نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


تعز اليمنية:معارك شبه مجمدة وحصار متواصل واتهامات بالإهمال






صنعاء - تعيش محافظة تعز، كبرى محافظات اليمن سكانا، واقعا مأساويا في ظل استمرار الحصار المفروض عليها من قبل جماعة أنصار الله الحوثية، منذ نحو أربعة أعوام، في الوقت الذي باتت المعارك فيها شبه مجمدة دون تقدم حقيقي لأي طرف منذ أشهر عديدة، ما جعل مراقبين يشيرون إلى أن المحافظة التي توصف بأنها عاصمة الثقافة للبلاد، تتعرض لإهمال كبير وشامل يتجاهل مأساتها.
وعلى الرغم من سيطرة القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، على الغالبية العظمى لمدينة تعز(مركز المحافظة)، يفرض الحوثيون حصارا خانقا عليها من معظم الاتجاهات باستثناء الاتجاه الشمالي الغربي.


 
وباتت مختلف جبهات محافظة تعز، تعاني من شبه تجميد منذ أكثر من عام، باستثناء بعض الهجمات المتبادلة من قبل القوات الحكومة اليمنية والحوثيين، في ظل مطالبات بضرورة استكمال تحريرها من الحوثيين لإنهاء الحصار المفروض.
وعلى الرغم من انعقاد عدة مشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، لم يتم العمل على طرح قضية تعز كأولوية من أجل فك الحصار عنها، وحل الوضع الإنساني المأساوي الذي تعانيه.
وفي المشاورات الأخيرة التي انعقدت في العاصمة السويدية ستوكهولم بين الأطراف اليمنية، تم الإعلان أنه تم الاتفاق على خفض التصعيد في محافظة تعز، دون الإشارة بشكل واضح إلى ضرورة إنهاء الحصار المفروض عليها.
وعلى الرغم من أن اتفاق ستوكهولم الخاص بتعز قد أقر تشكيل لجان من مختلف الأطراف من أجل العمل على حل الوضع هناك، يشير الواقع إلى أنه لم يحرز أي تقدم في مسألة البدء في العمل من أجل إنهاء مأساة المحافظة.
وسبق أن خرجت عدة مظاهرات في مدينة تعز، تطالب التحالف العربي، بالعمل على سرعة استكمال تحرير تعز من الحوثيين وفك الحصار عنها، إلا أن الواقع الميداني لا يزال معقدا.
ويتهم بعض الناشطين اليمنيين، التحالف العربي، بإعاقة استكمال تحرير المحافظة والاعتناء بوضعها سياسيا وأمنيا.
وقبل أكثر من شهر، أصدر الرئيس اليمني قرارا بتعيين محافظ جديد لها وقائدا جديدا للجيش الحكومي ، وهو الأمر الذي ربما قد يكون في سياق الأهداف الحكومية الرامية لتغيير الوضع هناك.
تعز كواجهة للمشروع الوطني
تتمتع تعز بأهمية استراتيجية كبيرة، كونها تشرف على مضيق باب المندب البحري الدولي، إضافة إلى امتلاكها لكادر بشري هائل ومؤهل، ناهيك عن تصدرها لمشاريع التغيير منذ فترة ليست قصيرة، وهو الأمر الذي جعلها محل تركيز من قبل بعض الأطراف التي لا ترغب بدورها البارز، ما جعل وضعها يستمر بالتدهور وعدم الاهتمام بها كما يقول بعض المهتمين.
في هذا السياق، يقول نبيل البكيري، كاتب ومحلل سياسي يمني، إن مشكلة تعز تكمن في أنها تعد واجهة المشروع الوطني وحاملة لمشروع ثورة شباط /فبراير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح(قتل على يد الحوثيين في مواجهات نهاية كانون أول/ ديسمبر 2017).

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، "أن هذا المشروع الوطني الذي تتبناه تعز، يعتبر غير مقبول إقليميا ودوليا، سواء من قبل بعض الأطراف المحلية كالطرف الانقلابي( الحوثيون) وجماعة الانفصال ( المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله)، إضافة إلى جماعة صالح في السلطة شرعية".
وأوضح البكيري الذي هو من أبناء تعز أن" كل هذه الأطراف التي تم ذكرها آنفا متفقة تماما حول تعز واستمرار حصارها؛ لأنها لو تحررت وفك حصارها لسحبت البساط من تحت أقدام أصحاب المشاريع الصغيرة".
ولفت إلى أن" الانقلابيين الحوثيين يَرَوْن في تعز أنها من أفشل انقلابهم بصمودها وإلهامها لكل اليمنيين في مقاومة الانقلاب ومواجهته، في حين يرى الانفصاليون فيها أيضا عقبة أمام مشروعهم الانفصالي، كما ينظر إليها بقايا نظام صالح أنها هى التى أسقطتهم".
ومضى البكيري قائلا" رغم إن تعز هي الحاضنة الأقوى للسلطة الشرعية، وتقاتل من أجلها؛ لكن الشرعية-للأسف- خذلت تعز وصمودها".

