نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الدراجات النارية في غزة رياضة وتسلية وخطر مميت




رفح - عماد عبد الجواد الدريملي - يقلد الشاب الأسمر سويلم الغول الذي ارتدى بلوزة برتقالية وسروالا من الجينز أبطال رياضة الدراجات النارية العالميين، بعمل حركات بهلوانية وإظهار مهاراته بالتحكم أثناء قيادته لدراجته بيد واحدة أو الوقوف على مقعدها الخلفي أو رفع الجزء الأمامي إلى أعلى.


انتشار الدراجات النارية بصورة غير مسبوقة في قطاع غزة.
انتشار الدراجات النارية بصورة غير مسبوقة في قطاع غزة.
ويبتسم سويلم /25 عاما / عندما ينتج عن دراجته تطايرا للرمال وانتشار الغبار في المكان بينما يصفق أصدقاؤه له تشجيعا ومرحا.
وتحول المكان الذي كان الاقتراب منه قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2005 يعني الموت، إلى مهرجان يتبارى فيه المتسابقون بالتحكم بدراجاتهم وأداء حركات استعراضية، لتتشكل رياضة جديدة، لم يمارسها الفلسطينيون في الماضي لكنها بدأت خطواتها الأولى لذلك.
وقال الغول انه مولع بمشاهدة سباقات الدراجات النارية التي يتم عرضها على التلفزيون ويتابع اخبار أبطالها أمثال الاسترالي كيسي ستونر والاسباني داني بدروزا والايطالي فالنتينو روسي والأمريكي نيكي هايدن.
وأشار إلى أنه يحاول تقليدهم عبر التدريب المستمر بسبب عدم وجود مدربين أو نواد متخصصة بهذه الرياضة.
ويرى الغول أن الرياضة شكل من أشكال مواجهة الفراغ " لكنني أحاول تنميتها (..) من يعرف ربما أشارك في مسابقات عربية أو إقليمية أو دولية في المستقبل".
وانتشرت الدراجات بصورة غير مسبوقة في قطاع غزة بعد فتح الحدود مع مصر، وتهريبها عبر الأنفاق الأرضية بين قطاع غزة ومصر، ونظراً لرخص ثمنها مقارنة بأسعار السيارات، فقد أصبحت تملأ شوارع غزة وأزقتها وتباع في معارض وسوق السيارات الرئيسي.
ويتراوح أسعار الدراجات التي يقدر عددها بالآلاف ما بين 800 دولار و14الف دولار ويتهافت الشبان على الدراجات الحديثة مثل هوندا سي بي أر والتي يطلق عليها الفلسطينيون اسم ( بطح) نظرا لقوتها وسرعتها وسعرها المرتفع.
وعلى الرغم من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة إلا أن ذلك لم يمنع الشبان الفلسطينيين من ممارسة فعاليات وأنشطة خاصة بهم تملأ أوقات الفراغ الذي يلف معظم القطاعات نتيجة البطالة المستشرية.
وعلى مساحات رملية شاسعة في جنوب قطاع غزة يتنافس عدد من الشبان الفلسطينيين على دراجاتهم النارية الحديثة من مختف الأنواع والأحجام فيما يصطف عشرات آخرون في شارع البحر الرئيسي القريب من الشاطئ لممارسة رياضة خاصة يحاولون فيها إظهار مهاراتهم في قيادة الدراجات النارية.
ولا يجد الشبان الفلسطينيون في غزة أماكن مخصصة للهو وتمضية أوقات فراغهم حيث يعاني قطاع غزة من تدمير وشلل في مرافقه الرياضية.
وقال محمد العبادلة (23 عاماً) أنه في كل يوم جمعة يتجمع مع عشرات الشبان في منطقة موراغ في رفح من مختلف مناطق القطاع مع دراجاتهم النارية المصنعة في الصين واليابان، ويتبارون من أاجل المتعة وتنفيذ حركات على التلال الرملية والهضاب التي تملأ المكان.
وقال العبادلة أن الوضع السياسي محبط نتيجة للحصار و"نحن نحاول تمضية أوقات فراغنا وتمضية أوقات ممتعة في التنقل والتباري".
وتنافس عدد من الدراجين، لمسافات قصيرة عبر صعود إحدى التلال.
وعلى الرغم من ظهور تهور ورعونة في ركوب الدراجات نتيجة لعدم الخبرة والافتقار إلى القوانين إلا أنها وجدت لها حماسا بين من يمتلكونها، وصدى لدى جمهور مشجعي هذه الرياضة اغلبه من الشبان والأطفال.
