نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الرئيس يخزن وثلث نساء اليمن وثلاثة أرباع اليمنيين يمارسون متعة مضغ القات المخدر




صنعاء - آن بياتريس كلاسمان - العمل الدءوب هو أحد أشكال العبادة في الفكر الاسلامي . غير أن هذا المبدأ لم يمنع المسلمين المحافظين في اليمن والذين يحرصون على تغطية زوجاتهم بالملابس السوداء من أقدامهن حتى رؤوسهن والذين يحظرون تناول الكحول من الاستسلام لنشوة المخدرات يوميا حيث أن أكثر من 70% من جميع الرجال و نحو ثلث النساء في اليمن يحرصون على مضغ أوراق نبات القات ذي التأثير المخدر لمدة ست ساعات يومياكمصدر نشوة للرجال والنساء على حد سوواء.


الرئيس يخزن وثلث نساء اليمن وثلاثة أرباع اليمنيين يمارسون متعة مضغ القات المخدر
وتطرد هذه الأوراق عند مضغها أي تفكير في النظام والعمل.ويصف موظف ذو منصب متواضع بأحد الوزارات اليمنية تأثير القات على النحو التالي:"يشعر متناول القات في أول ساعتين من مضغه بالإثارة ويتحدث بلا توقف ثم يهدأ ويأخذ في التأمل، غالبا ما تأتيني أفضل الأفكار في هذه المرحة. ثم تنتاب متعاطي القات في نهاية الأمر حالة مزاجية سيئة".
لهذا التعاطي الجماعي للقات آثار كارثية على الصحة والاقتصاد والمجتمع حيث يؤدي لارتفاع ضغط الدم والتهابات في اللثة وسوء تغذية و للاكتئاب والخلافات الأسرية جراء انخفاض دخل الأسرة نتيجة شراء القات. ورغم ذلك فإن اليمنيين يدافعون عن حقهم في الانتشاء بالقات.
كما لم تجد نفعا المطالبات الدولية نفسها التي ربطت المزيد من المساعدات التنموية لليمن بالحد من تناول القات.
وعن القات يقول السفير الألماني في اليمن ميشائيل كلور بيررشتولد إن الأضرار الاقتصادية لتناول القات بدون أي قيود في اليمن هائلة وإن تعاطيه يؤدي إلى التفريط في القوى العاملة في البلاد. كما أن زراعة القات تستهلك كميات كبيرة من المياه المقررة أصلا لري حقول الخضروات والفاكهة.
وتدعم دولة اليمن وقود السولار بأموال حكومية وهو نفسه الوقود الذي يستخدم في تشغيل طلمبات استخراج المياه الجوفية لري حقول القات.
وأصبح انفاق الدولة على القات يلتهم نحو 30% من ميزانية اليمن.
وتعود أكثر حملات مقاومة القات في اليمن حتى الآن لمبادرة من أحد كبار علماء الدين في اليمن والذي دمر قبل نحو عشر سنوات مساحات واسعة مملوكة له من نبات القات. غير أن هذا التصرف لم يثر لدى اليمنيين آنذاك إلا الاستغراب الشديد.
ويبيع المواطن اليمني مبخوت الميامري القات يوميا في دكانه الصغير في وسط مدينة صنعاء. ويصل إجمالي مبيعاته من هذا النبات يوميا إلى 280 يورو.
يستقبل الميامري صباح كل يوم حزمات القات الطازجة من المزارعين اليمنيين قبل أن يستقبل أول زبائنه.
ويذكر الميامري أنه يرسل القات لبعض زبائنه إلى البيوت ويقول إنه يبيع القات الجاف لطلاب يمنيين يتعاطونه خلال إقامتهم في لندن للدراسة ويبيعه لكبار السن الذين لم يعد لديهم أسنان لمضغ القات الطازج.ويقوم كبار السن بطحن القات الجاف بخلاط ثم يمزجونه بالماء ليصنعوا منه عجينة.
وغالبا ما يتجول باعة القات في شوارع المدينة حاملين إلى جانب القات زجاجات ماء وأكياس صغيرة من البلاستيك. أما الماء فيشربه ماضغو القات أثناء تعاطيه لأنه يجعل حلق متعاطيه جافا. وأما الأكياس فيحتاجها الباعة الجائلون لغسل ورق القات من آن لآخر من رائحة المبيدات الحشرية التي تفوح منها غالبا.
عندما يتحدث اليمنيون عن القات فهم لا يتحدثون عن "مضغه" ولكن عن "تخزينه" لأنهم لا يمضغون أوراق القات فقط بل يحتفظون بها في فمهم الذي ينتفخ ساعة بعد ساعة ما تعاطيه. ولا يقوم ماضغ القات ببلعه ولكنه يلفظها في المساء.
لم ير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يحكم اليمن منذ نحو ثلاثين عاما أبدا بأوداج منتفخة بالقات غير أن أحد اليمنيين المطلعين على بواطن الأمور في القصر الرئاسي يقول إن الرئيس "يخزن" عندما يكون في زيارة لأحد محافظات اليمن حيث يشتري له أحد مقربيه بأفضل ما "تجود" به أسواق هذه المحافظة من أنواع القات.
ورغم أن الرئيس اليمني أكد مرارا أنه يريد الحد من تناوله للقات و أنه يأمل في ممارسة المزيد من الرياضة وتحسين إنجليزيته إلا أن "مضغ" القات أو "تخزينه" مازال مستمرا في قصره الرئاسي.

آن بياتريس كلاسمان
الثلاثاء 7 يوليوز 2009