وأضاف " التحالف العربي يرى في تعز نواة اليمن الجمهوري الاتحادي القوي، وهو ما لا يريده التحالف للأسف ويعمل على عكس ذلك".

حسابات خاطئة
استمرار الوضع كما هو عليه من معارك شبه مجمدة، جعل البعض يتحدث بأن التحالف قد يكون من بين الأسباب التي أعاقت تحريرها وفك الحصار عنها، إضافة إلى معاناتها من خذلان السلطات الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.

ويقول عماد المشرع، صحفي يمني مقيم في مدينة تعز، إن تأخير تحرير ما تبقى من المحافظة كل هذه المدة، يعود إلى حسابات خاطئة لبعض دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مشيرا إلى أن هذه الدول ترى في فصيل سياسي بعينه تناصب له العداء( في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ينظر إليه بأنه جناح للإخوان المسلمين وينفي هو ذلك)، بأنه من يسيطر على المدينة، و أن تحريرها سيمكنه أكثر، وهو اعتقاد خاطئ، حسب قوله.
وأضاف في تصريح لـ (د.ب.أ)، "أنه كلما تأخر تحرير تعز، أضر بالتحالف العربي والشرعية، حيث أن جبال المحافظة تطل على محافظتي لحج وعدن"، موضحا أنه حدث استهداف قاعدة العند الشهر الماضي من قبل الحوثيين بطائرة مسيّرة، وقبله استهداف مقر التحالف في عدن، وكل ذلك تم من جبال تابعة لمحافظة تعز لا تزال تحت سيطرة الحوثيين، "كلما تأخر تحريرها، استخدمها الحوثيون لاستهداف عدن والمناطق المحررة المجاورة لها".



وتابع المشرع" منذ سنة تقريبا، أصبحت المواجهات شبه مجمدة في المحافظة، بسبب انقطاع وتوقف الدعم عن الجيش الحكومي".

وأضاف" يمر الحوثيون بحالة انكسار بعد خسارة معظم مقاتليهم في مواجهات تعز التي لم يستطيعوا اجتياحها منذ انقلابهم في عام 2015، وفي حال عزم التحالف على استكمال التحرير لن يأخذ الأمر أقل من شهر".
ولفت إلى أن قضية تعز، تم إدراجها في أجندة مشاورات ستوكهولم، وشكلت لجنة منبثقة من تلك المشاورات للتفاوض حول فتح المعابر وإيصال المساعدات إلى المحاصرين داخل المدينة، إلا أن الشرعية لم تكن متحمسة للقضية... "لا أدري هل ضغوطات من أطراف دولية عليها، أم حسابات أخرى".
وقال إن" سكان تعز يأملون بأن التغييرات الأخيرة التي أجراها الرئيس هادي بتعيين محافظ جديد وقائد للمحور العسكري، ستعمل على تحريك المياه الراكدة، وستأذن بانطلاق ساعة الصفر لاستكمال التحرير، لكن يبقى ذلك مجرد تفاؤل".
خذلان الجميع
تعتبر محافظة تعز، من أكثر المحافظات اليمنية التي تضررت جراء الحرب، حيث سقط الآلاف من المدنيين فيها بين قتلى وجرحى، بقصف متكرر للحوثيين وغارات جوية لطيران التحالف العربي.
وأدت الحرب التي اندلعت في شوارع وأحياء المدينة، إلى تدمير عدد كبير من المنازل، ما جعل البعض يشير إلى أن هناك مؤامرة على المحافظة من قبل جميع الأطراف.
ويقول المواطن محمد الأحمدي، أحد أبناء محافظة تعز، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن تعز أصبحت تعيش ظلما من مختلف الأطراف، مشيرا إلى أن الحوثيين يحاصرونها منذ فترة طويلة، في حين الشرعية تحاصرها بشكل حقيقي في تأخير تحريرها وعدم توفير الخدمات الأساسية لها.
وأضاف أن" تعز، دفعت ثمنا باهظا من أجل الحرية والكرامة، والآن تكافأ من قبل مختلف الأطراف بالخذلان".
ولفت إلى أن محافظته، لا هي استطاعت مواصلة المقاومة حتى تحرير نفسها بالكامل من الحوثيين، ولا هي سلمت نفسها للحوثيين من البداية ومنعت عن ذاتها التدمير الذي طالها بشكل مروع.
وأشار إلى أن الحل الحقيقي للمحافظة هو الدعم الفعلي من قبل التحالف على كافة الأصعدة من أجل تحريرها من الحوثيين، ومن ثم البدء في مسألة إعادة الإعمار، وإعادة البسمة لأهاليها.
(د ب ا) أ م ل/ ب ت

د ب ا
الخميس 14 فبراير 2019