نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


أيران تطلب من باكستان تسليم عبد الملك ريغي وجنرالاتها يواصلون أتهام لندن وواشنطن




طهران - فرهد بولادي - بالتزامن مع الطلب الايراني لباكستان بتسليم زعيم تنظيم "جند الله" عبد الملك ريغي الذي اعلن مسؤلية التنظيم عن التفجير الذي اودى بحياة 41 ايرانيا في محافظة سيستان والذي أكده قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري اتهم قائد سلاح البر في الحرس الثوري الايراني الولايات المتحدة وبريطانيا بتدريب المتمردين الذين يقفون وراء الهجوم على الجيش العقائدي للنظام الذي ادى الى مقتل سبعة من قادته وعشرات الاشخاص.
وقال الجنرال محمد بكبور الذي قتل نائبه في الاعتداء الذي وقع الاحد في محافظة سيستان-بلوشستان للتلفزيون الايراني ان واشنطن ولندن قامتا "بتدريب وتجهيز" الاشخاص الذين نفذوا الهجوم ضد الحرس الثوري.


محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني
محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني
وقال الجنرال محمد بكبور ان "الارهابيين تلقوا تدريبهم في دولة مجاورة من قبل الاميركيين والبريطانيين" مضيفا ان "أعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية لا يمكنهم تقبل الوحدة في البلاد".
وبعد ساعات على الهجوم الانتحاري في محافظة سيستان-بلوشستان قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه تم تدبيره في باكستان المجاورة.
وطلب من اسلام اباد ان تقوم بتحرك حازم ضد المنفذين فيما استدعت طهران القائم بالاعمال الباكستاني في طهران للاحتجاج على ذلك.
وقد فجر الانتحاري نفسه اثناء ملتقى لقادة الحرس الثوري مع وجهاء عشائر الاحد في مدينة بيشين قرب الحدود مع باكستان في محافظة سيستان-بلوشستان جنوب شرق البلاد.

وينشط في هذه المنطقة متمردون سنة حيث تنفذ جماعة جند الله بزعامة الناشط عبد المالك ريغي هجمات ضد الحكم الشيعي منذ سنوات.
وسبق ان هاجمت مجموعة ريغي الحرس الثوري، قوة النخبة التي تشكلت بعد الثورة الاسلامية عام 1979 لحماية النظام الاسلامي من التهديدات الداخلية والخارجية.

وقال مدعي زاهدان عاصمة محافظة سيستان-بلوشستان محمد مرزياه ان الاعتداء الانتحاري الاحد تم ب "موافقة" ريغي.
واكد رئيس هيئة الطب الشرعي عباس اميان ان 42 شخصا قتلوا في الانفجار.
وبعد وقوع الاعتداء هدد بكبور برد "مدمر".

ونقلت عنه وكالة انباء فارس القول ان "الحرس الثوري سيقوم برد قاس ومدمر على هذه المجموعة الى حد يجعلها عاجزة عن شن عمل مثل هذا في البلاد مجددا"
ونفت واشنطن اي ضلوع لها في الاعتداء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي في بيان في واشنطن الاحد "ندين هذا العمل الارهابي وناسف لسقوط ابرياء".
واضاف ان "التقارير عن ضلوع اميركي مزعوم خاطئة تماما".
وغالبية سكان ايران الذين يقدر عددهم ب71 مليونا، هم من الشيعة، الا ان اقلية سنية تقيم في سيستان-بلوشستان الواقعة على الحدود مع باكستان وافغانستان.
وهذه المحافظة تعتبر الاقل امنا في ايران بسبب وجود المتمردين ومهربي المخدرات فيها.

واجمعت الصحافة الايرانية المحافظة والاصلاحية الاثنين على ادانة التفجير.
وعنونت صحيفة "ايران" التابعة للحكومة على صفحتها الاولى "مؤيدو الوحدة استهدفوا من قبل الارهابيين" ونشرت صورة للجنرال نور-علي شوشتري نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الذي قتل في الانفجار.
وعنونت صحيفة "اعتماد" الاصلاحية "استشهاد اربعة قادة من الحرس الثوري".
وقدم زعيم المعارضة الايراني مهدي كروبي ايضا تعازيه بالضحايا.
ومساء الاحد هاجم الرئيس احمدي نجاد باكستان متهما اياها بايواء ناشطي جند الله.
كما احتجت وزارة الخارجية الايرانية "على استخدام الاراضي الباكستانية من قبل ارهابيين ومتمردين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وحثت السلطات الباكستانية على التحرك بحزم لمنع تحرك الارهابيين والمتمردين على اراضيها" كما اوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

