نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


تحولات الإماميين ....هل بدأ الزيديون في اليمن بالتحول فعلا الى الشيعة الأثني عشرية ...؟




لندن - الهدهد - دبي - أسيل طبارة - حرب صعدة ليست صراعا على السلطة فحسب وطمعا في مكاسبها وان كان فيها بالتأكيد شئ من هذا فهناك جانب آخر لا ترصده التقارير الإخبارية المنكبة على إحصاء النازحين والقتلى وهذا الجانب يتمثل في صراع عقائدي تاريخي طويل يمتد مئات السنين وله جذوره المعروفة في تاريخ الفرق الاسلامية لذا لا غرابة أن يسعى المتمردون الحوثيون الزيديون الذين تخوض القوات اليمنية الحكومية حملة عسكرية ضدهم في شمال البلاد منذ شهرين، الى حماية حقوق الطائفة الزيدية في الاساس الا ان تحركهم يتخذ ابعادا سياسية وعسكرية غلبت على الطابع العقائدي للصراع في شمال اليمن وشبه الجزيرة العربية .


الامام بدر الدين الحوثي وولده حسين ...التحولات بدأت قبل مقتل حسين الحوثي
الامام بدر الدين الحوثي وولده حسين ...التحولات بدأت قبل مقتل حسين الحوثي
ويقود عبدالملك الحوثي هذا التمرد الذي يضم الاف المقاتلين المتحصنين في جبال محافظتي صعدة وعمران الشماليتين والأمر هنا لا يتعلق بالسياسة والمعارك وحدها فهناك كما أسلفنا وكما يعتقد البعض تحول عقائدي تشهده المنطقة بل أن هناك من يؤكد كالباحث والاكاديمي اليمني محمد الظاهري بأن زيدية اليمن بدأت تتشرب افكار الشيعة الاثني عشرية منذ ثورة الامام الخميني وتأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل ثلاثين عاما
ويواجه المتمردون بشراسة الجيش اليمني منذ 11 اب/اغسطس الماضي تاريخ اندلاع "الحرب السادسة" في اطار النزاع المستمر بينهما منذ 2004.
وخلف عبد الملك الحوثي شقيقه حسين الذي كان داعية قتل بايدي القوات اليمنية خلال اول جولة من القتال في 2004 بعد ان كان لسنوات حليفا لنظام صنعاء وممثلا عن حزب الحق الزيدي في البرلمان اليمني.

وكان حسين الحوثي انفصل عن حزب الحق في 1997 ليؤسس جماعة تحمل اسم "الشباب المؤمن".
وكان الهدف المعلن لجماعة "الشباب المؤمن" المحافظة على الزيدية في وجه ازدياد انتشار ونفوذ السلفيين السنة الذين تضاعف حضورهم في شمال غرب البلاد على وقع تنامي نشاط تنظيم القاعدة والمجموعات القريبة من هذا التنظيم.

والزيدية فرع من الشيعة ويشكل اتباعها اقلية في اليمن ذات الغالبية السنية لكنهم يشكلون غالبية في شمال غرب البلاد.
ويمثل الزيديون ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 22 مليون نسمة تقريبا، كما ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح نفسه ينتمي الى الزيدية اضافة الى قسم من افراد النخبة الحاكمة.
ومنطقة صعدة هي مهد الزيدية التي تاسست عام 898 كنظام ديني سياسي تحت اسم "الامامة الزيدية" التي اطاح بها انقلاب عسكري عام 1962.

وبحسب تقرير اصدرته مؤخرا المجموعة الدولية للازمات (انترناشيونل كرايسيس غروب)، بدأ النزاع في 2004 كعملية امنية بسيطة لالقاء القبض على النائب السابق حسين الحوثي، الا انه بات الان "نزاعا يزداد تعقيدا وامتد الى مناطق اوسع وتداخل فيه لاعبون خارجيون على خلفية الحرب الباردة الاقليمية".
وذكر التقرير ان الحرب "اتخذت في مراحل مختلفة او بشكل متزامن احيانا، طابع الحرب الطائفية والسياسية والقبلية" على خلفية "مطالب تاريخية" و"نقص تنموي متفش" اضافة الى "المواجهة الاقليمية بين السعودية وايران".

