نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ألمانيا محتارة نظرا لتكرار هجمات الذئاب على قطعان الماشية




رودفالد (ألمانيا) - أصيب أرنر هالدورسون بالشلل حين رأى ما تبقى من "سنوت"، الفرسة الأيسلندية الصغيرة، حيث كانت جثة المهرة، ذات الثمانية أشهر، ملقاه في الجزء الخلفي من المرج: الضلوع والعظام نخرة ومتآكلة فقط الرأس هي التي بدت في حالة سليمة. وبعد ما يقرب من أسبوع تلقى مرفق هرافنشولت لتربية الخيول في مدينة نوفوك شمال هانوفر، تأكيداً رسمياً أن الحيوان المغدور الذي كان يزن حوالي مئة كيلو قد تعرض لهجوم من قبل قطيع ذئاب.


ويعلق هلدروسون، البالغ من العمر تسعة وثلاثون عاماً، على ما حث مداعباً مهراً نجا من الهجوم: "لم أفكر أبداً في حدوث شئ من هذا القبيل. في هذه الليلة كانت هناك عشرة خيول في المرج، خارت من الارهاق فور وصولنا إليها وشعورهم بالاطمئنان. وتم نقلهم الآن إلى مرج محاط بسياج بالقرب من المزرعة. كان يُعتقد لفترة طويلة أن قطعان الحيوانات كبيرة الحجم قادرة على حماية أنفسها من هجمات الذئاب، فمن الشائع ان تكون ضحايا الحيوانات المفترسة من الأغنام والماعز. يشار إلى أنه منذ ربيع 2018، هناك قطيع من الذئاب يجوب المناطق المجاورة لمدينة رودفالد يهاجم الأبقار والخيول الايسلندية وكذلك حيوان الألباكا الثدي، وقد تضررت مناطق مختلفة منها احياء في ولاية ساكسونيا الفيدرالية السفلى والإقليم المحيط بهانوفر. من المحتمل ان يكون المسؤول عن هجوم مرفق تربية الخيول الإيسلندية زعيم القطيع الذكر الذي أطلق عليه الخبراء كود GW 717m، والذي أصدرت وزارة البيئة في ساكسونيا السفلى تصريحا استثنائيا بشأن القضاء عليه في أواخر شهر كانون ثان / يناير. إلا أن هيربيرت اولاسنون، مدير المزرعة الخاصة بتربية الخيول، لا يعتقد أن إقصاء الذئب "ألفا "سيحل المشكلة، قائلا: "لقد قام هذا الذئب بنقل معرفته للأشبال، واصطياد الفريسة في مروج ذات سياج أسهل من صيدها في المناطق الطبيعية". وحسب وجهة نظر أولاسون، فإنه من الضروري الحد من تعداد الذئاب خاصة وأن الخيول والأبقار والخنازير تُربى في الخلاء دون قيود. منذ عودة الذئاب إلى ألمانيا ثار جدل واسع بين المعارضين والمدافعين عن الحيوان، حيث قدمت عدة جمعيات مختصة بالحفاظ على البيئة معارضة كتابية ضد السماح باقصاء GW 717m، أو "رودي" كما يطلق عليه في وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا للقرار الصادر عن سلطات ساكسونيا السفلى الفيدرالية. وقد قررت محكمة أولدنبرج الإدارية رفض الدعوى المقدمة ضد قتل الذئب، ولم يتبق أمام هذه الجمعيات سوى فترة زمنية قصيرة للتقدم بالتماس. وتتساءل هنا الجمعية الألمانية للحفاظ على الطبيعة (نابو)، ومقرها ولاية ساكسونيا السفلى، لماذا لا نحاول في بداية الأمر أن نتجنب اقتراب الذئاب من حيوانات المزرعة إما عن طريق أجهزة الردع الصوتية أو عن طريق وضع جهاز إرسال. في نسيان / إبريل 2016 تم إسقاط أول ذئب في ولاية ساكسونسا السفلى بموجب تصريح رسمي، وكان يطلق عليه "كورتي" والذي أثار الانتباه بسلوكه العدواني، وكان يحمل جهاز إرسال. وتم قتله في النهاية بعد أن قام بعقر كلب وبدأ يقترب أكثر من البشر. تقع بلدة رودفالد الزراعية على بعد عشرة كيلومترات فقط من شمال شرق مرفق تربية الخيول الإيسلندية، ويحوي تاريخ تحولها من مستنقعات مستصلحة إلى مناطق زراعية نامية على وجود ذئب، أطلق عليه في وسائل الإعلام "خناق المستنقعات"، وقد تم قتله بمعرفة مزارع في آب / أغسطس 1948 بعد عشرات الهجمات على الماشية. وتُعرض رأس الذئب بعد تحنيطها في متحف التاريخ المحلي. وتشير جيسيلا واير، من المركز الثقافي المجتمعي: "في تلك الفترة سادت حالة من الرعب ولم تكن تجرؤ النساء على الذهاب بمفردهن لحلب الأبقار في المروج، ومن أجل الإيقاع بالذئب تم تشكيل مجموعة صيد من ألف شخص. يقول سكان رودفالد إنهم رأوا بعض الذئاب عند الغروب، لذا في الخريف الماضي، قام بعض أولياء الأمور ممن يشعرون بالقلق تجاه سلامة ابنائهم بإحاطة إحدى رياض الأطفال في الغابة المحلية. وفي هذا الصدد تعلق وير، التي لا تخشى الذئاب على الإطلاق، بقولها: "معظم البشر هنا سوف يشعرون أنهم أفضل في ظل عدم وجود هذا القطيع" وتتساءل: "لماذا لا يتم تزويد كل صغار الذئاب في ولاية ساكسونيا السفلى بأجهزة إرسال؟ فالقضاء على الذكور ليس كافياً".

كريستينا ستخت
الجمعة 5 أبريل 2019