نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الشركات حريصة على أسرارها...الدردشة العلنية على الانترنت قد تكون سبباً لفقدان الوظيفة




هامبورج -أنيت كليمبل- أساء رجل لشركته أثناء دردشته مع آخرين على موقع تويتر الالكتروني. ولم يكد هذا الرجل ينهي حديثه على الموقع حتى علم بأنه فقد وظيفته بسبب هذه الإساءة العلنية.


شاب يتصفح موقع تويتر الالكترونى للتواصل الاجتماعي
شاب يتصفح موقع تويتر الالكترونى للتواصل الاجتماعي
ولم يكن الأمر صعبا على الشركة حيث كان مسئولون من الشركة يتابعون الحديث الالكتروني أولا بأول حسبما أوضح الألماني تورستن شفارتس المتخصص في تسويق البرامج الحاسوبية المعنية بالانترنت.

حدثت هذه القصة في أمريكا ولكنها يمكن أن تتكرر قريبا في أي بلد من بلدان العالم. لم يكن رواد مواقع الدردشة العلنية على الانترنت يأبهون كثيرا حتى الآن بأسلوب الدردشة أو مضمونها "أما الآن فعليهم الانتباه"، هكذا حذر شفارتس الذي أشار إلى أن الكثير من الشركات أصبحت تحرص على أن يوقع الراغبون في العمل لديها عقودا تتضمن إقرارا بعدم التعرض لأمور العمل على مواقع التواصل العلني، وبالأخص على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وذلك لأن بعض الرسائل النصية التي ترسل إلى الموقع تنطوي على خطر ليس بقليل.

وقالت الألمانية نيكوليه زيمون المعنية بالشئون الاجتماعية المتعلقة بالانترنت والتي ألفت كتابا عن ظاهرة الدردشة العلنية على موقع تويتر:"صحيح أن ألمانيا لم تشهد حتى الآن أي حالة طرد شهيرة للموظفين من الشركات بسبب دردشتهم العلنية على الانترنت ولكنها مسألة وقت".
وأكدت زيمون أن الموظفين معرضون أكثر للانزلاق في البوح بأسرار شركاتهم عند دخولهم موقع تويتر الشهير وأشارت إلى أن إحدى الموظفات في سويسرا اضطرت إلى تنقيح بياناتها على موقع فيسبوك بعد أن أخذت إجازة مرضية بسبب إصابتها بصداع نصفي لتوضح بشكل أو بآخر أنها مريضة حقا ولا تفتعل المرض.

وفي حالة أخرى اغتاب متقدم لوظيفة رب عمله المحتمل في دردشة علنية على موقع تويتر وذلك بعد مقابلة التعارف. وعلم رب عمل السيدة التي نقحت بياناتها ورب عمل المتقدم للوظيفة بما وقع منهما. وتعلق زيمون على ذلك بالقول:"ليس من الذكاء التعرض لأسرار العمل أثناء الدردشة العلنية. الكثير من الناس لا يعلمون أن ما يقولونه أثناء تجاذب أطراف الحديث على الانترنت على مرأى ومسمع من الناس لا يصل فقط إلى أصدقائهم ومحبيهم".

ولا يمثل البوح بأسرار الشركة وعملائها على الانترنت خطرا على الموظفين وحدهم بل على الشركة نفسها وعن ذلك تقول زيمون:"إذا كان هناك بين السطور المكتوبة شيء سيئ أو مثير فإنه سرعان ما ينتشر على "ألسنة" الناس على الانترنت".

