نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الأفق المقدس.. معرض يرصد الظواهر الفلكية بالمعابد الفرعونية






الأقصر - حجاج سلامة - أقيم متحف الآثار المصرية القديمة، بمدينة الأقصر التاريخية، فى صعيد مصر، معرض " مقاصير الأفق المقدس "، وهو معرض خاص للباحث المصري، الدكتور أحمد عوض، المتخصص فى دراسة عمارة المعابد المصرية القديمة وعلاقتها بالفلك.


 المعرض الذى استمر 45 يوما، و حظى بمتابعة من قبل مئات السياح من زوار مدينة الأقصر، وعشرات من الباحثين وعلماء المصريات، العرب والأجانب، احتوى على 22 صورة ، هي حصاد رحلة بحثية، شارك فيها الباحثان ايمن أبوزيد، والطيب عبدالله، واستمرت ثلاث سنوات، واستهدفت رصد ظواهر تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعابد : الدير البحري، ودندرة، وإدفو، وكلابشة، وجبل السلسلة، ودير شلويط ، ودير الحجر، وهيبس ، وقصر غويطة.

وكان الفريق البحثى المصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن ابوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبدالله، الباحث فى علوم المصريات، قد تمكن من رصد سبعة عشر ظاهرة فلكية جديدة داخل المعابد المصرية القديمة، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وبحسب الدكتور أحمد عوض، فإن الظواهر التى جرى رصدها وتوثيقها، تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكى وهندسى، جعل الشمس تتعامد فوق قدس اقداس كثير من المعابد، وفى ايام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، فى كل عام، مثل تعامد الشمس على قدس أقداس بعض المعابد، فى يوم عيد الإله حورس، ويوم عيد الربة حتحور، ويوم الانقلاب الصيفي، وعيد الإله آمون، وغير ذلك من الأحداث التى عرفتها مصر الفرعونية.
وقال " عوض " لـوكالة الأنباء الألمانية (د . ب . أ ) إن المعرض جاء ليؤكد أن الضوء لعب دورا مهما فى تحديد التشكيل المعماري لمعابد الفراعنة، وأن علاقة كبيرة تربط بين علوم الفلك ووجهة كثير من معابد ملوك وملكات قدماء المصريين، نحو الشرق أو الغرب، وأن معظم المعابد المصرية، تشهد ظواهر فلكية متعددة، مثل تعامد الشمس، وتعامد القمر أيضا.
واشار إلى أنه تمكن من خلال رئاسته للفريق البحثي من رصد سبعة عشر ظاهرة فلكية جديدة داخل معابد هابو وحتشبسوات ودير شلويط فى الأقصر، ودير الحجر، وهيبس، وقصر غويطة، فى الوادى الجديد، وكلابشة وجبل السلسلة وإدفو فى اسوان، ودندرة فى قنا، بجانب الهرم الأكبر فى الجيزة، ومعابد الكرنك فى الأقصر.
وقال أيمن ابوزيد ، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، المنظمة لمعرض " مقاصير الأفق المقدس " أن الظواهر التى جرى رصدها وتوثيقها، وجرى عرضها من خلال المعرض، تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكى وهندسى، جعل الشمس تتعامد فوق قدس اقداس كثير من المعابد، وفى ايام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، فى كل عام.
وقال الطيب محمود ، عضو الفريق البحثى الذى يقوم برصد الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية القديمة، إن الفريق الذى يعمل بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، رصد بعض الظواهر المهمة التى من بينها رصد معجزة فلكية وهندسية فريدة، بمعابد هابو الفرعونية، غرب مدينة الأقصر، وهى أن أن أشعة الشمس تربط بين معابد الكرنك - مركز الكون بحسب المعتقدات الفرعونية - فى شرق مدينة الأقصر، ومعابد مدينة هابو ، فى غرب المدينة، ثم تسقط على أعمدة الصالة الثانية، بمعابد هابو، لتضىء لوحات تمثل الملك رمسيس الثالث، وهو يقدم القرابين للآلهة، وهو المشهد المنقوش على 8 أعمدة، حيث تضىء عموداً تلو الآخر، من الجنوب إلى الشمال، وذلك فى يومى الاعتدالين الربيعي والخريفي، الموافقين لـ 21 من شهر أيلول/سبتمبر، و21 من شهر آذار/مارس فى كل عام، وبالتزامن مع ما يسمى، بمواكب الاحتفالات العشرية، التي كان يقوم خلالها الإله آمون، بالتحرك من مقره بمعابد الكرنك ، لزيارة " الأسلاف القدامى " الذين دفنوا فى معابد هابو، وأن أشعة الشمس تَصِلُ ما بين المعبدين بزاوية مقدارها 90 درجة.
وأضاف أن الظاهرة الجديدة، بمعابد هابو تحمل دلالة دينية مهمة لدى المصري القديم، حيث تؤكد الدراسات التى توثق رحلة الشمس فى العالم الآخر، أن رحلة الشمس للعالم الآخر، تتم على مدار الـ 12 ساعة، وهو ما يتوافق فلكيا مع رحلة الشمس، فى يومى الاعتدالين الربيعي والخريفي، حيث يتساوى عدد ساعات الليل، مع عدد ساعات النهار، بجانب تعامد اشعة شمس الظهيرة ، مع الهرم الأكبر، فى يوم 27 شباط/ فبراير من كل عام، وسقوط أشعة شمس الظهيرة ، التي تمثل طور الفتوة والشباب لمعبود الشمس الإله " رع حور آختي " بنفس زاوية ميل واجهات الهرم الأكبر ومنها تم انعكاس الضوء على الواجهات الأربعة للهرم الأكبر التي كانت ملساء ومصقولة وبيضاء اللون من الحجر الجيري ليظهر ككتلة من الضوء المنعكس.
وذكر أن دراسة هندسية خاصة جرت بمعرفة الدكتور أحمد عوض، رئيس الفريق البحثى، أكدت أن الواجهة الشمالية للهرم الأكبر، الذى شيده الملك خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة، تظل مظلمة 137 يوما فى العام، وتعود الشمس لتضيئها طوال 228 يوما فى العام
وأوضح " الطيب " بأن اقتران الشمس على الهرم الأكبر ، يتزامن مع يوم عيد ظهور المعبود حورس في الديانة المصرية القديمة . حيث تظل تضئ أشعة الشمس واجهات الهرم الاربعة في وقت الظهيرة لمدة ٢٢٨ يوما، ثم تظلم الواجهة الشمالية للهرم نتيجة اختلاف زاوية ميل شعاع شمس الظهيرة لتصبح اقل من زاوية ميل الواجهة الشمالية للهرم فتصبح في منطقة الظل وذلك بداية من يوم ١٤ تشرين أول/ اكتوبر الذي يوافق عيد المعبود " اوزير" سيد العالم الآخر فى الديانات المصرية القديمة، حيث تظلم الواجهة الشمالية للهرم الأكبر لمدة 137 يوما ، ليعود لها الضوء مجددا بتعامد شمس الظهيرة عليها فى يوم 27 من شهر شباط/ فبراير.

حجاج سلامة
الاربعاء 10 يناير 2018