نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


بدء موسم جنى الكمأ... الوجبة الرئيسية في معظم أنحاء العراق




تكريت(العراق) -"كأن السماء أمطرت كمأً" قالها رجل وسط زحام السيارات والمتسوقين الذين اتخذوا من رصيف شارع الأربعين وسط تكريت/170 كلم شمال بغداد/ مكاناً لعرض كميات هائلة من الكمأ بالقرب من المسجد الكبير الذي مازال يحمل اسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
في السوق اختلطت صيحات البائعين مع أصوات المتسوقين بأحاديث عن الكمأ وأنواعه وأماكن جنيه وأسعاره حسب الحجم والنوع ووقت الجني.
والكمأ نبات فطري ينمو في بعض دول الشرق الأوسط ومنها العراق ويكثر خاصة في المحافظات الغربية التى لها امتدادات في الصحراء، بداية شهر شباط/فبراير من السنة التي ينمو فيها ويتكاثر بعد ازدياد ساعات النهار المشمسة وبدء درجات الحرارة بالارتفاع النسبي.


 
يقول الدكتور علي حمزة أستاذ الفطريات بكلية العلوم بجامعة تكريت لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.ا) أن" الكمأ ينتمي لعائلة الفطريات وينمو في الصحراء بعد سقوط الامطار الغزيرة المصحوبة بالبرق الذي يركز النيتروجين في التربة ويؤدي إلى توفر الظروف الملائمة لنمو السبورات الموجودة في التربة اصلاً".
ويضيف أن" هناك نوعين من الكمأ وهما الأحمر ويسمى الحراق أو الجبو، أو الأبيض ويسمى شيوخ الكمأ، أو الزبيدي ويصل وزنه في أحسن الاحول إلى 250 جراما، وهناك حالات نادرة يصل فيها الكمأ إلى أكثر من كيلو جرام للكمأة الوحدة ويعطي حوالي 200 سعرة حرارية لكل ربع كيلوجرام مع هيدروكروبوهيدرات وبعض المعادن الأخرى ويشكل الوجبة اليومية الرئيسة في معظم انحاء العراق لاسيما التي يكثر نموه فيها ومنها محافظة صلاح الدين".
ينمو الكمأ في مختلف مناطق محافظة صلاح الدين ويتركز في المناطق الصحراوية منها والتي لم تحرث نهائياً، وينمو بالقرب من بعض النباتات وتكون الكمأ أكبر إذا نمت بالقرب من نبات الشيح.
في سوق الكمأ الرئيس في تكريت يأتي المواطنون لعرض ما جنوه من الكمأ لبيعه إما مباشرة إلى المواطنين أو إلى وسطاء من التجار يقومون بإعادة بيعه للمواطنين بعد فرض أرباح مناسبه عليه.
يوضح يعرب محمود التكريتي وهو بائع وسيط أن "أسعار الكمأ شهدت انخفاضاً كبيراً بسبب كثرة المعروض؛ حيث أنخفض سعر الكيلوجرام من 40 الف دينار في بداية الموسم أي ما يعادل 30 دولارا إلى أقل من 7 الاف دينار (5دولارات) للنوعية الممتازة الحمراء والكبيرة بينما تباع الأنواع الأخرى الأقل وزناً بأسعار متدنية جداً لا تزيد احياناً عن 3 الاف دينار".
العوائل في محافظة صلاح الدين اتخذت من موسم نمو الكمأ والأجواء الربيعية الممتازة مناسبة للسفرات والنزهات المقترنة بالبحث عن الكمأ لتحقيق فائدتين وهي الراحة النفسية والحصول على الكمأ.
يقول باسم عبيد " أكون في قمة الراحة حينما أبحث عن الكمأ " إذ يبقى الفكر مشغولاً بالبحث عن الشقوق التي ينمو فيها الكمأ في الأرض وأكون في غاية الفرح حينما أعثر عليه فأنسى كل شيء وأرتاح نفسياً".
الموسم الحالي في محافظة صلاح الدين خاصة والعراق عامة يعد موسما نوعياً لم يسبق له مثيل.
ويذكر الحاج صالح حسين/82 عاماً/ أنه" لم يصادفه في عمره ولم يسمع عن موسم توفر فيه الكمأ والأجواء الممطرة والربيعية مثل هذا العام الذي يعد موسماً متميزاً ونادر الحدوث".
لم يخلُ الموسم الحالي للكمأ من الحوادث المميتة خاصة في الأماكن القريبة من تواجد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) في المناطق المحاذية لمحافظة الانبار وقرب جبال مكحول وحمرين؛ حيث ذهب ضحية موسم جني الكمأ لهذا العام نحو 12 شخصاً من ثلاث عوائل بينهم ثلاثة أشقاء اختطفتهم عناصر من تنظيم داعش في جبال مكحول وأعدمتهم على الفور فيما قتل الباقون بعبوات ناسفة من مخلفات داعش.
من جانبه حذر العميد عدنان العبد مدير شرطة قضاء العلم شرقي تكريت المواطنين من الاقتراب من المناطق الخطرة في جبال حمرين لأنها تضم حقول ألغام عشوائية وأغلبها لم يتم رفعها، والكثير منها مجهولة الأماكن، داعياً المواطنين إلى الالتزام بتوجيهات الدوائر الأمنية الحريصة على حياتهم.
ويجازف بعض المواطنين بالذهاب إلى مناطق خطرة بحثاً عن الكمأ لتوفره بكميات كبيرة لأنها عصية على الوصول إليها من قبل معظم المواطنين الذين يريدون الحفاظ على حياتهم وحياة أطفالهم.

د ب ا
الاربعاء 27 فبراير 2019