
ليبيون يهددون باحراق النفط والمرتزقة
القبائل الليبية تهدد بحرق النفط والمرتزقة الأفارقة
على بعد خمسين كيلومترا عن الحدود التونسية
طرابلس يا حفرة الدم .. جنزور هاك الاماره.. بشر الزاوية بالهم.. جاك الخلا يا زواره.. تعمر بن قردان وتكثر فيها العنب والدوالي .. تخلى بن قردان كيما كانت خالية، كلمات قالها أولاياء الله الصالحين يعيشها اليوم أهالي ليبيا وبن قردان...
الحاج الكوني بوشناق أحد حكماء مدينة بن قردان الحدودية قال "للهدهد الدولية" :"نحن نرى نهاية معمر قريبة جدا هذا الرجل عنده مشروع فريد وهو القتل، معمر الآن بصدد حرق ليبيا وقتل الشعب، لكن بعد أيام سيقتل المقربين منه ثم أبنائه سيف والمعتصم ومحمد وسيف والساعدي وهانيبال لتستقر رصاصته الأخيرة في رأسه هو".
أهالي بن قردان تجندوا لاستقبال الهاربين من الموت، فتحوا بيوتهم وتبرعوا بالمال والأكل والشرب والأغطية، لكن أمام توافد الآلاف ضاقت الفنادق والبيوت، فتولت اللجان الثورية التونسية ببنقردان والجيش الوطني والحماية المدنية والهلال الأحمر التونسي والكشافة التونسية وعدد لا يحصى من المتطوعين نصب الخيام للقادمين أمام بوابة رأس جدير النقطة الحدودية مع ليبيا.
طبيب بالوحدة الصحية أكد للهدهد أنهم لم يستقبلوا جرحى ليبيين أو مصابين بالرصاص مؤكدا أن الذين دخلوا المخيم الصحي جميعهم تونسيون ويعانون من حالات نفسية فقط.
غير أن "الهدهد" كانت شاهدة على دخول ثلاث حالات مصابة بالرصاص مساء الأربعاء 24 فبراير، اثنين كانت تنقلهما سيارات عادية فيما كانت سيارة إسعاف ليبية مجهزة تنقل مصابا ثالثا.
وقد اعترضنا سبيلها في محاولة لاستجواب السائق والطبيب المرافق، إلا أنهما رفضا بشدة، وبالتحري حول سيارة الإسعاف تبين لنا أن مشادة كلامية تمت بين نقابي تونسي ورجل بوليس باللباس المدني وعون الأمن المسئول عن ختم الجوازات، وقد تأكدنا أن المصاب شخصية معروفة وإلا لما تم إسعافه في الوقت الذي أكد لنا مواطن ليبي رفض ذكر اسمه وقد كان ملثما دخول الكتائب الى مستشفى الجلاء بطرابلس وقتل الجرحى والأطباء ورميهم بالبحر .
مواطن ليبي أخر دخل البوابة مع زوجته وأطفاله بسيارته وصف ما يحدث في طرابلس بالمحرقة وأن الدماء تسيل من الأطفال المصابين والتبرع بالدم ممنوع، أما بنغازي فوصفها بالإبادة الشاملة .
اعترضت الحاجة رقية عمار عبابدية وهي سيدة على أعتاب الثمانين كانت بحاجة لمن يسند جسدها المتداعي، مسكتني وهي ترتعش خوفا وبردا ومرضا :"يا ابنتي هربت من الجحيم خفت أن أموت، إنني أقيم في طرابلس منذ خمسين سنة، فقدت زوجي وأولادي وشهدت الغارة في 1986 ولكني لم أشاهد ما يحدث الآن في طرابلس، لم أنم منذ أربعة أيام لم أكن أسمع غير الرصاص، طق طق طق ثم وع وع وع...".
مجموعة من خمسة شبان تونسيين قادمين من صبراطة أكدوا أنهم لم يروا قتلى ولم تقابلهم مظاهرات في طريقهم عدا المؤيدة للقذافي، لكنهم وصفوا معاناتهم حيث تم احتجازهم في مصنع مدة أربعة أيام دون أكل، إلى أن حضر صاحب المكان وسلمهم أجرة النقل وجوازات سفرهم ليعودوا بالثياب التي على ظهورهم.
كان الطقس شديد البرودة بمنطقة رأس جدير لكن العرق كان يتصبب من جبين طارق الشايب أصيل مدينة قابس العائد مع زوجته وأطفاله من طرابلس والمثير في الأمر أن طارق جار للواء الخويلدي الحميدي في سكنه بالطريق الساحلي. وقد ارتمى طارق على كرسي بالمستشفى الهلال الأحمر فور وصوله من شدة الإرهاق وكان صوته يخرج بصعوبة قال : "مخزن الأسلحة وراء بيتي والخويلدي الحميدي يسكن مقابل منزلي ولكم تصور باقي المشهد، كل ساعة يحضر فوج لتحميل الأسلحة كتائب وعقداء وأعضاء اللجان الثورية بالمناسبة اللجان الثورية هم الحاكمون الفعليون".
