نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


بعيدا عن أوجاع الحرب... مبادرة شبابية تبرز للعالم جمال اليمن




صنعاء - بعيدا عن أوجاع الحرب وآلام الصراع، وخلافا للعديد من الأخبار المأساوية المتوالية في اليمن، ظهرت مبادرة شبابية فريدة ذات مضمون جمالي مميز، هدفت إلى تعريف العالم بجمال اليمن وتراثه وحضارته وإبراز كل الجماليات التي تزدهر بها البلاد التي تعاني من نزاع مستمر للعام السادس على التوالي خلف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على الأرض.


 

"كذا كان اليمن" باللهجة المحلية أو( هكذا كان اليمن)، مبادرة ظهرت مؤخرا أطلقها شباب أصروا على إظهار بلادهم بمظهر آخر، يختلف عما يعرض في العديد من الوسائل الإعلامية المحلية والدولية التي اكتظت بأخبار الدمار والبؤس والجوع والقصص السلبية.

وتعد هذه المبادرة منصة فنية تهدف إلى تصحيح الصورة النمطية عن اليمن، وإلى تكوين قاعدة بيانات كبيرة تكون بمثابة المرجع لتوثيق قصص الناس والأماكن التاريخية غير المشهورة ، والموروث الثقافي القديم، لتكون في متناول يد الجمهور العربي والأجنبي، كما يقول رئيس المبادرة الشاب " أحمد الهجري".

يحكي الهجري بفخر لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ).عن مبادرته التي قال إن بدايتها كانت عن طريق إنتاجه فيلما قصيرا عن اليمن، تم بثه في مهرجان بجامعته في ماليزيا حيث حظي باهتمام وردود أفعال مميزة من قبل الجمهور الذين تأثروا كثيرا بمضمونه، فيما بكى البعض متأثرين من مشاهده.

ويوضح الهجري قائلا: "الفيلم كان يتحدث عن الجانب الجميل من تاريخنا اليمني بأسلوب قصصي لطيف"، مشيرا إلى أن ذلك كان النواة والبذرة الأولى في عمل شيء لا يزيد على فيلم قصير.

كانت الأفكار المطروحة حينها كثيرة بهدف خلق مشروع جمالي يخدم اليمن؛ لكن في الأخير كان القرار بإقامة منصة متخصصة في أرشفة التاريخ والموروث اليمني القديم التي تمثلت بمبادرة" كذا كان اليمن"، حسب الهجري.

والشاب الهجري يقيم حاليا في كوالا لمبور، وهو صانع أفلام ومصور، ويدرس الإعلام الإلكتروني في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.

يواصل الشاب اليمني سرد قصة تأسيس المبادرة بأنه مطلع العام 2019 أطلق نداء في موقع التواصل الاجتماعي انستجرام على حسابه الشخصي للعمل تحت مشروع تطوعي لتوثيق التاريخ والحياة الثقافية في اليمن.

كان هذا النداء لافتا وأتى أكله، حيث تفاعل معه مجموعة من الشباب من عدة دول، وتم اختيار بعضهم بناء على مبدأ الكفاءة، هكذا بين الهجري الذي زاد بالقول: "إن طاقم هذه المبادرة مكون من 15 شخصا متنوعين في عدة بلدان منها اليمن وماليزيا وهولندا والإمارات وقطر ومصر، وقسمت المهام على عدة فرق هي" فريق المصادر وفريق الكتابة وفريق الترجمة وفريق المونتاج والتصميم والرسم"، وكلها تعمل من أجل الهدف الشامل لهذه المبادرة الرامية إلى تعريف اليمن بجمالياته".

يشكو الهجري من الصورة النمطية الخاطئة عن اليمن، التي انتشرت بسبب ظروف الحرب، ويشير إلى أن معظم محركات البحث تتضافر لتشكل صورة سلبية عن البلاد، فيما الحال نفسه يكون في المجالس الاجتماعية.

يستدرك الهجري:" لكن نعتقد أن هناك الكثير من الجمال الذي نستطيع مشاركته مع الآخرين؛ فليس الهدف المكوث في الماضي، بل الاستبصار به ليعيننا على بناء الحاضر للارتقاء من أجل المستقبل".

ويضيف الهجري لـ ( د. ب . أ) أن لهذه المبادرة عدة أحلام حيث تسعى إلى الوصول لأوسع نطاق ممكن من الجمهور، وذلك باعتماد اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى نشر ثقافة الفن والاطلاع على الموروث الشعبي القديم.

