وإذا بـ”التفاهمات” الأميركية – الروسية الجديدة تركّز أكثر على ضرب “داعش” و”جبهة النصرة” وتحاول الإيحاء بأنها ترتّب هدنة من أجل استئناف المفاوضات، وفي السياق غضّت واشنطن النظر عن تدمير حلب وإخلائها من سكانها ولم تعد متمسّكة بأولوية بتّ مصير بشار الأسد.
وفي العراق حاولت الولايات المتحّدة، بقيادتها تحالفاً دولياً لمحاربة «داعش»، حصر العمليات بالجيش العراقي الذي أعادت تأهيل بعضه، وأشرفت على تدريب جهاز خاص بمكافحة الإرهاب، لكن الإيرانيين كثّفوا الدعم لميليشيات «الحشد الشعبي» وفرضوا على الأحزاب الشيعية التابعة لهم وعلى رئيس الوزراء حيدر العبادي اعتماد هذه الميليشيات كجيش موازٍ تدفع الحكومة رواتب منسوبيها، ورغم الانتهاكات التي ارتكبها «الحشد» في كل «معارك التحرير» وآخرها في الفلوجة، فإن الأميركيين كانوا يعترضون في البداية على التدخّل الإيراني عبر «الحشد» ثم يتعايشون معه، ويبدو أن هذا ما سيحصل في معركة الموصل رغم كل التحذيرات من مشاركة الميليشيات فيها، إذ أصدر العبادي قراراً باعتبار «الحشد» «تشكيلاً مستقلاً وجزءاً من القوات المسلّحة»، وهو بذلك يضفي «شرعية» على الميليشيات.
أما بالنسبة إلى اليمن فإن اللعبة الإيرانية كانت مكشوفة منذ اليوم الأول للمشاورات في الكويت: لا اعتراف بالقرار الدولي 2216، فإمّا اتفاق بشروط «الحوثي – صالح» أو لا اتفاق، وحاولت الأطراف الدولية طوال الجولة السابقة (70 يوماً) تقديم ضمانات لتطبيق القرار 2216 وإقناع الانقلابيين بإنهاء الحرب لكنهم لم يستجيبوا، ولما شعروا في الجولة الأخيرة بضغوط دولية عليهم عادوا إلى خطة إدارة الحكم عن طريق الانقلاب.. ولا تفسير لذلك سوى أن إيران تجد نفسها «منتصرة» في حلب وفي صدد انتصار في الموصل، وبالتالي فلا داعي للتنازل في تعز أو في صنعاء.
----------------
“العرب القطرية”