وقال الاكاديمي اللبناني المتخصص في الشؤون اليمنية سامي دورليان ان "الامامة حكمت طوال الف سنة في اليمن عبر اخضاع القبائل" في منطقة صعدة التي "لم تنضم الى الجمهورية الا في 1970 في اعقاب حرب اهلية استمرت ثمانية اعوام، قبل ان يتم تهميشها".

وتدور الحرب في منطقة صعدة المتاخمة للسعودية والتي تعد مهد الامامة الزيدية ومن ثم معقل موالي الامامة خلال الحرب الاهلية التي اعقبت الاطاحة بهذا النظام في 1962.
وقال المحلل الاجنبي الذي فضل الكشف عن اسمه "انها منطقة محرومة تم اقصاؤها عن سياسات التنمية منذ زمن طويل".
الا ان الحرب لا يمكن وصفها بانها حرب بين السنة الذي يشكلون غالبية في اليمن، وبين الزيديين الشيعة الذي يشكلون غالبية في شمال غرب غرب البلاد.
وتتهم صنعاء ايضا المتمردين بتلقي الدعم من جهات من ايران، الا ان المتمردين ينفون ذلك ولو انهم يجاهرون باعجابهم بحزب الله الشيعي اللبناني ويعتمدون ادبيات قريبة من ادبيات الثورة الاسلامية.
وقال دورليان في هذا السياق ان المتمردين الذين لم يكشفوا قط بوضوح عن مطالبهم الحقيقية "لديهم علاقة معنوية بايران وليس علاقة عضوية".

واعتبر المحلل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "النزاع له طابع محلي خصوصا، اذ ساهم القمع في تفاقم هذا النزاع" الذي بات "يتغذى بشكل اساسي من العنف".
من جهته، افاد باحث آخر ان "القمع الهمجي والعنيف يجعل التمرد يتمدد وقد تحالفت كل القبائل حول صعدة مع الحوثيين"، معربا عن خشيته من توسع النزاع جغرافيا.
واضاف هذا الباحث ان المواجهات التي بدأت على شكل حوادث معزولة بين المتمردين والقوات الحكومية في 2004 "تحولت الى حرب اهلية حقيقية يغذيها النظام القبلي القائم على الثار".
كما شكك الباحث بامكانية التوصل الى حل قريب للنزاع مؤكدا ان "الحل لا يمكن ان يكون عسكريا".

وعلى عكس الشيعة في ايران والعراق ولبنان، لا يعد الزيديون شيعة اثني عشريين اذ انهم يكرمون ائمة الشيعة الخمسة الاوائل، ثم ائمتهم الذين تعاقبوا على كرسي الامامة الزيدية الى ان اطيح بها في 1962.
ويعتبر الزيديون ان الامام يجب ان يكون من "الاسياد" او "آل البيت"، اي من سلالة النبي محمد عبر ابنته فاطمة والامام علي بن ابي طالب.
الا ان مجموعة من العلماء الزيديين اصدروا بيانا عام 1990 تخلوا فيه عن فكرة اعادة الامامة الزيدية.
من جهته، قال الاكاديمي اليمني محمد الظاهري ان الزيديين "تشربوا افكار الشيعية الاثني عشرية" منذ الثورة الاسلامية في ايران (1979).

إن الجيش المصري هو الذي أضعف الزيدية في اليمن منذ أيام السلال وليس الجيش اليمني فاضافة الى الانتماء الزيدي للرئيس هناك زيديون كثر في الجيش وبعضهم يتمرد أثناء القتال ولا يحارب طائفته وهذا ما لا تذكره بيانات الجيش اليمني الذي بدأ يعتمد على الفرق الموثوقة فقط كالحرس الجمهوري الذي يقوده ابن الرئيس شخصيا كما قل الاعتماد على الجنرال الاحمر خوفا من تقوية نفوذه في الدولة لدى تحقيق اي انتصار واضح للجيش في صعدة



الهدهد - وكالات - اف ب
الاحد 11 أكتوبر 2009