وبقول الهجري أيضا أن المبادرة اتخذت عدة وسائل لتحقيق أهدافها الجمالية، كمواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت وموقعها الإلكتروني، إضافة إلى المعارض التي تقيمها بين وقت وآخر.

وحول الدافع الأكبر لقيامهم بإنشاء هذه المبادرة يقول الهجري:" الناس في فترة الحرب محتاجة لأي رسالة أو أي بصيص أمل للتمسك به... ماضي اليمن كان في طياته الكثير من القصص الملهمة لنا كيمنيين وغير يمنيين... لنا تاريخنا وموروثنا غني وغني جداً، فالناس في الفترة الحالية غالباً تكون محتاجة لشيء يخاطبها ويلامسها بشكل أو بآخر".

و يتابع الهجري:" الحرب ماهي إلا ضيف ثقيل حل علينا، لدينا شعراء وفنانون وأسماء برزت في عده مجالات، الكثير يجهل أي شىء عنها، فالدافع الكبير لنا هي رسالة للاستبصار في الماضي وأخذ الفائدة من الزمن الذهبي لإكمال السير على نفس النهج الفني والأدبي والثقافي الذي كان عليه اليمن في ذلك الوقت.

وحول مدى نجاح وتأثير هذه المبادرة على الجمهور يشرح الهجري :" هناك الكثير من الأشخاص، خصوصا غير اليمنيين، أو اليمنيين المولودين في الخارج الذين لا يعرفون بلادهم كثيرا، تصل منهم رسائل يحكون فيها عن كيف أفادتهم منصة المبادرة، وأنهم عرفوا عن اليمن أشياء جمالية ومهمة لم يكونوا على معرفة منها، وهو الأمر الذي حببهم كثيرا بالبلد".

ولفت إلى أنه وصلته وفريقه رسائل من بعض الجمهور بأنه كان لديهم أفكار خاطئة ومغلوطة عن اليمن، وقد صححت هذه المبادرة مثل تلك المفاهيم السلبية.

ويؤكد الهجري أنه وأعضاء مبادرته حاولوا خلال الفترة الماضية، استهداف أكبر شريحة من الناس من خلال اعتماد اللغتين العربية والإنجليزية، بمفاهيم مبسطة تصل للناس بسهولة بحيث تلامس القصص قلوبهم باختلاف توجهاتهم وأعراقهم.

وإضافة إلى الأفلام ومنصات مواقع التواصل، تعمل المبادرة، وفق الهجري، على إنتاج القصص بشكل مبسط، إضافة إلى كتابة مقالات متخصصة عن اليمن، إضافة إلى عمل المعارض الفنية والثقافية.

وقال أن أول معرض رسم للمبادرة أقيم بالعاصمة صنعاء في أب/اغسطس من العام الماضي، وقبلها كانت هناك مشاركات في ماليزيا ضمن فعاليات ثقافية وفنية، فيما تعمل المبادرة حالياً على إقامة معرضين فنيين الأول في ماليزيا والثاني في قطر.

وحول الطموحات التي يسعى لها في مجال تطوير المبادرة يقول الهجري :" نأمل أن نكون بمثابة أرشيف ومرجع لكل القصص التاريخية وجمعها في مكان واحد، بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من الأفلام والكتب المهتمة بالتاريخ والفن اليمني القديم".

ويعبر الهجري عن أمله بأن تحصل المبادرة على دعم خلال الفترة المقبلة، كي تساعد الفريق على الاستمرارية، حيث هناك أفكار كثيرة يرغبون بتنفيذها، غير أنه يعيقهم الدعم المالي الكفيل بإنجاز تلك الأفكار.

ويعبر الناشط اليمني عن أمله بأن تصل فكرة المبادرة لأكبر شريحة من الناس، وأن يعود الفن والثقافة للساحة من جديد.

وفي رسالته لليمنيين والجمهور الخارجي أفاد الهجري قائلا:" في بلادنا الكثير من الجماليات والصفات التي تميزنا عن غيرنا... لدينا من الشعراء والفنانين والشخصيات التي أحدثت تغييرا كبيرا مثل الشعراء والأدباء أبو بكر المحضار وعبدالله البردوني وبدوي زبير وغيرهم الكثير، والحرب ماهي إلا ضيف ثقيل علينا أفسد هذه الصورة، لكن يظل هناك إرث كبير يمكننا أن نحافظ عليه".

د ب ا
الثلاثاء 10 مارس 2020