الصفحات
سياسة
وعلى سبيل المثال توجد متاجر لتوصيل البيتزا للزبائن بمدينة هانوفر الألمانية، تطلق على نفسها اسم "مافيا بيتزا إكسبرس"، كما يوجد في برلين مقهى يمكن تناول الوجبات الخفيفة فيه يسمى "فيرستباته" أي "نقانق الأب الروحي"، نسبة إلى فيلم شهير عن المافيا بذات الاسم، إلى جانب مطعم في مدينة درسدن يقدم وجبات العشاء مصحوبة بعروض راقصة يحمل اسم "مافيا ميا".
ومن الوجبات الشائعة فطيرة على شكل بندقية تعرف باسم باستا باتروني، وخليط من العجائن متبل بالبهارات الحارة يطلق عليه اسم "باليريمو مافيا شووتنج"، بل وصل الحد إلى اطلاق اسم "سبراشمافيا" أي "لغة المافيا" على مدرسة للغات في برلين، والأمثلة على هذا الاتجاه لا نهاية لها.
غير أن اتحاد الأنشطة الزراعية الإيطالي "كولديريتي" لا يشعر بالرضا إزاء هذه الأسماء، المستوحاة من عصابة للجريمة المنظمة ، ويعلق على هذا الاتجاه إتوري برانديني رئيس الاتحاد قائلا إن "إساءة استخدام أسماء المافيا هو أمر يلحق الضرر بصورة المنتجات المصنوعة في إيطاليا".
ويضيف إن هذه الأسماء النمطية إنما تؤدي إلى تهميش مشكلة "جلبت الألم والأسى لإيطاليا بأكملها" وتجعلها تافهة، وكانت مشكلة المافيا في إيطاليا موضوعا لمؤتمر نظمته مؤخرا في لاهاي الشرطة الأوروبية "يوروبول"، وتم خلاله دعوة وحدة لمكافحة المافيا بالشرطة الإيطالية لمناقشة الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع عصابات الجريمة المنظمة.
بينما تقول بيترا براتو صاحبة مطعم "كوزا نوسترا" بكولونيا " جال بخاطري أن إطلاق هذا الاسم على المطعم سيضفي عليه الروح الإيطالية بشكل يبقى طويلا في ذاكرة الزبائن"، ولكي تجعل من الواضح أنه ليست هناك علاقة فعلية بين المطعم والمافيا، اختارت أن تضيف في اللوحة الإعلانية التي تحمل اسم المطعم عبارة "من أجل الضيوف المبجلين".
وإذا اتجهنا نحو الجنوب الألماني قاطعين قرابة 1500 كيلومتر، لوجدنا السيدة باولا بنتاسوجليا جالسة خلف مكتبها داخل مبنى ضخم رمادي اللون كائن على مشارف العاصمة الإيطالية روما، وهذا المبنى يستضيف مقر سلطة مكافحة المافيا بإيطاليا، حيث تتجمع في المقر جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، كما يتم فيه تنسيق المداهمات التي تتم على الصعيد الدولي ضد أفراد هذا التنظيم العصابي.
وترأس بنتاسوجليا إدارة التحقيقات الوقائية، وهي ترى أن إطلاق أسماء مشتقة من المافيا في دول أخرى يمثل نوعا من "العبث"، وتقول إن "هذا الاتجاه يحول ظاهرة إجرامية تسببت في الكثير والكثير من الوفيات إلى مسألة تافهة هزلية".
وتشير إلى صورة على شاشة جهاز الحاسوب الخاص بها يبدو فيها محل للحلاقة في أيرلندا يحمل اسم "كورليوني باربرز" أي حلاقي كورليوني وهي بلدة في جزيرة صقلية الإيطالية انحدر منها بعض أشهر أعضاء المافيا، كما أن العائلة الإجرامية التي ظهرت في فيلم "الأب الروحي" الذي دخل في قائمة الأفلام الكلاسيكية الشهيرة تحمل اسم هذه البلدة.
