تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


الفنانة المغرمة بتحطيم " التابوهات " ميترا فرحاني تواصل مقارعة المحرمات بانتظار محاكمتها




نانت - هدى ابراهيم - خصص مهرجان القارات الثلاث السينمائي على هامش دورته ال 31 التي تختتم فعالياتها الثلاثاء في نانت بشمال فرنسا معرضا خاصا بميترا فرحاني الفنانة الايرانية الشابة التي تحظى بمكانة فنية رفيعة في فرنسا والغرب نظرا لجرأتها وتطرقها لمواضيع تعتبر من المحرمات في المجتمع الايراني.


الفنانة الايرانية ميترا فرحاني
الفنانة الايرانية ميترا فرحاني
وهذه الفنانة المولودة عام 1975 كانت محور معرض خاص في "ليو يونيك" (المكان الفريد) في نانت تحت عنوان "صور متعددة". وكان اطلق سراحها بكفالة بعد ان قضت اسبوعين في سجن "ايوين" في طهران الذي اقتيدت اليه عند عودتها في 27 حزيران/يونيو بعد صدور مذكرة توقيف بحقها بسبب اعمالها الفنية التي تعتبرها السلطات الايرانية مسيئة للتقاليد والاعراف في ايران.

وقالت ميترا فرحاني داخل المعرض انها ستعود قريبا جدا الى ايران لتشهد محاكمتها بعد ان دفعت كفالة للخروج من السجن واستجوبت لفترة على نحو يومي.

واوضحت "الامر في غاية السوريالية. حين عدت الى ايران احتجزت في المطار ليلة نمت خلالها على الارض وفي الثالثة صباحا جاءتني الشرطية، قدمت لي كوبا من الشاي، سالتني عن الرجال في فرنسا وهل هم افضل منهم في ايران". وعبرت عن استغرابها لتطرق الشرطية الى مواضيع جنسية "فيما انا اعتقلت بسبب تناولي لمواضيع الجنس في افلامي ورسوماتي" كما قالت.

لكن استغرابها سرعان ما يتحول الى لامبالاة: "حين جاء ثمانية رجال واقتادوني الى سجن ايوين في طهران بدا لي الامر كله وكانه فصل من مسرحية كنت مستعدة لها لاني كنت على علم مسبق بامر ايقافي" تضيف المخرجة.
اما بخصوص عملها الذي يتطرق دائما للممنوع ويلامس المحرمات ويمزج بين حكايات ايروتيكية وقصص الواقع فتقول: "عرض الواقعي ممنوع في ايران فالمجتمع متزمت ظاهرا اما في المساحة الحميمة فهو مجتمع متفلت".

وتسعى ميترا فرحاني حاليا لايجاد تمويل مادي للسيناريو الاول الذي انجزته بعنوان "الديك" والذي يتطرق لموضوعات اجتماعية لا تبتعد عن الجنس الذي يشكل محورا قائما في كل اعمالها الفنية. وقالت "ساصور الفيلم في الخارج لاني احتاج الى مساحة من الحرية لا تتوفر لي في ايران وان كان ذلك سيحرمني من المناظر الخارجية والجو الايراني".

كما تعمل على تصوير فيلم وثائقي يتناول موضوعا حساسا آخر ويتصل بالحرب العراقية - الايرانية حيث عمدت زوجات مساجين لم يكونوا على سجلات الصليب الاحمر واعتقدت عائلاتهم انهم توفوا الى الزواج في حالات عديدة من اخ الزوج المختفي.

غير ان عددا كبيرا من هؤلاء عاد بعد غياب سنوات طويلة الى بلده ليجد ان زوجته باتت زوجة لاخيه. هذه الدراما العائلية هي ما تسعى المخرجة لتصويره في شريط وثائقي تقول عنه "ابحث عن شهادات لاشخاص عاشوا هذه التجربة، لكن حتى حين اردت الابتعاد عن التابوهات وجدت ان الموضوع يزعج كثيرا ونصحت بالابتعاد عنه".

وتقول ضاحكة بسخرية:"كنت اعتقد انه موضوع عاقل وبديهي نسبة لما نفذته في السابق لكني اكتشفت سريعا انه من الصعب جدا العمل على هذا الموضوع ولا زلت ابحث عن شهادات. كثير من العائلات لا يرغب بفتح الموضوع."
وتكشف الفنانة ان السلطات الايرانية صادرت لها اشرطة صورت فيها ممثلا شعبيا مشهورا في ايران انجز قبل الثورة الكثير من الافلام الشعبية ويحن الى مرحلته الايرانيون في حين ان ناصر ملك مطيعي "ممنوع من الصورة" وكانت تود انجاز شريط تسجيلي عنه.

وتعرض ميترا فرحاني في نانت صورا ورسوما لرجال عراة او هم في حالة استمناء او غارقين تحت مياه الحمام في اعمال تكتسب قوتها من تعبيرها عن حالة الاختناق والمنع.

كما يعرض لها 3 افلام وثائقية هي: "مجرد امرأة" (2001) اول اعمالها الوثائقية الذي كان عرض في مهرجان برلين وبعده في عدد من المهرجانات الدولية ليجلب لمخرجته شهرة عالمية وهو يتناول موضوع وحياة سنبل التي اجرت عملية تحويل جنسي ويصورها في فترة التحول كما يرصد طبيعة حياتها الجنسية في طهران حيث تعمد الى بيع جسدها.

عام 2002 صورت فرحاني التي تقيم في باريس منذ العام 1998 فيلمها الثاني "تابوهات" في طهران وتناولت فيه الحياة الجنسية للايرانيات الشابات وايضا الشباب كما تطرقت لموضوع عذرية المرأة وزواج المتعة. وعملت على هذا الفيلم نحو سنتين حيث اجرت مقابلات مع معنيين بينهم رجال دين.
وانجزت المخرجة عام 2006 فيلما وثائقيا عن الرسامة الايرانية الشهيرة بهجت صدر التي رحلت الصيف الماضي.

وفي تعليق لها على المستجدات الايرانية ترى فرحاني ان ما يحدث حاليا في ايران هو بمثابة "عبور من مرحلة الى مرحلة فنحن دخلنا في مرحلة جديدة لم نشهدها منذ الثورة. عشنا شيئا مشتركا كبيرا وكانت ثورة الشعب نابعة منه ومن احباطاته. الامر كان تعبيرا هاما عما يحس به الشعب بعد 30 سنة على الثورة بعيدا عن النظريات او الثيولوجيا".

ا ف ب
الاثنين 30 نوفمبر 2009