نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


أصوات مزعجة ...دراسة عن تأثير التلوث السمعي وعلاقته بالبيئة




زيورخ – ما هو أكثر الأصوات إزعاجا في العالم؟ كل من عرف السبورة التقليدية في المدارس الكلاسيكية، سيجيبون عن هذا السؤال بدون تردد: صوت احتكاك الطبشور بسطح السبورة الأملس. وهناك أصوات لا تقل إزعاجا مثل مثقاب الأسنان أو طنين الناموس بالقرب من الأذن، وتحتل مرتبة متقدمة على قائمة الأصوات الأكثر إزعاجا.


أثبتت التجارب أن إدراك الأشخاص للأصوات المزعجة لا علاقة له بمدى انخفاضها أو ارتفاعها. المؤكد أن هناك ترددات تثير في المخ ردود أفعال متباينة عندما تتجمع معا. فهناك ضوضاء تصدر من بيئتنا، تكون أحيانًا غير محببة، علما بأنها قد لا تتخطى المستويات المرتفعة لضغط الصوت وفقا لمقياس الأصوات أو الديسيبل. يقول خبير السمعيات كورت هتوتشي من المعهد السويسري لأبحاث المواد واختبارها (إمبا): "نعلم اليوم أنه يمكن تحسين البيئة الصوتية، حتى مع وجود مستوى ضوضاء مرتفع". ويضيف هتوتشي قائلا "أثبت الباحثون أن هناك ضوضاء إيجابية أو "بيضاء" مثل صوت خرير الماء في نافورة أو نبع، يمكن أن تغطي على صوت ضوضاء سلبية مثل المرور". من المعروف أيضا أنه ليس كل مكونات صوت على نفس الدرجة من الإزعاج وأن مدى إدراكها والتأثر بها يتوقف في المقام الأول على مستويات التردد. ومع ذلك، تثير أصوات منخفضة نسبيا ردود أفعال غاضبة لدى كثير من الأشخاص، ويرجع ذلك لتكرار إيقاعها الرتيب مثل نبض قلب متسارع، وخير مثال على ذلك تكتكة عقارب الساعة أو طنين توربينات حقول الرياح المستخدمة في توليد الطاقة. تعتبر الضوضاء الصادرة عن قطار سريع منطلق أكثر تعقيدا، وفقا لخبير السمعيات هتوتشي حيث "يتداخل فيها أكثر من 100 عنصر مختلف، من المحاور، القضبان، الإطارات، أنظمة التهوية، كلها تحدث ضوضاء، فضلا عن عناصر خارجية مثل السرعة، درجة الحرارة، التربة، المسافة التي تفصل المستمع عن مصدر الضوضاء". صمم هتوتشي وزملاؤه، في إطار مشروع بحثي للاتحاد الأوروبي، محاكاة من خلال الحاسوب يمكنها إنتاج جميع هذه المكونات بشكل مصطنع وإعادة إنتاجها في توليفات وتركيبات مختلفة، من خلال سوفت وير يتضمن برنامج رسوم بيانية متحركة يرصد بالفيديو تسلسل سياق معين للصوت. يوضح هتوتشي كيف يبدو المزج في استوديو التسجيل بالمعهد: "على الشاشة ، يمكنك رؤية مرور القطار، حيث تقوم السماعات بإعادة إنتاج الضوضاء التي يولدها كما لو كانت حقيقية". بمساعدة جهاز مزج الأصوات (Synthesizer)، يستطيع هتوتشي عزل الضوضاء الناتجة عن ملامسة بقعة واحدة من أحد الإطارات مع القضبان. يمكن أيضًا استبدال ضجيج الطريق الأملس بضوضاء الطريق الوعرة، وتحديد الضوضاء الناتجة عن تشغيل القطار بسرعات مختلفة، واختبار أنظمة فرامل مختلفة وانبعاثاتها الصوتية على القطارات لنقل البضائع أو إضافة تأثير الحواجز الصوتية. يجري لاحقا تقييم مجموعات مختلفة من الأصوات من قبل مجموعة تجريبية من المتطوعين الذين يشاركون في الاختبارات التي أجريت خلال الدراسة. وهكذا ستتيح النتائج لدويتش بان وهي شركة السكك الحديدية الرئيسية في ألمانيا، وغيرها من الشركات التحقق إذا كان صقل القضبان بالطريقة المعتادة من شأنه الإسهام أم لا في تقليل مستوى الضوضاء، أكثر من تركيب حواجز صوتية جديدة. كما تفيد من التحقق إلى أي مدى يسهم فصل الأجزاء المسطحة بالإطارات في تحسين الشعور بالضوضاء لدى الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من خطوط السكك الحديدية. يوضح هتوتشي " الديسيبل فقط هو الذي يمكن قياسه، ولكن من خلال هذه المحاكاة نقترب أكثر من الإدراك لكي نحدد أي من مكونات الضوضاء تزعج الناس أكثر من غيرها". وجاري العمل على تجارب محاكاة مماثلة على الأصوات التي تصدر عن الطائرات والسيارات، ولكن التكلفة مرتفعة وإجراء التجارب يستغرق وقتا طويلا، نظرا لأنها تتطلب تصميم نماذج تصف الحالة بشكل واقعي وكيف تصدر الأصوات المسببة للضوضاء بصورة دقيقة ومحددة لكي تتمكن بعد ذلك من محاكاتها. بالرغم من ذلك لا يستطيع جهاز هتوتشي لمزج الأصوات (Synthesizer)، فعل شيء إزاء الإزعاج الذي يتسبب فيه الصوت الصادر عن احتكاك الطباشير بسطح السبورة أو الأظافر بالسطح الزجاجي الأمس، أما لتجنب ضوضاء صوت مثقاب الأسنان المزعج في عيادة طبيب الأسنان، فإن المداومة على غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون يوميا، ستكون بالتأكيد أفضل الحلول.

كريستيان أويلريخ
الاربعاء 29 ماي 2019