وأكد أن الاشتباكات كانت بالأسلحة المتوسطة، ولم تشهد أي إصابة من قبل الأمن الداخلي.
مصدر أهلي في السويداء، قال لعنب بلدي، إن قوات وزارة الداخلية السورية، هي من بدأت بالاستهداف أولًا، عبر إطلاقها قذائف “الهاون” واستهدافها بالأسلحة المتوسطة للريف الغربي للمدينة.
لم تسجل أي إصابة في صفوف “الحرس الوطني”، ومواقع الاشتباكات يسودها الهدوء منذ صباح اليوم، أضاف المصدر.
وأصدر “الحرس الوطني”، بيانًا قال فيه إن الحكومة السورية أقدمت على تنفيذ تحركات معادية، واستهدافات متعددة على المحور الغربي للمدينة (تل حديد – طريق المعامل – كناكر)، مستخدمة قذائف هاون عشوائية، إلى جانب طائرات مسيرة أُرسلت فوق نقاط التماس، وذلك في محاولة لإرباك مواقعه وزعزعة الاستقرار، وفق تعبيره.
وذكر البيان أن قوات “الحرس الوطني”تعاملت مع هذه التحركات ومصادر الإطلاق بالوسائط المناسبة، مضيفًا أنه “تم إخماد النيران المعادية ومصادر الاطلاق، وإعادة السيطرة الكاملة على الموقف الميداني”.
اشتباكات مستمرة
على الرغم من الهدنة، مازالت الاشتباكات تجري بشكل محدود بين الجانبين، وسط تبادل الاتهامات بخرق الهدنة.وفي 25 من تشرني الثاني الماضي، استهدفت الفصائل المحلية في السويداء حاجزًا لقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية، في ريف السويداء الغربي.
مراسل عنب بلدي قال إن الفصائل المحلية استهدفت حاجز قرية برد التابعة للريف الغربي في السويداء، وهي أول قرية في السويداء، شرق مدينة بصرى.
استهداف الحاجز أدى إلى مقتل عنصر من الأمن الداخلي وإصابة اثنين آخرين، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي، مشيرًا إلى أن الحاجز كان يعتبر معبرًا إنسانيًا ولا علاقة له بالعمليات العسكرية.
في حين أصدر “الحرس الوطني” بيانًا قال فيه إن ما سماها بـ “العصابات التابعة لحكومة دمشق”، المتمركزة في بلدتي ريمة حازم والمنصورة، أقدمت على تنفيذ خرق جديد للهدنة.
وقال إن الهجوم تم باستخدام خمس طائرات مسيّرة (درون)، إلى جانب الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، مستهدفة القطاع الغربي عند بلدتي سليم وعتيل والأوتوستراد الدولي، بما في ذلك منازل “المدنيين الآمنين”، وفق البيان.
وقد أسفر الهجوم، وفق “الحرس الوطني”، عن مقتل مدني ووقوع عدة جرحى، مشيرًا إلى أن قواته تعاملت مع الموقف على الفور.
حملة اعتقالات
شهدت مدينة السويداء، جنوبي سوريا، توترات أمنية عقب حملة اعتقالات طالت شخصيات معارضة للشيخ الهجري، في 28 من تشرين الثاني الماضي.وأفاد مراسل عنب بلدي حينها، أن قوات “الحرس الوطني” المدعومة من الشيخ الهجري، نفذت عمليات اعتقال طالت شخصيات من المحافظة، منها الشيخان الدرزيان رائد المتني ومروان رزق، وعاصم أبو فخر وغاندي أبو فخر وشخص آخر من عائلة الصفدي.
ووصل جثمان رائد المتني، أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في السويداء، إلى المستشفى “الوطني” في المحافظة، في 2 من كانون الأول، وفق ما نقلته شبكة “الراصد” الناشطة في السويداء.
ووصلت إلى المستشفى “الوطني” في السويداء جثة ماهر فلحوط، في 3 من كانون الأول.
وأعلنت قيادة “الحرس الوطني” المدعومة من الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، إلقاء القبض على شخصيات وصفتهم بـ”الخونة والمتآمرين”، من خلال عملية أمنية قالت إنها “دقيقة” و”سريعة” و”حاسمة”.
وقالت القيادة، في بيان أصدرته، إنها كشفت مؤامرة “دنيئة” وخيانة “عظمى”، حسب تعبيرها، “تورطت فيها مجموعة من المتخاذلين والعملاء، الذين باعوا ضمائرهم، بالتنسيق مع حكومة الإرهاب في دمشق، وبعض الأطراف الخارجية، بحسب تعبير الفصيل.
“المؤامرة” التي كشفتها قيادة “الحرس الوطني”، تهدف لتنفيذ خرق أمني داخلي “خطير”، حسب زعمها، ويمهد لـ”هجوم بربري”، يستهدف السويداء وأهاليها، مقابل حفنة من الأموال “الملوثة بالخيانة”، وفق ما وصفت القيادة في بيانها، الذي نشرته في صفحتها عبر منصة “فيسبوك “.
عقب أحداث السويداء
“الحرس الوطني” هو جسم عسكري أعلن عن تشكيله في 23 من آب الماضي، بمباركة من الهجري، ويضم فصائل عاملة في السويداء.وجاء تشكيل “الحرس الوطني” عقب أكثر من شهر من توترات شهدتها المحافظة بين فصائل محلية في السويداء من جانب، والقوات الحكومية وعشائر من البدو من جانب آخر.
وبدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية، في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية.
الانتهاكات دفعت فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، أعقبها انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان من البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.
وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.


الصفحات
سياسة