بل إن ابنة رئيس المافيا الصقلية الراحل توتو رينا، افتتحت في باريس مطعما يحمل اسم "كورليوني"، وتوضح بنتاسوجليا أنه يكون من السذاجة إطلاق اسم له علاقة بالمافيا على نشاط تجاري، لأن ذلك سيلفت على الفور أنظار المحققين.
ومن ناحية أخرى يمكن للسياح الذين يزورون بلدة كورليوني أن يشتروا أعدادا لا تحصى من الهدايا التذكارية، التي تحمل شعارات متعلقة بفيلم "الأب الروحي" الشهير.
ويلاحظ أن الأسماء المرتبطة بالمافيا أخذت تزحف أيضا على مجال يعتبره الإيطاليون عزيزا عليهم وهو الأطعمة، وحقق ما يعرف باسم "أجرومافيا" - أي نشاط المافيا الإجرامي في القطاع الزراعي بما في ذلك غسل الأموال - أموالا طائلة من هذا النشاط سواء فيما يتعلق بأجبان الموزيريلا أو بزيت الزيتون أو المشروبات الكحولية، وتشير رابطة الزراعيين الإيطالية إلى أنه في العام الماضي حققت " أجرومافيا" إيرادات خيالية بلغت 5ر24 مليار يورو (5ر27 مليار دولار).
وكان هناك افتتان ما بالمافيا في ألمانيا منذ فترة طويلة، كما أن المداهمات المتكررة على أفراد هذه العصابة تبين أن المافيا متواجدة على الساحة الألمانية، وعلى سبيل المثل تم قتل ستة أشخاص بالرصاص أمام متجر للبيتزا بمدينة دويسبورج، وهو حادث أشار إلى أن هذه العصابة لها تواجد حقيقي في ألمانيا.
ويبدو أن ثمة تباين في ردود الفعل بين الألمان إزاء المافيا، فالبعض ينجذبون إليها وآخرون يشعرون بالبغض تجاهها، وهذا يشبه حالة "جاك السفاح " الذي أثار الرعب في شوارع لندن في أواخر القرن التاسع عشر بعمليات القتل المتتالية التي ارتكبها، حيث تم اليوم إطلاق اسمه على نشاط واسع النطاق للترفيه.
وردا على الانتقادات الإيطالية يوضح ساندرو ماتيولي من الرابطة الألمانية التي تحمل اسم "مافيا، لا شكرا" أن المافيا ليست قوية "في الذاكرة الجمعية الألمانية" كما هو الحال في إيطاليا، وعندما تتقاتل عصابتان بمدينة دويسبورج "يسأل الناس أنفسهم ما علاقة هذا الاقتتال بي؟".
غير أن المسلسلات التليفزيونية حول عصابات المافيا والأفلام مثل "الأب الروحي" تواصل سحر المشاهدين واجتذابهم بما تعرضه من مشاهد عنف غير مبررة وفقا لما يقوله ماتيولي، ويضيف إن "المافيا أصبحت ظاهرة جذابة لا تستند إلى ما يحدث في الواقع بأي حال من الأحوال".
ويمكنك أن ترى في مطعم "كوزا نوسترا" بكولونيا صورا فوتوغرافية معلقة على الجدران للنجم مارلون براندو، الذي قام بدور الأب الروحي في الفيلم وكذلك النجم روبوت دي نيرو بطل فيلم "جود فيلاس" أو "الأصدقاء الطيبون" وهو فيلم جريمة أمريكي.
وتقول براتو صاحبة المطعم إنها لم تتلق أي شكاوى منذ افتتاح المطعم منذ 12 عاما، والشكاوى الوحيدة جاءت من زبائن إيطاليين، وتضيف "ذات مرة قالت أسرة إيطالية/ لا/ لهذا الاسم، إننا لن نذهب إلى هذا المطعم مرة أخرى، لأنه ليس لنا علاقة بالمافيا".