------------------------------
من هم جند الله ؟

"جند الله" حركة إسلامية مسلحة معظم عناصرها من أبناء الأقلية (البلوشية) السنية المتدينة التي تسكن مناطق إقليم (سستان ـ بلوشستان) الواقع جنوب شرق إيران على المثلث الحدودي مع أفغانستان وباكستان، تأسست عام 2002 على يد الشيخ عبد المالك ريغي وهو أحد طلبة العلوم الدينية، للعمل على الدفاع عن حقوق السنة عامة والشعب البلوشي خاصة، والمطالبة باستقلال أكبر للأقاليم السنية، أو إجبار النظام الإيراني على التعاطي معها كحزب سياسي رسمي، كما يطالبون بتقسيم الثروة تقسيمًا عادلاً، وأن يكون للسنة الحرية في بناء المساجد والمدارس، حيث تتهم الجماعة حكومة طهران باضطهاد السنة، وقتل علمائهم، وهدم المساجد وإغلاق المدارس.

وفي بداية أمرها، ركزت الحرکة على توزيع الكتب والنشرات في المدن السنية، للفت انتباه أهل السنة إلى ما يجري عليهم، وما لهم من حقوق اجتماعية وسياسية ومذهبية في إيران، إلا أن السلطات الحكومية قامت باعتقال أعضاء الحرکة وأعدمت بعضهم، وهذا الأمر كان دافعاً للحرکة إلي التعجيل بحمل السلاح ومقاومة ما تعانيه من اضطهاد.

وترى "جند الله" في إيران دولة عنصرية "تأسست على فكر رجل واحد هو الخميني، ووضعت حجر أساسها على فلسفة ولاية الفقيه ليس إلا"، وبينما يصنفها البعض على أنها حركة سلفية أصولية تنفي الحركة ذلك عن نفسها، معلنة أنها تطالب بقيام "نظام ديمقراطي علماني يحترم اعتقادات الشعب ومذاهبه"، لذلك قام زعيم الحركة عبد الملك ريغي بالإعلان عن تغيير اسمها من جند الله إلى "حركة المقاومة الشعبية"، حيث يقول ريغي: إن "نضالنا لا يعتمد على العمل العسكري فحسب، فلنا مطالبنا وحقوقنا"، مشيراً إلى أن نهجه يعارض الأطروحات الراديكالية، سنية كانت أم شيعية.. إلا أن جند الله تؤكد في الوقت نفسه أنها لا تريد حكومة تعادي الدين.

تنشط الحركة المسلحة في مثلث حدودي ساخن حيث تتخذ من جبال "بلوشستان" مأوى لها، ولعل وعورة الجبال التي تتحصن بها هو سر قوتها وقدرتها على الاستمرار في مناهضة الدولة القوية، حيث تضم الحركة أكثر من 1000 مقاتل، ومنذ تأسيسها لم تتوقف الجماعة عن تنفيذ الهجمات وشن عمليات الاختطاف التي تستهدف جنودا حكوميين وعناصر في الحرث الثوري وقوات الباسيج، مستفيدة من أسر الجنود لتفاوض الحكومة على إطلاقهم فتحصل على فدية مادية، وأحيانًا على بنادق وأدوات حربية.

تنظر طهران إلى جند الله باعتبارها "فئة باغية" أو جماعة متمردة، وتصنف أميرها عبد المالك ريغي وهو في العقد الرابع من عمره بالمطلوب الأول المحكوم عليه بالإعدام "لتورّطه في عمليات خطف وقتل جنود، وتشكيل جماعة مسلحة تناهض الجمهورية الإسلامية"، متخذة من الأراضي الباكستانية خلفية لها، وهو ما تنفيه جند الله مستندة إلى قدرة الجبال الممتدة داخل الحدود الإيرانية على توفير الحماية الكاملة لعناصرها، حيث يقول ريغي في تصريحات صحفية: "لسنا بحاجة إلى المجيء إلى باكستان، معظم مراكزنا العسكرية ورجالنا هم داخل إيران، فبحمد الله عز وجل جبال بلوشستان حرة طليقة حتى الآن"، فلا يستطيع الجيش الإيراني أن يقوم بمناوشات عسكرية هناك.

وقد أصبحت الحركة الإسلامية بفضل التأييد الذي تحظى به بين الشعب البلوشي، من أقوى وأبرز الحركات العاملة في الإقليم، حتى أنها تصنف كأکبر حرکة سياسية وعسکرية تعارض النظام من الداخل، وقد تمكنت من توجيه ضربات موجعة لقوات الحكومة الإيرانية، سواء من خلال العمليات العسكرية أو من خلال نشاطها الإعلامي.

فرهد بولادي - الهدهد - وكالات
الاثنين 19 أكتوبر 2009