وأوضح البيان، الذي صيغ بلغة اجتماعية حادة، أن العائلة تتبرأ من أي إساءة أو خطاب أو سلوك صدر عن معضاد خير بحق أي شخص أو جهة، وأكد التزامها المطلق بموقف الجبل وأهله، مع تأييدها الصريح لموقف الشيخ حكمت الهجري، واستنكارها لأي إساءة طالت الشيخ أو طائفة الموحدين الدروز، معتبرة أن أي خروج عن هذا الاصطفاف يُعد خيانة تستوجب المساءلة.
كما أعلن البيان مقاطعة العائلة الكاملة لأي شخص يتواصل مع معضاد خير أو يسعى لتسهيل أموره أو مساعدته، محذرًا من أن مثل هذا السلوك سيُواجه بالمحاسبة، في حين أشار إلى أن معضاد يقيم خارج البلاد منذ مدة طويلة، وأن العائلة حاولت إعادته إلى “جادة الصواب” دون جدوى، قبل أن تختم بالتأكيد على مبدأ تحميل المسؤولية للفرد دون العائلة.
وأتى هذا البيان، في سياق بالغ الحساسية، مرتبط بالتحولات الحادة في موقف معضاد خير نفسه، الذي كان منذ أحداث السويداء في تموز الماضي واحدًا من أبرز الأصوات الإعلامية الداعمة لمليشيات الهجري، حيث لمع اسمه على منصات التواصل الاجتماعي بوصفه “بطلاً قوميًا” في نظر تلك المجموعات، ودافع عنها بكل السبل، وهاجم الجيش السوري والدولة السورية والشعب السوري، ووجّه اتهامات بالإرهاب وارتكاب مجازر، منسجمًا بالكامل مع خطاب الهجري ومطالبه التصعيدية، بما في ذلك الدعوة إلى الانفصال.
وخلال تلك المرحلة، كان معضاد يقيم في دولة الإمارات، غير أن نشاطه السياسي العلني، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة، اصطدم بالقوانين المحلية التي تحظر أي نشاط سياسي على أراضيها، ما أدى إلى إلغاء إقامته، واضطراره لمغادرة البلاد والتوجه إلى لبنان، حيث واصل من هناك هجومه على الدولة السورية والشعب السوري، واستمر في الدفاع عن الهجري ومليشياته بالحدة ذاتها.
وفي لبنان، دخل معضاد خير في أزمة قانونية معقدة، بعد رفع دعاوى ضده من قبل شخصيات غير معروفة، بتهم لم يُكشف عنها، إلا أن محيطه كان يتحدث عن تهديد حقيقي بالسجن أو الترحيل إلى سوريا. وفي محاولة للخروج من هذا المأزق، تواصل مع قادة مليشيات الهجري الذين كان حتى وقت قريب من أشد المدافعين عنهم، ومن بينهم ماهر شرف الدين، طالبًا الدعم والمساندة.
غير أن الرد، بحسب ما نُقل، جاء صادمًا له، إذ تنصلت تلك القيادات من قضيته بشكل كامل، وأبلغته بعدم قدرتها على مساعدته، مقدمة له ما وُصفت بحلول شكلية وساذجة، تمثلت في اقتراح فبركة صور باستخدام الذكاء الاصطناعي تُظهره وكأنه غادر لبنان ووصل إلى أوروبا أو بلغاريا أو حتى روسيا، ثم الاختفاء عن الأنظار لفترة، في محاولة للتغطية على أزمته دون أي تدخل فعلي.


الصفحات
سياسة









