نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


التانجو الارجنتيني" يرحب بمتحولين جنسيا لتغيير الصورة الذكورية"







بوينس أيرس - فلورنسيا مارتن - من الناحية التقليدية، يعد التانجو الارجنتيني، نمطا موسيقيا ذكوريا، ولا خجل في ذلك. فالكلمات المصاحبة للرقصات تميل إلى تجسيد رجل مفتول العضلات يستعرض رجولته في الشارع، ليظهر بصورة المنحل الذي يدعو إلى الإغواء، ويميل لممارسة القمار، والعراك.

وتبدو النساء اللائي يشاركن في أغنيات رقصات التانجو، عفيفات ونقيات، سواء كن عرائس أو أمهات، أو حتى ضحايا ضللن الطريق وسلكن سبل تعاطي المخدرات أو ممارسة الدعارة.


 
والتانجو الارجنتيني نوع خاص من الرقص، عادة ما يتميز بقيادة ذكورية قوية ومهيمنة، ووجود امرأة مستسلمة، تتجاوب مع كل حركة يقوم بها الراقص أمامها. إلا أن هذه الرقصة تمر بتغيرات، مما يعكس مواقف جديدة في دور الجنسين أثناء الرقص.
وتقول أناهي كاربالو، وهي ابنة لاثنين من راقصي التانجو المحترفين: "اعتدت ان أرى أمي وأبي يرقصان في المنزل... كانا رائعين، ولكن عندما خرجا من أجل الرقص، تغير كل شيء إلى إيقاع /الرجل المهيمن/."
وتترأس كاربالو /29 عاما/ حاليا مشروعا يحمل اسم "التانجو بين النساء"، حيث يتاح للنساء تعلم رقصة التانجو الارجنتينية من خلال الرقص مع بعضهن البعض، دون وجود لرجال مفتولي العضلات.
وتقول: "التانجو عنصر قوي من عناصر سلطة الرجل، وأردت أن أبتعد عن هذا النوع من التانجو. وعندما بدأت التعرف على الحركة النسوية، أدركت أن الامر لا يجب أن يكون بهذه الطريقة. فهمت أن التانجو ليس ذكوريا في الحقيقة، ولكن الناس هم من جعلوه كذلك."
وتضيف: "لا يجب أن يكون التانجو متعلقا بعدد الرجال المشاركين في الرقص أو الراغبين فيه: أولا، لأن هناك عددا أكبر من النساء في أنحاء العالم. وثانيا، لأن عدد النساء (اللاتي يرقصن) في أنحاء العالم أكبر، مقارنة بالرجال. الرجال يميلون إلى ممارسة الرياضة أكثر من الرقص، ويعني ذلك أن هناك دائما المزيد منا. فلا يمكننا الاعتماد على الرجل".
لقد تغير التانجو، كما تغير سياقه الاجتماعي. وتشمل التغيرات حملات متزايدة تدعو إلى المساواة في الحقوق للنساء والمثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا (إل. جي. بي. تي). ومن الممكن رؤية ذلك في ساحة الرقص وفي الأسلوب الذي يتم به تعليم الرقص.
واستبدل المعلمون بالحديث عن الأدوار "الذكورية" و"الأنثوية"، مصطلحات مثل "الشخص الذي يقود" و"الشخص الذي ينقاد". كما يقوم بعض المعلمين بتشجيع الراقصين على تبادل الأدوار. ومن الممكن لأي منهما أن يكون الشريك المهيمن. إنه نهج متساو وشامل.
ولكن حتى إذا كانت أماكن رقص التانجو "أكثر انفتاحا بكثير عما كانت عليه قبل 10 سنوات"، ترى كاربالو أنه ليس من الحكمة أن يتم طرح النهج الجديد على شركاء غير معروفين في الرقص، وتحذر من وجود أماكن "لا يمكنك الرقص فيها بهذا الشكل".
وتوضح: "عادة يعارض الأشخاص الاكبر سنا ذلك".
والآراء منقسمة بالفعل.
ويقول هوجو /80 عاما/ وهو يقف عند مدخل إحدى قاعات الرقص: "لا أمانع أن ترقص امرأة مع امرأة."
ويضيف هوجو: "لا يبدو الامر جيدا، ولكنه لا يقلقني أو يزعجني. لقد فرضت النساء - أكثر من الرجال - هذا الأسلوب، وغالبا ما يقمن بذلك لأن هناك عددا قليلا جدا من الرجال".
وفي نفس الوقت، يزداد رقص التانجو بين رجلين شعبية. وكان ما يعرف بـ "تانجو المثليين" موجودا بالفعل عندما ظهرت الرقصة لأول مرة في "ريو دي بلاتا" في أواخر القرن التاسع عشر، رغم أن ذلك كان في سياق مختلف.
وتقول كاربالو: "إذا ركزت المرأة على كل ما يفعله الرجل أثناء الرقص، يصبح الامر طقسا خاصا به وحده، لذلك: هل هي رقصة لاثنين، أم يقوم بها الرجل بمفرده؟".
وتقترح كاربالو أن يحاول كل شريك في الرقص أن يضع نفسه مكان الآخر، جسديا وعقليا.
وتقول: "لينتعل الرجال الكعب (العالي)، وليتحرك الرجال إلى الوراء" كما تفعل النساء عادة في التانجو، مضيفة: "سيعلمون (حينئذ) معنى أن يتخلى شخص عن موضعه للآخر".
ويوجد في بوينس آيرس اليوم، مجموعة كبيرة من أماكن الرقص، بداية من الساحات العادية المفتوحة، وحتى القاعات التقليدية. وفي جميع هذه الاماكن، من الممكن في بعض الأحيان رؤية راقصين من نفس الجنس في حلبة الرقص، سواء كان ذلك على موسيقى واحدة من أغنيات فرانسيسكو كانارو التي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، أو "إلكترو" تانجو حديث.
ويقول خوان بابلو راميريز، وهو راقص تانجو من المثليين: "ربما يريد كثيرون قتلي لأنني أقول ذلك: ولكنني أعتقد أن تانجو المثليين... كان دائما موجودا بوصفه (رقص) تانجو. وجود ساحات (رقص) للمثليين جعل من السهل على مجتمعهم التعامل مع هذه الرقصة بطريقة جديدة".
ويضيف راميريز أن تانجو المثليين اليوم، "تم دمجه بشكل تام" في مشهد التانجو.
لقد ولت تلك الأيام التي كان من الممكن أن يترك فيها الرجل ندبة على خد المرأة بسكين حتى لا تنسى خيانتها له، كما يظهر في كلمات أغنية التانجو المعروفة "كونتراماركا".
أما اليوم، فالإغواء يحدث بين طرفين متساويين، مما يحول الرقصة التقليدية إلى شيء جديد.

 


فلورنسيا مارتن
الاحد 27 يناير 2019