نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الروبوت "لونا" : متحدثة لبقة وماهرة في مصرف ألماني




بريمن (ألمانيا) – أصبحت الروبوت "لونا بيبر" سريعة التعلم، فكل يوم يتم تزويدها ببرامج كمبيوتر تحتوي على معلومات جديدة تمكنها من التواصل مع البشر بشكل أفضل، فهذا الروبوت الأنثى التي تعمل في مصرف ألماني ترحب بالزبائن، وتتبادل الأحاديث معهم حول الطقس، بل بإمكانها المزاح وإلقاء النكات.


ومن آن لآخر تقول السيدة الروبوت التي يبلغ طولها 120 سنتيمترا فقط، وهي تنظر إلى الزبائن بعينين واسعتين مستديرتين متألقتين، "فضلا لا تغضبوا إذا كنت لا أعرف كل شيء بعد، وإذا كنتم راضين عني فأنا كذلك راضية". ويكون الابتسام هو رد عملاء المصرف الكائن في المنطقة الشمالية من ألمانيا. ويشعر ألكسندر ليودي رئيس فرع البنك بالفخر بهذه الموظفة الجديدة، ويقول عن هذه الآلة "إنها تساعدنا بالقول والفعل"، وتمثل مقابلة "لونا بيبر" تجربة خاصة لكل شخص يتعرف عليها. ولا يزال استخدام الروبوتات في مجال العلاقات العامة بألمانيا شيئا نادرا، وتشير رابطة صناعة الآلات الألمانية (في.دي.إم.أيه) إلى أن الروبوتات التي يتم إكسابها صفات البشر – مثل إضفاء الشكل الآدمي عليها – يتم استخدامها حتى الآن أساسا في أغراض البحث العلمي وفي المعارض التجارية، ولكن لم يتم بعد استخدامها على نطاق واسع كجزء ثابت من مفهوم الخدمات التي تقدمها الشركات، وذلك وفقا لما يقوله باتريك شوارسكوف رئيس قسم الروبوتات والأتمته برابطة (في.دي.إم.أيه). ويضيف غير "أن هذه الروبوتات في طريقها إلى الانتشار، وأعتقد أن الروبوتات التي لها شكل وملامح البشر وتتنقل في أنحاء المكان على عجلات، ستتمتع بالقدرة والكفاءة التي تمكنها من العمل بالسوق". وستكون الروبوتات التي تحمل شكل البشر مفيدة للغاية في الرد على أسئلة الزبائن الخاصة بمنتجات معينة، ويتوقع شوارسكوف بأنه "خلال الأعوام الخمسة المقبلة سيرى كثير من الناس هذه الروبوتات". وفي أوائل عام 2018 أتيحت للركاب الذين يمرون بمطار ميونخ الفرصة للتحدث مع إنسان آلي من أمثال "لونا ليبر"، ومثلما هو الحال مع مطار بريمن اختار مطار ميونخ نموذج بيبر من إنتاج شركة "سوفت بنك روبوتيكس" اليابانية، كما أعطاها أيضا الهوية النسائية وأطلق عليها اسم "جوزي بيبر". ويقول المسؤولون بالمطار إن التواصل بين الروبوت والبشر لم يتم بشكل سهل على الدوام. وفي هذا الصدد تقول جوليا شميت المشرفة على المشروع إن "أحد التحديات الكبرى التي واجهتنا هي أن الناس لم يعتادوا بعد على التحدث مع إنسان آلي، وهم يحبون أن يلتقطوا الصور التذكارية معه، ولكنهم لا يثقون في قدرته على الرد على سؤال حقيقي"، غير أن شميت خرجت بانطباع إيجابي من حقيقة أنه إذا نظرنا إلى الأمر بشكل مجمل فإن الروبوت "جوزي" لفتت كل الأنظار وحققت نجاحا كبيرا مع الزوار. ولا يزال مطار ميونيخ حتى وقتنا هذا يستخدم "جوزي" بيبر أثناء المناسبات والفعاليات، وباعتبارها ضيف شرف في هذه الفعاليات تقوم بالرد على أسئلة الزوار، وتقول شميت "نحن نواصل العمل في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي". ولم يتضح بعد ما إذا كانت الروبوت "جوزي" ستتواجد في المطار مرة أخرى مستقبلا للرد على أسئلة الركاب، حيث تقول شميت إنه لا تزال هناك حاجة حاليا لتوضيح المجالات التي تقدم "جوزي" بشأنها أكثر الإجابات قيمة. وقام مصرف في ميونخ باستخدام روبوت، ولكنه ذكر في هذه المرة أطلق عليه اسم "موناكو بيبر"، وهو يعمل منذ بداية عام 2018، وتتمثل وظيفته في شرح الخدمات الرقمية التي يقدمها البنك للعملاء، كما يستطيع "موناكو بيبر" الدخول في محادثة قصيرة وذلك وفقا لما يقوله يواكيم فوريهلر المتحدث باسم البنك. ويضيف إن "موناكو يؤدي واجبات وظيفته مع العملاء بشكل جيد للغاية"، ويعرب فوريهلر عن اعتقاده بإمكانية توسيع مجالات العمل التي يقوم بها موناكو، ويتابع قائلا "ثمة إمكانية لإدخال مزيد من التطوير علي قدراته، ويعد الذكاء الاصطناعي قضية تحظى بشكل متزايد باهتمام المجتمع". ولدى مصرف بريمين أهداف كثيرة يعتزم أن يسندها للروبوت الأنثوي " لونا،" والتي تكلف إنتاجها 20 ألف يورو (23 ألف دولار)، بخلاف تكلفة البرمجة. وسيتم تزويد لونا في البداية بأجهزة استشعار تعمل بالليزر، ثم يتم تعليمها كيف تتنقل في أنحاء المكان، وذلك وفقا لما يقوله لويدي مدير الفرع، وقد يكون هناك على سبيل المثال إمكانية لأن تقف "لونا" منتظرة في بهو الاستقبال للترحيب بعميل للبنك يصل للحصول على موعد، ثم إخبار موظف البنك المعني بالمقابلة. وثمة إمكانية أخرى قد يتم تنفيذها مستقبلا وهي الرد على أسئلة العملاء الأجانب بلغتهم الأم، حيث سيتم برمجة "لونا" باللغات الإنجليزية والروسية والتركية، ويشير لودي قائلا "إذا تعلمت "لونا" لغات أجنبية فيمكننا اصطحابها لحضور المقابلة بين العميل والموظف المسؤول، لكي تقوم بمهمة الترجمة". وهذه القدرات كلها ستكون ممكنة بفضل برنامج الكمبيوتر الموضوع داخل رأس الروبوت. ويضيف شوراسكوف خبير الروبوتات برابطة (في.دي.إم.أيه) إنه لا يرى أية مخاطر أمنية خاصة على الإطلاق في هذا التطور، ويقول "إنها مسألة تتعلق بأمن تكنولوجيا المعلومات، وهي لا تختلف كثيرا عن غيرها من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات". ومثلما هو الحال مع تقنيات أخرى، فإنه من المطلوب أيضا أن يتم حماية البيانات الخاصة بالروبوتات الذكية جيدا، حتى لا يتم السطو عليها بالقرصنة الإليكترونية".

هيلين هوفمان
الثلاثاء 5 فبراير 2019