وأكدت زيمون أن احتمال وجود "ثغرة" لتسريب الأخبار ذات الشأن على موقع تويتر للتواصل المشترك أكبر من احتمال وجوده على المدونات الالكترونية لأن ما يكتب على تويتر في متناول العديد من مستخدمي الموقع.
ولفتت زيمون إلى أن موقع تويتر "يساعد على التغلب على التوتر والتردد لبساطته ولما يسببه من متعة لمستخدميه.. الألمان أصبحوا ينكرون المدونات ولا يستسيغونها في حين أنهم مازالوا يحبون تويتر".
ومما يزيد الطين بلة حسب زيمون أن معظم الشركات لا تنظم حلقات تعريفية لعامليها تحذرهم فيها من مغبة الانخراط في المواقع الالكترونية وتلزمهم بلوائح وآداب معينة عند التعامل مع الانترنت. ورأت الخبيرة الاجتماعية أن ذلك "ينذر بكوارث".

ويرى شفارتس أن تويتر قد صمم على أن يكون "آلة للدردشة" وأن ذلك ينطوي على مخاطر ولكن على فرص أيضا بالنسبة للشركات التي يمكن أن تستغل الموقع في الترويج لمنتجاتها وخدماتها حيث أن موقع تويتر يمتلك قاعدة بيانية كبيرة يمكن البحث فيها عن شركات ومنتجات أو إبداء الرأي في بعض الشركات.
أضاف شفارتس:"كانت الشركات حتى الآن تعول على الدعاية المكثفة والمستمرة لتكوين تصور إيجابي عنها أما الآن فإن أي رسالة دعائية عبر الانترنت شفافة وخاضعة للاختبار من قبل الجمهور الذي يعرف أن المنتج الجيد يشيع خبره ويتناقله الناس بسرعة وكذلك المنتج السيئ سرعان ما يتناقل الناس أنه سيء".

كما أشارت زيمون إلى أن الشركات لقنت درسا مؤلما بشكل أو بآخر مفاده بأن المستهلك يمكن أن يفضح هذه الشركات على مواقع التواصل الالكتروني إذا لم يرقه شيء من منتجاتها أو خدماتها وأضافت أن بعض خبراء الحاسوب يعكفون حاليا على تطوير برنامج يضع قائمة لتصنيف الشركات الأكثر تعرضا لانتقادات جمهور تويتر أو الشركات التي تحظى أكثر بإشادة جمهور تويتر.
ونصحت شفارتس بتطوير برنامج موحد لصالح المنظمات العاملة في مجال حماية المستهلك يقوم بالبحث الدائم عن أسماء شركات ذات سمعة سيئة على المواقع الالكترونية ثم التدخل بأي صيغة لإثناء هذه الشركات عن سلوكياتها التي تتسبب في شكوى الجمهور.

كما دعت شفارتس المسئولين في الشركات لتخصيص من يرد على شكاوى المنتقدين على الانترنت وتعليقاتهم الخاصة بالشركات من خلال هذا البرنامج الذي ينتقي أسماء الشركات المتعرضة للانتقادات وذلك بدلا من المعمول به حتى الآن والذي يتمثل في توجيه رسائل موحدة لكل المشتكين.
وأقرت شفارتس بأن عدد الاستفسارات والشكاوى من الشركات في تزايد مستمر مما يقتضي جهدا مضنيا لمواكبة هذه الشكاوى وقالت إن هناك خطرا آخر وراء التواصل مع الجمهور بشكل فردي حيث أن بعض الشركات تتطفل على المستهلكين برسائل دعائية الكترونية مستمرة ومتطفلة.

وأكدت شفارتس أن بعض الشركات فضلت التغاضي عن كل ما يتعلق بموقع تويتر وعدم التجاوب مع ما يتعرض له رواد الموقع وقالت إن هذا ليس حلا وإن الموقع ينتشر بسرعة هائلة وله تأثير بالغ وأن السؤال لم يعد:"أنتعامل مع تويتر أم نتجاهله؟ ولكن:كيف نتعامل معه بالشكل الأمثل؟".
وأشارت شفارتس إلى أن الكثير من الشركات تنفق أموالا هائلة على مواقعها الالكترونية وأن الكثير من هذه المواقع لم يحقق المرجو من ورائه "أما موقع تويتر فهو شيء مختلف تماما، بل إني أعتبره ثورة"

أنيت كليمبل
الاثنين 27 يوليوز 2009