلاحظ أن المشاركة الحقيقية للمرأة تبقى متدنية حيث تمثل النساء ربع الساكنة النشيطة، وتسجل معدل نشاط ثلاث مرات أقل من مثيله لدى الذكور (25,8% مقابل 75,3%). وتبقى المرأة النشيطة أكثر تعرضا للبطالة بالمدن مقارنة مع الرجل إذ تسجل بالوسط الحضري 19,8% كمعدل بطالة مقابل 12,1% بالنسبة للذكور.

يعتبر نشاط النساء فلاحيا على الخصوص، فهن يشغلن بهذا القطاع أربعة مناصب شغل من كل عشرة في حين يشغلن ثلاثة مناصب من كل عشرة في قطاع الصناعة ومنصبين من عشرة في قطاع الخدمات. أما في القطاع غير المنظم الغير فلاحي، فتسير النساء وحدة إنتاج من أصل كل عشرة ويمثلن 10,8% من مجموع مناصب الشغل الإجمالية في هذا القطاع.

بخصوص مستوى المعيشة، يسجل متوسط النفقات السنوية للأسر التي يسيرها رجال مستوى أعلى (60.389 درهم) مقارنة مع الأسر التي تسيرها نساء (45.515 درهم). بالمقابل، يرتفع متوسط النفقات السنوية للفرد بشكل طفيف لدى الأسر التي تسيرها امرأة (11.801 درهم) مقارنة مع تلك التي يسرها رجل (11.149 درهم) نظرا لانخفاض الحجم المتوسط للأسرة التي على رأسها نساء.

و تعاني الأسر التي تسيرها نساء من ظاهرة الفقر بشكل أقل (7,4%) من تلك التي يسيرها رجال (9,2%). وكذلك الشأن بالنسبة للهشاشة التي بلغت نسبتها 16,4% لدى الأسر التي تسيرها نساء مقابل 17,6% لدى الأسر التي يسيرها رجال.

الصورة المصاحبة :


أبو سعيد شكري
الاحد 7 مارس 2010