ويفكر عدد من الشبان بالتحضير لموقع على الانترنت خاص بالدارجين الفلسطينيين يتناولون فيه كل جديد وعمل تواصل مع نظرائهم في دول عربية وغربية.
وقال سلامة أرحيم /28 عاما/ :"إن هذه الخطوة ما زالت فكرة لكن نتطلع الى تحقيقها.."
وأضاف أن الفكرة يقوم عليها شبان هاوون برياضة الدراجات وهي خطوة لحث الجهات المعنية على الاهتمام بهذه الرياضة وتوفير أماكن مخصصة لها.
ولم يصدق محمد /12 عاما/ نفسه عندما قام برفقة والده بشراء دراجة نارية صغيرة من السوق الواقع في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة حيث يتجمع المئات للتبديل أو البيع أو الشراء أو البحث عن قطع غيار.
وقال، محمد إنها جميلة للترفيه ولا أصدق أنني أقود دراجة نارية وسأتنقل بها في كل مكان اذهب اليه.
وقال أحد الباعة ويدعى محمود التايه /35 عاماً/ إن السوق يشهد حركة نشطة، وفي كل أسبوع يزداد بشكل أكثر من ذي قبل.
ونظراً للإقبال على الدراجات فقد ارتفعت أسعارإصلاحها وقطع غيارها، بسبب الحصار، واحتكار بعض التجار.
وقال محمود المبحوح صاحب ورشة ميكانيكية إن هناك شحا في قطع غيار الدراجات، مشيراً إلى أن استخدامها السيء يؤدي إالى إعطاب فيها وارتخاء في قطعها.
واستبدل عدد من المواطنين سياراتهم وابتاعوا دراجة نارية للتنقل وذلك للتوفير وتجنب حالة الشلل الناجمة عن شح وغلاء الوقود في غزة.
وقال توفيق مدلل الطالب الجامعي، أنه اشترى دراجة ليتنقل بها من بيته في مدينة الزهراء جنوب غزة للجامعة الواقعة وسط المدينة على الرغم من أنه لم يحصل على رخصة قيادة لها وليس على دراية كافية بقوانين قيادتها، مما يجعل دراجاته عرضة للمصادرة من قبل الشرطة التي انتشرت بصورة مكثفة لملاحقة أصحابها بعد أن تزايدت الحوادث على الطرق الرئيسية.
وقال مسؤول في مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في قطاع غزة إن العشرات من الشبان سقطوا بين قتيل وجريح ضحايا حوادث الدرجات النارية.
وحمل خليل أبو شماله مدير المؤسسة سلطة الترخيص التي تديرها حركة حماس المسئولية عن تصاعد هذه الظاهرة داعيا إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والقانونية للحد من ضحاياها.
وقال إن سلطة الترخيص تسمح باستخدام الدراجات النارية لمجرد دفع أصحابها رسوم ترخيص الدراجة دون النظر سواء يحمل صاحبها رخصة قيادة دراجة أم لا معتبرا أن ذلك استهتار واضح بأرواح المواطنين.
وذكر ابو شمالة أنه لا يمانع أن تقام مناطق مفتوحة وملاعب مخصصة لكي يمارس هؤلاء الرياضة لكن أن يمارسوها في ظل تجاوزات مرورية فهذا يشكل خطرا حقيقيا على حياة راكبيها وسلامة وأمن المواطن.
ودعا ابو شمالة الجهات المعنية لضرورة تدريب وتأهيل مجموعة من ضباط شرطة المرور لمتابعة المخالفات المرورية المرتكبة من طرف مستعملي الدرجات النارية وذلك وفقاً لنظام المرور المعمول به.
وقال ضابط امن فلسطيني إأن الشرطة في غزة تقوم بحملة مكثفة لتنظيم الأمور ودفع أصحاب تلك الدراجات للحصول على تدريبات ورخصة تخولهم قيادتها.
وأضاف أن الحملة جاءت بعد تصاعد حوادث السير الناجمة عن قيادة هذه الدراجات بشكل خاطئ، حيث قتل وأصيب العشرات من أصحابها منذ بدء انتشارها.
وأضاف بينما كان يشرف على حملة لضبط الدراجات غير المرخصة على الطريق الساحلي في غزة أن كثيرا من أصحاب الدراجات لا يمتلك رخصة ولا يوجد لديه خبرة لقيادتها وتعلم أشارات المرور فضلا عن افتقاد قطاع غزة للطرق السريعة المعبدة التي تحتاجها هذه الدرجات مما يعرض حياة راكبيها إلى الموت.


عماد عبد الجواد الدريملي
الاثنين 13 يوليوز 2009