غير أن كثيرا من رواد المطعم لا يعلمون معنى اسمه وفقا لما تقوله براتو، وتتابع "إذا كنت إيطالية فلربما ما كنت اخترت هذا الاسم لمطعمي، غير أنني عندما أطلقت هذا الاسم عليه لم أكن اعتقد أنه يحمل أي معنى خاطئ".
ومن الوجبات الشائعة فطيرة على شكل بندقية تعرف باسم باستا باتروني، وخليط من العجائن متبل بالبهارات الحارة يطلق عليه اسم "باليريمو مافيا شووتنج"، بل وصل الحد إلى اطلاق اسم "سبراشمافيا" أي "لغة المافيا" على مدرسة للغات في برلين، والأمثلة على هذا الاتجاه لا نهاية لها.
غير أن اتحاد الأنشطة الزراعية الإيطالي "كولديريتي" لا يشعر بالرضا إزاء هذه الأسماء، المستوحاة من عصابة للجريمة المنظمة ، ويعلق على هذا الاتجاه إتوري برانديني رئيس الاتحاد قائلا إن "إساءة استخدام أسماء المافيا هو أمر يلحق الضرر بصورة المنتجات المصنوعة في إيطاليا".
ويضيف إن هذه الأسماء النمطية إنما تؤدي إلى تهميش مشكلة "جلبت الألم والأسى لإيطاليا بأكملها" وتجعلها تافهة، وكانت مشكلة المافيا في إيطاليا موضوعا لمؤتمر نظمته مؤخرا في لاهاي الشرطة الأوروبية "يوروبول"، وتم خلاله دعوة وحدة لمكافحة المافيا بالشرطة الإيطالية لمناقشة الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع عصابات الجريمة المنظمة.
بينما تقول بيترا براتو صاحبة مطعم "كوزا نوسترا" بكولونيا " جال بخاطري أن إطلاق هذا الاسم على المطعم سيضفي عليه الروح الإيطالية بشكل يبقى طويلا في ذاكرة الزبائن"، ولكي تجعل من الواضح أنه ليست هناك علاقة فعلية بين المطعم والمافيا، اختارت أن تضيف في اللوحة الإعلانية التي تحمل اسم المطعم عبارة "من أجل الضيوف المبجلين".
وإذا اتجهنا نحو الجنوب الألماني قاطعين قرابة 1500 كيلومتر، لوجدنا السيدة باولا بنتاسوجليا جالسة خلف مكتبها داخل مبنى ضخم رمادي اللون كائن على مشارف العاصمة الإيطالية روما، وهذا المبنى يستضيف مقر سلطة مكافحة المافيا بإيطاليا، حيث تتجمع في المقر جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، كما يتم فيه تنسيق المداهمات التي تتم على الصعيد الدولي ضد أفراد هذا التنظيم العصابي.
وترأس بنتاسوجليا إدارة التحقيقات الوقائية، وهي ترى أن إطلاق أسماء مشتقة من المافيا في دول أخرى يمثل نوعا من "العبث"، وتقول إن "هذا الاتجاه يحول ظاهرة إجرامية تسببت في الكثير والكثير من الوفيات إلى مسألة تافهة هزلية".
وتشير إلى صورة على شاشة جهاز الحاسوب الخاص بها يبدو فيها محل للحلاقة في أيرلندا يحمل اسم "كورليوني باربرز" أي حلاقي كورليوني وهي بلدة في جزيرة صقلية الإيطالية انحدر منها بعض أشهر أعضاء المافيا، كما أن العائلة الإجرامية التي ظهرت في فيلم "الأب الروحي" الذي دخل في قائمة الأفلام الكلاسيكية الشهيرة تحمل اسم هذه البلدة.
بل إن ابنة رئيس المافيا الصقلية الراحل توتو رينا، افتتحت في باريس مطعما يحمل اسم "كورليوني"، وتوضح بنتاسوجليا أنه يكون من السذاجة إطلاق اسم له علاقة بالمافيا على نشاط تجاري، لأن ذلك سيلفت على الفور أنظار المحققين.
