بورتريه مغربي...الملك محمد السادس وعائلته بين التقاليد والتحديث والاصلاح

ووافق العاهل المغربي الذي ولد في آب/اغسطس 1963، على التخلي عن بعض من صلاحياته لرئيس الوزراء الذي منح سلطات اكبر في مشروع الدستور الجديد الذي سيعرض على استفتاء شعبي في الاول من تموز/يوليو.

وتولى محمد السادس عرش بلاده وعمره 35 عاما، في 23 تموز/يوليو 1999، اثر وفاة والده الذي حكم المغرب بلا منازع لاكثر من 38 عاما.

وجمع العاهل المغربي حتى الان بين سلطات راس الدولة والقائد الاعلى للجيش و"امير المؤمنين" وهو لقب يجعل منه الحكم في شؤون الدين ومنحه سلطة الدعوة الى اسلام متسامح.

ومنذ توليه الحكم اعرب الملك محمد السادس الحائز شهادة عليا في الحقوق والعلوم السياسية، عن استعداده لتنفيذ اصلاحات في المملكة المغربية التي يحتل فيها الدين والتقاليد مكانة هامة.

وسعى محمد السادس سليل الاسرة العلوية التي تحكم المغرب منذ القرن السابع عشر، الى تكريس صورة ملك عصري مصمم على تقليص الحيف الاجتماعي في بلد تتباعد فيه المسافة بين الطبقات.

وجسد هذه الرغبة في 21 آذار/مارس 2002 بزواجه من فتاة من الطبقة الوسطى، سلمى البناني، كما قطع مع التكتم الذي كان يطبع الحياة الخاصة للقصر الملكي. وظهرت للا سلمى مثلا وهي تشارك في فعاليات اجتماعية وهو دور جديد لزوجة ملك.

وبدأ العاهل المغربي اصلاحات كان اهمها في 2004 من خلال تبني "مدونة الاسرة" التي منحت للنساء حقوقا قريبة من حقوق الرجال، وجعلت تعدد الزوجات اشد صعوبة، وارسى اجراءات قضائية تمنع نظريا الطلاق.

واصطدم حينها بمعارضة اسلاميين متشددين غير انه احتفظ بدعم الشعب (32 مليون نسمة) الذي طالب بسرعة اكبر في الاصلاحات.

وكثف محمد السادس المبادرات واصبح لا يكاد يمر يوم دون ان تنشر الصحف الرسمية صور الملك في اتصال مع الجماهير او يدشن مساكن او مستشفى في منطقة نائية من المملكة.

غير ان التقدم المأمول بدا بطيئا، خصوصا في مجال التعليم حيث بقي اكثر من 40 بالمئة من السكان يعانون من الامية، وايضا في مجال الصحة.

ولا يزال قيد الدرس وعد باصلاح النظام القضائي طالبت به منظمات غير حكومية نددت بنقص استقلالية القضاء وفساد النظام القضائي. كما ان الاصلاحات السياسية لا تزال تنتظر.

وفي مجال حرية التعبير وبعد ليونة سنوات الحكم الاولى، تدهور الوضع بالنسبة للصحافة المستقلة التي اصبحت تتعرض لضغوط قضائية واقتصادية.

وظلت بعض المواضيع من المحرمات مثل الملكية والاسلام والوحدة الترابية اي الصحراء الغربية التي ضمها المغرب في 1975.

وفي بداية العام بدأت حركة احتجاجات شعبية وولدت "حركة 20 فبراير" التي تطالب باصلاحات دون المساس بالنظام الملكي. واصغى العاهل المغربي الى الدعوات الى المزيد من الديمقراطية واعلن في 9 آذار/مارس انه سيقوم باصلاحات عميقة.

وفي خطاب الى الشعب قدم العاهل المغربي مساء الجمعة مشروعه للاصلاحات الدستورية الذي سيتم عرضه على استفتاء في غضون اسبوعين وتحديدا في الاول من تموز/يوليو.

ولئن رحب البعض داخل الطبقة السياسية التقليدية في المغرب بمشروع الدستور الجديد وابدى بعضها الاخر ملاحظات عليه، فان حركة "20 فبراير" قالت ان الاصلاحات التي اعلنها الملك غير كافية ودعت للتظاهر السلمي مجددا الاحد.

بيد ان الانتقادات للنظام الملكي في المغرب لا تشمل الجوانب السياسية فقط بل تتعداها الى انتقاد انخراط العائلة المالكة في عالم الاعمال.

وتملك الاسرة المالكة في المغرب اسهما في شركات خاصة مثل البنك النافد في المغرب "التجاري وفا بنك". وقال نور الدين عيوش العامل في مجال الاعلان والناشط في المجتمع المدني "حان الوقت الذي يجب ان يتخلى فيه شخص الملك عن دور المستثمر الاقتصادي".

وللعاهل المغربي طفلان هما ولي العهد مولاي الحسن الذي ولد في 28 ايار/مايو 2003 والاميرة للا خديجة التي ولدت في 28 شباط/فبراير 2007.

وبحسب مقربين يقوم العاهل المغربي بانتظام بزيارات خاصة ولا سيما الى فرنسا والولايات المتحدة لممارسة رياضاته المفضلة مثل التزلج وركوب الدراجات البحرية (جت سكي).