نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الأطباء النفسانيون :اطفال غزة فقدوا بهجة الحياة بعد الحرب




غزة- باتريك موزر- يرفض غسان مطر البالغ من العمر 14 عاما التحدث عن الانفجار الذي كلفه ساقيه وأودى بحياة شقيقه. وفي الواقع فانه حتى بعد ستة اشهر من انتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، فانه لا يتحدث الى احد الا نادرا.


الأطباء النفسانيون :اطفال غزة فقدوا بهجة الحياة بعد  الحرب
ويمضى غسان معظم وقته وهو يحدق في الجدران وفي ملصق يحمل صورة شقيقه الاكبر على خلفية دامية للحرب تظهر بندقية كلاشنيكوف وجنودا اسرائيليين قتلى.
ويقول انه لا يفكر مطلقا باليوم الذي قصف فيه منزله الواقع في حي الزيتون شرق مدينة غزة. ويؤكد انه لا يعاني من اية كوابيس. ويقول "انا بخير"، ثم يعود الى الانغلاق على نفسه.
وتقول العاملة الاجتماعية نسرين رمضان خلال زيارة الى منزل الصبي المتهدم "انه يعاني من مشاكل كبيرة. فهو لا يتحدث ويحاول أن يتصرف وكان شيئا لم يحدث".
وتوضح نسرين العاملة مع جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة "توجد العديد من الحالات المشابهة من المعاناة من الصدمة وفقدان الامل".
وقتل اكثر من 300 طفل من بين 1400 فلسطيني قتلوا في الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة واستمرت 22 يوما لتنتهي في 18 كانون الثاني/يناير، طبقا لارقام فلسطينية.
ويقول الخبراء ان الغالبية العظمى من الاطفال الذين يشكلون اكثر من نصف سكان القطاع وعددهم نحو 1,5 مليون نسمة، سيعانون من اثار نفسية لعدة سنوات مقبلة.
ويوضح اياد السراج الطبيب النفسي الذي يدير برنامج الصحة النفسية في غزة "لقد فقد الاطفال بهجة الحياة. انهم يضحكون ولكن دون بهجة. ولا يستطيعون الشعور بالامل".
وتعلو وجه الطفل احمد صلاح السموني (7 سنوات) ابتسامة فاترة عندما ترمى اليه كرة بلاستيكية خضراء، الا انه سرعان ما يفقد الاهتمام، ويعود الى غرز اظافره في الكنبة في الغرفة الملونة التي تستخدم لجلسات الاستشارة النفسية الاجتماعية.
وعند سؤاله عما يتذكره من الحرب، يقول احمد "اذكر الاسرائيليين الذين جاءوا وامرونا بالخروج، وكذلك القذائف التي اطلقت".
ويقول "لقد ماتت جدتي وجدي" كما ذكر عشرة اشخاص اخرين قتلوا عندما قصف منزله. وقتل في ذلك القصف 29 شخصا من بينهم 18 من عائلته المباشرة.
ويقول "انا احب عزة، واريدها ان تعود" في اشارة الى شقيقته التي لم يتعد عمرها عامين ونصف العام وقتلت في القصف.
وعقب الهجوم، بقي احمد في بركة من الدماء. ولم تعرف امه انه كان على قيد الحياة الا عندما صرخ يناديها.
وتعلو صفحة وجهه ندبة كبيرة. ولا يزال انفه مشوها نتيجة شظايا اصابته، كما ان ندبة كبيرة تشوه فخذه.
وقبل اشهر فقط كانت تصيبه نوبات غضب، وكان يضرب اشقاءه ويكسر كل ما تصل اليه يده.
ويقول والده انه "يصرخ اثناء نومه ويقول +اليهود جاءوا لقتلي+".
ويوضح المستشار النفسي صبري ابو ندا ان الندوب النفسية التي يعاني منها احمد بدأت في الشفاء ولكنه يؤكد ان "هذه عملية طويلة. لقد شاهد العديد من جثث القتلى".
ويؤكد ساجي المغني المتحدث باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة ان عددا هائلا من الاطفال مروا "بظروف رهيبة" خلال الحرب .. فلم يكن هناك اي مكان امن" في القطاع المكتظ الواقع بين اسرائيل ومصر والبحر المتوسط.
واضاف "لقد تعرض كافة الاطفال هنا الى نوع من انواع العنف"، والكثير منهم يدفنون مشاعرهم.
وتمضي نجود بسال (14 عاما) التي اصيبت بجروح خطيرة في الرأس جراء شظية، معظم وقتها جالسة على سريرها في غرفة تدخلها الشمس من خلال ثقوب في السقف المعدني.
وتتحدث على الانترنت مع اصدقاء "في بلدان اخرى، خاصة في الضفة الغربية".
وتقول "لا اخبرهم بما حدث .. انهم يسألون، ولكن انا دائما اغير الموضوع. اشعر بالغضب عندما اتحدث عن الوضع".
ويقول اياد السراج ان التعرض لمستويات استثنائية من العنف من شانه بالتاكيد ان يحول اطفال اليوم الى متطرفي الغد.
وقال "انا متاكد انه ستظهر مجموعة جديدة من المسلحين، وسيرغبون في منظمة اكثر تشددا من حماس ليشعروا بالحماية".
ويؤكد الخبراء النفسيون ان العديد من الاطفال في القطاع الصغير لا زالوا يعيشون في خوف من تجدد الهجوم العسكري "فالخوف من حرب اخرى سيبقى موجودا"، حسب السراج.
ويقول عواد سلطان (12 عاما) الذي يعيش في احدى الخيام التي نصبت لمن دمرت منازلهم في الحرب انه لا يزال يعاني من الكوابيس التي يرى فيها "الجنود الاسرائيليين يحاولون القبض على والدي ويدمرون المنازل".
ويلعب احمد الان مع اطفال اخرين في خيمة كبيرة نصبها عاملون اجتماعيون. ويقول "نحن نتسلى، ولكن ما نفع ذلك، فعندما نعود الى خيمتنا نفكر في الحرب".‏

باتريك موزر
السبت 11 يوليوز 2009