ومن ناحية أخرى يمكن للسياح الذين يزورون بلدة كورليوني أن يشتروا أعدادا لا تحصى من الهدايا التذكارية، التي تحمل شعارات متعلقة بفيلم "الأب الروحي" الشهير.
ويلاحظ أن الأسماء المرتبطة بالمافيا أخذت تزحف أيضا على مجال يعتبره الإيطاليون عزيزا عليهم وهو الأطعمة، وحقق ما يعرف باسم "أجرومافيا" - أي نشاط المافيا الإجرامي في القطاع الزراعي بما في ذلك غسل الأموال - أموالا طائلة من هذا النشاط سواء فيما يتعلق بأجبان الموزيريلا أو بزيت الزيتون أو المشروبات الكحولية، وتشير رابطة الزراعيين الإيطالية إلى أنه في العام الماضي حققت " أجرومافيا" إيرادات خيالية بلغت 5ر24 مليار يورو (5ر27 مليار دولار).
وكان هناك افتتان ما بالمافيا في ألمانيا منذ فترة طويلة، كما أن المداهمات المتكررة على أفراد هذه العصابة تبين أن المافيا متواجدة على الساحة الألمانية، وعلى سبيل المثل تم قتل ستة أشخاص بالرصاص أمام متجر للبيتزا بمدينة دويسبورج، وهو حادث أشار إلى أن هذه العصابة لها تواجد حقيقي في ألمانيا.
ويبدو أن ثمة تباين في ردود الفعل بين الألمان إزاء المافيا، فالبعض ينجذبون إليها وآخرون يشعرون بالبغض تجاهها، وهذا يشبه حالة "جاك السفاح " الذي أثار الرعب في شوارع لندن في أواخر القرن التاسع عشر بعمليات القتل المتتالية التي ارتكبها، حيث تم اليوم إطلاق اسمه على نشاط واسع النطاق للترفيه.
وردا على الانتقادات الإيطالية يوضح ساندرو ماتيولي من الرابطة الألمانية التي تحمل اسم "مافيا، لا شكرا" أن المافيا ليست قوية "في الذاكرة الجمعية الألمانية" كما هو الحال في إيطاليا، وعندما تتقاتل عصابتان بمدينة دويسبورج "يسأل الناس أنفسهم ما علاقة هذا الاقتتال بي؟".
غير أن المسلسلات التليفزيونية حول عصابات المافيا والأفلام مثل "الأب الروحي" تواصل سحر المشاهدين واجتذابهم بما تعرضه من مشاهد عنف غير مبررة وفقا لما يقوله ماتيولي، ويضيف إن "المافيا أصبحت ظاهرة جذابة لا تستند إلى ما يحدث في الواقع بأي حال من الأحوال".
ويمكنك أن ترى في مطعم "كوزا نوسترا" بكولونيا صورا فوتوغرافية معلقة على الجدران للنجم مارلون براندو، الذي قام بدور الأب الروحي في الفيلم وكذلك النجم روبوت دي نيرو بطل فيلم "جود فيلاس" أو "الأصدقاء الطيبون" وهو فيلم جريمة أمريكي.
وتقول براتو صاحبة المطعم إنها لم تتلق أي شكاوى منذ افتتاح المطعم منذ 12 عاما، والشكاوى الوحيدة جاءت من زبائن إيطاليين، وتضيف "ذات مرة قالت أسرة إيطالية/ لا/ لهذا الاسم، إننا لن نذهب إلى هذا المطعم مرة أخرى، لأنه ليس لنا علاقة بالمافيا".
غير أن كثيرا من رواد المطعم لا يعلمون معنى اسمه وفقا لما تقوله براتو، وتتابع "إذا كنت إيطالية فلربما ما كنت اخترت هذا الاسم لمطعمي، غير أنني عندما أطلقت هذا الاسم عليه لم أكن اعتقد أنه يحمل أي معنى خاطئ".