وقال طارق الشايب مشيرا بإصبعه إنهم هناك :"انتبهوا وبلغوا هذا للجيش التونسي، المرتزقة الأفارقة يقيمون بمصفاة مليتة 50 كيلومتر من هنا ؟؟".
وعن قراره مغادرة ليبيا ذكر طارق أن شخصية ليبية معروفة تربطه بها علاقة وطيدة أخرجه بمعجزة من بيته واستضافه في مزرعته بإحدى ضواحي طرابلس لكن طارق خاف على زوجته وأطفاله فانتقل للإقامة مع عائلة مصرية بطرابلس العاصمة لكنه لم يحتمل الوضع فقرر الخروج والعودة إلى تونس.
عضو حزب الاختلاف عمر محمد العصادي الشبلي المحمودي حفيد المجاهد غومة المحمودي أول من أشعل وقاد الثورة ضد الاستعمار العثماني، صرح للهدهد الدولية : "الجهاد ضد الطليان كان بقيادة جدي سوف المحمودي، والقذافي يعلم جيدا ويعي تمام الوعي حين تتحرك قبيلة المحاميد في الغرب وقبيلة الورفلة في الوسط والمهاري أحفاد عمر المختار، أية حكومة في ليبيا تسقط لا محالة، اليوم كل القبائل توحدت وما على معمر إلا الاستعداد".
ويصف حفيد المحمودي :"نحن حزب منظم وثورتنا منظمة ليست لدينا طموحات سياسية طلبنا الوحيد هو الحرية، ومستعدين للتصعيد الذي يمارسه القذافي وأبناءه سنحرق أنابيب النفط، والغاز، نحن من يسيطر على المنطقة الغربية نعلم منابعه ومصباته والى أين تمتد الأنابيب، السواعد الليبية الحرة ستمزقها في دقائق، وإذا كانت الدول الأوروبية صامتة أمام المجازر وحمام الدم فليعلموا ان النفط بيد الشعب الليبي وليس معمر القذافي".
وحول ما تناولته وسائل الإعلام الليبية من أن القاعدة أقامت إمارة إسلامية بمدينة درنة قال عمر المحمودي : "على العالم معرفة أن الشعب الليبي شعب حر دينه وعقيدته الإسلام، والإسلام ليس إرهابا مثل ما يروج سيف الإرهاب لعين القذافي بهذه الاسطوانة المشروخة، الشعوب العربية المتحررة في تونس ومصر وإن شاء الله ليبيا وكل الدول العربية ستلقن الغرب درسا عن الإسلام الحقيقي" .
هذا وقد استقبلت بوابة رأس جدير ما يفوق الثلاث مائة مصري كما استقبلت رعايا يابانيين ومئات الأتراك وقد خير المصريون المقيمون بطرابلس والمدن المجاورة لها مثل الخمس وصبراطة والزاوية المرور عبر البوابة التونسية خوفا من قطاع الطرق وطول المسافة الفاصلة بين طرابلس والسلوم البالغة ألف كيلومترا فيما تفصل المسافة بين طرابلس وبنقردان التونسية مائتي كيلو فقط.
وقد أبدى المصريون استياءهم الشديد من القنصلية المصرية بطرابلس وتأملوا أن تتحرك السفارة المصرية بتونس لتسهيل مهمة سفرهم إلى بلدهم خلال القادمة.
البلطجية الليبية كانوا حاضرين على الطريق الرابطة بين رأس جدير وطرابلس وقد تعرض العديد من الشبان إلى عمليات قرصنة، وتم الاستيلاء على المتاع البسيط الذي بحوزتهم ودخلوا البوابة رافعين جوازاتهم هاتفين "تحيا تونس".
أما رواية جمال سالمي وحبيب عياد فقد كانت مختلفة حيث ذكرا للهدهد أن أعوان شرطة هم من اخذوا منهما نقودهم وهواتفهم النقالة ثم طلبوا منهما الانطباع على الأرض مدة طويلة .
وقال الهادي القاسمي أنه فقد شقيقه خميس القاسمي في مدينة بنغازي ولم يتمكن من الاتصال بع بعد قطع الهاتف والانترنت فعاد لتونس مع ابن عمه المنجي القاسمي ... وتتواصل القصص الكثيرة والمتنوعة والمؤلمة