الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع يشارك في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" - 29 تشرين الأول 2025 (رئاسة الجمهورية العربية السورية)
وفي حديثه عن المناخ الاستثماري، قال الرئيس الشرع إن الاستثمارات الداخلة إلى سوريا خلال الأشهر الستة الأولى تجاوزت 28 مليار دولار، واعتبر أن “كل نكبة تعرضت لها سوريا في الماضي هي فرصة استثمارية لإعادة البناء”.
وأضاف أن فرص الاستثمار الغنية تقلل المخاطر وتسرع العائد المتوقع، موضحًا أن المشاريع التي قد تستغرق عادة سبع سنوات للعائد، قد تحقق الربح في ثلاث إلى أربع سنوات في السوق السوري الحالي بسبب “تعطش السوق”.
ولفت الشرع إلى أن السياسة في سوريا إلى الآن تقوم على حماية المنتج المحلي “نوعًا ما”، وذلك عبر رفع الرسوم على البضائع المماثلة، و بعض الأحيان “منع البضائع المماثلة” خصوصًا المواد الزراعية. ولا تزال سوريا في وقتها الحالي غير قادرة على فتح السوق لأن إنتاجها ضعيف، وبالتالي ستغرق في المواد المستوردة وسيكون هذا على حساب الإنتاج المحلي في سوريا.
وأضاف أن قانون الاستثمار الجديد عُرض على كبرى الشركات العالمية مثل “ماكنزي”، كما اطلعت عليه وزارة الاستثمار السعودية وخبراء اقتصاديون دوليون، واصفًا إياه بأنه “من بين أفضل عشرة قوانين في العالم”، معتبرًا أن التحدي المقبل يكمن في “تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع”.
وأوضح الشرع أن القطاع العقاري يمثل إحدى أكبر الفرص الاستثمارية في البلاد، نتيجة الدمار الكبير الذي شهدته المدن السورية خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن الحكومة اختارت إعادة البناء عبر الاستثمار بدلاً من الاعتماد على المساعدات الخارجية، لأن ثقافة الاعتماد على المساعدات تؤدي إلى الكسل، وستركز على الموارد البشرية المتنوعة التي تملكها سوريا في المقابل.
وهذه الموارد قادرة على تأسيس اقتصاد مستدام لسوريا، وهي أهم رأس مال لأي بناء اقتصادي، بحسب قول الشرع.
وأشار الشرع إلى أن سوريا بلد سياحي وزراعي واقتصادها متنوع، وتستطيع إطعام ما يقارب 250 إلى 300 مليون شخص، رغم تعداد سكانها الحالي البالغ نحو 25 مليون نسمة. كما تطرق إلى قطاع الطاقة، مؤكدًا وجود فائض في إنتاج النفط والغاز، إضافة إلى وجود مخزونات كبيرة من الغاز في البحر والبادية.
ونوه الشرع إلى دخول شركات كبرى في السوق السورية، حيث بلغت قيمة الاستثمارات السعودية فيها نحو سبع مليارات دولار، بالإضافة إلى استثمارات لشركات قطرية تعمل في مطار دمشق وإنتاج الطاقة، واستثمارات فرعية في قطاعات الفنادق والعقارات والمدن السكنية الجديدة.
ويعول الرئيس الرئيس السوري على “شعبه” في رهان إعادة نهضة سوريا، لأنهم عانوا خلال 14 سنة من الحرب وفقدوا الكثير، إلا أنهم “صبروا وتمسكوا بمبادئهم”، واستطاعوا الانتصار، وهو ما يجعلهم قادرين على إعادة بناء سوريا.
وعن الرؤية المستقبلية لسوريا، فإن الخطوة الأولى، بحسب الرئيس الشرع، هي عودة السوريين إلى بلادهم وإنهاء حالات اللجوء والهجرة القسرية، لتستعيد سوريا بعدها مكانتها الاقتصادية وتكون في مصاف الدول اقتصاديًا في غضون سنوات قليلة.
مشاركة الشرع في “دافوس الصحراء”
وصل الرئيس السوري، أحمد الشرع، في 28 من تشرين الأول، ضمن زيارة عمل إلى السعودية، التقى خلالها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وشارك في النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي يعرف باسم “دافوس الصحراء”، الذي تحتضنه العاصمة الرياض.وتأتي تسمية المؤتمر نسبة إلى مؤتمر “دافوس” الذي يقام في كانون الثاني من كل عام بمدينة دافوس في سويسرا، ويجمع بين نخبة من رجال الأعمال والسياسيين والأكاديميين، للتباحث بشأن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وسبل حلها.
رافق الرئيس وفد سوري رفيع المستوى يضم وزراء وخبراء وقيادات اقتصادية، توجه بعضهم منذ يومين إلى الرياض تمهيدًا للزيارة الرسمية، وأجرى الوفد هناك لقاءات مع كبار المستثمرين والشركات العالمية بهدف بناء شراكات في قطاعات البنية التحتية، والإسكان، والطاقة، والصحة، والتكنولوجيا، والصناعات المستدامة.
ويأتي المؤتمر هذا العام تحت شعار “مفتاح الازدهار”، بمشاركة أكثر من ثمانية آلاف شخصية و650 متحدثًا من مختلف دول العالم، عبر 250 جلسة حوارية تبحث في آفاق الاستثمار في الاقتصاد والتقنية، ومسارات التنمية المستقبلية.
ما “دافوس الصحراء”
مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي يوصف بأنه “دافوس في الصحراء”، نسبة إلى مؤتمر دافوس الذي يقام في مدينة دافوس بسويسرا في شهر كانون الثاني من كل عام. أطلقه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عام 2017 لجذب المستثمرين الأجانب والترويج لرؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي، والذي يعتمد بشكل كبير على النفط.يشارك في المؤتمر مستثمرون وقادة ورؤساء تنفيذيون، يمثلون عددًا من الدول من أنحاء العالم، بغرض طرح ومناقشة فرص وتوجهات الاستثمار العالمي، وتعزيز التنمية الاقتصادية ومواجهة تحدياتها.
شهدت النسخة الأولى من المؤتمر الإعلان عن إطلاق مشروع “مدينة المستقبل” (نيوم)، أحد أكبر مشاريع الرؤية، وهي منطقة اقتصادية مستقلة بقيمة مالية تتجاوز 500 مليار دولار.
مدير عام الخدمات المصرفية في بنك “ستاندرد تشارترد”، نبال نجمة، قال في منشور عبر حسابه في “فيسبوك”، إن المؤتمر يعد من أبرز المؤتمرات الاقتصادية العالمية التي تُنظمها السعودية سنويًا برعاية صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) نظرًا لمكانته وتأثيره الكبير في المشهد الاقتصادي الدولي، ولأنه منصة عالمية رائدة تجمع قادة الحكومات، وكبار المستثمرين، ورواد الأعمال، والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، بهدف استشراف مستقبل الاقتصاد العالمي واستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات.


الصفحات
سياسة








