وجاء القصف بعد توغل الجيش الإسرائيلي في بيت جن لاعتقال عدد من الشبان، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين شبان من أهالي البلدة والجيش الإسرائيلي، الذي أعلن عن إصابة ستة من جنوده. 

الجامعة العربية: التوقف عن زرع الفتن

أدانت جامعة الدول العربية بشدة ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي السافر على بلدة بيت جن بريف دمشق، منددة بما تقوم به إسرائيل من انتهاك للفانون الدولي، واتفاقية فض الاشتباك 1974، داعية المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته للجم هذا التغول الإسرائيلي، والتوقف عن سياسات زرع الفتن وتأجيج الصراعات.
وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي، بـ”حمل إسرائيل على وقف هذه الاعتداءات والانسحاب الفوري من الأراضي السورية التي احتلتها بعد 8 كانون الأول 2024″.
بدوره، اعتبر أمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن استمرار الانتهاكات الإجرامية الإسرائيلية على أراضي سوريا “يفاقم التوتر ويقوض جهود إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة”.
ودعا البديوي المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ومنع الانزلاق نحو مزيد من التوتر الذي يهدد السلم الإقليمي والدولي، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على استقرار سوريا ووحدة أراضيها. 
في ذات السياق، أدانت الخارجية الكويتية، الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن بريف دمشق، واعتبرتها “امتدادًا للنهج الإسرائيلي المُزعزع لأمن واستقرار المنطقة، ويقوض الجهود الإقليمية والدولية الساعية لخفض التصعيد”.

بريطانيا: التوغلات غير مقبولة

المبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، اعتبرت في تغريدة على حسابها بمنصة “إكس” ، أن استمرار التوغلات الإسرائيلية “أمر غير مقبول”.

وقالت سنو إن “استمرار التوغلات الإسرائيلية في سوريا، بما في ذلك التقارير عن سقوط قتلى مدنيين صباح اليوم، أمر غير مقبول”.

وحثت إسرائيل على احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، والوفاء بالتزاماتها تجاه السلام والاستقرار والأمن.

تركيا: يجب وضع حد لإسرائيل

المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، اعتبر أنه توحد المجتمع الدولي حول استقرار سوريا، أثبتت إسرائيل مرة أخرى أنها تسعى إلى تحقيق “أجندة مدمرة” بهجماتها على بلدة بيت جن في ريف دمشق.

وقال كيتشيلي، “رغم عدم وجود أي تهديد ضدها من جانب سوريا، فإن إسرائيل تنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها بأعمالها وعملياتها العسكرية، مما يشكل تهديدًا للمدنيين واستقرار المنطقة”.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية التركية، أنه يجب وضع حد فوري لهجمات إسرائيل، الهادفة إلى عرقلة جهود الحكومة والشعب السوري في إرساء الأمن والازدهار والسلم الاجتماعي في البلاد، معتبرًا أن مسؤولية القيام بذلك تقع على عاتق جميع الأطراف المسؤولة في المجتمع الدولي. 
الإخوان المسلمون: للسوريين حق الدفاع عن النفس
جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أدانت في بيان الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، معتبرةً إياها جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ولا يمكن تبريرها بأي شكل، في وقت يسعى فيه الشعب السوري إلى مرحلة بناء واستقرار.

وأكدت الجماعة أن للشعب السوري “الحق الكامل في الدفاع عن نفسه وحماية أرضه وحياته وكرامته أمام أي اعتداء أو وجود غير مشروع، وفق المواثيق الدولية”، مطالبة الدول العربية والمجتمع الدولي بـ “اتخاذ موقف حازم ومسؤول ضد هذه الاعتداءات”.

في وقت سابق من اليوم، أدانت الأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان، الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن، ودعت لوقف هذه الانتهاكات.

13 قتيلًا وحركة نزوح

وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أدان الهجوم الإسرائيلي على بيت جن، في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”، معتبرًا أن استمرار الاعتداءات يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليمي، ويستوجب موقفًا دوليًا حازمًا لوقف هذه الانتهاكات.
وقال الشيباني، إن ما جرى في بيت جن هو “جريمة متكاملة الأركان بحق أبناء شعبنا”، مضيفًا أن سوريا تؤكد حقها الكامل في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل المشروعة وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وزارة الخارجية السورية، حمّلت في بيان، “سلطات الاحتلال الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن هذا “العدوان الخطير”، وما نجم عنه من ضحايا ودمار، معتبرة أن استمرار هذه “الاعتداءات الإجرامية” يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويأتي في سياق “سياسة ممنهجة لزعزعة الأوضاع وفرض واقع عدواني بالقوة”.
وشهدت بلدة بيت جن اليوم حركة نزوح إلى البلدات المجاورة، تزامنًا مع تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي في سماء البلدة، فيما لا يزال مصابون عالقين تحت الأنقاض الناتجة عن القصف، وفق ما أفاد الناشط فهد محمد عنب بلدي.
ودخلت فرق الدفاع المدني السوري وسيارتا إسعاف من مديرية الصحة بريف دمشق بلدة بيت جن بريف دمشق لنقل القتلى وإسعاف المصابين جراء القصف الإسرائيلي، وفق ما قالت وكالة “سانا” الرسمية، بعد انتظارها مطولًا على حدود البلدة.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، إن المصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي هم ضابطان وجندي احتياط أصيبا بجروح بالغة، وجندي احتياط آخر أصيب بجروح متوسطة، وجنديا احتياط أصيبا بجروح طفيفة.
الجيش الإسرائيلي، قال في بيان إن قوات من لواء “الاحتياط 55” كانت تنفذ عملية اعتقال لعدد ممن سماهم “المشتبه بهم من جماعة إسلامية”، ينشطون في قرية بيت جن جنوبي سوريا.
واعتبر الجيش في بيانه، أن المشتبه بهم يقومون بالترويج لـ”مؤامرات إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل”.