تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


جزيرة روتان الهندوراسية فردوس السياح الباحثين عن رياضات الماء




تجيوسيجالبا (هندوراس) - فرانز سميتس - لا تعرف هندوراس كثيرا كمقصد للجذب السياحي، غير أن هذه الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى تبذل حاليا الكثير من الجهد لتغيير هذه الصورة النمطية عنها، وتسعى هندوراس لكي تصبح جزيرة روتان التابعة لها والواقعة غربي البحر الكاريبي فردوسا سياحيا يجذب الزوار.


جزيرة روتان الهندوراسية  فردوس السياح الباحثين عن رياضات الماء
وبمجرد أن يصل الزائر إلى المطار في كوكسن هول وهي البلدة الرئيسية في روتان سرعان ما يعلم نوعية معالم الجذب الموجودة بالجزيرة والتي تتنوع بين الغطس العميق والغطس السطحي باستخدام أنبوبة التنفس والسباحة، وتقترب الطائرة عند هبوطها في المطار من سطح الماء لدرجة أن الركاب يعتقدون أنها على وشك السقوط داخل مياه البحر الفيروزية.

ويبلغ طول جزيرة روتان 60 كيلومترا وبها ثلاث قمم جبلية مكسوة بالغابات يصل ارتفاع كل منها إلى 230 مترا فوق سطح البحر.
وتبعد الجزيرة عن ساحل هندوراس بمسافة 50 كيلومترا تقريبا وتقع في قلب ما يعرف باسم خليج آيلاندز، ويشمل الأرخبيل الذي يقع خلف وسط جزيرة روتان منطقة أوتيلا ناحية الغرب وجوناجا ناحية الشرق بالإضافة إلى العديد من الشعاب البحرية الصغيرة، كما يوجد أرخبيل كايوس كوشينوس بالقرب من ساحل هوندوراس الأرض الأم.

وتتمتع روتان بجمال رائع يشبه الفردوس خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يحبون ممارسة الأنشطة تحت الماء مثل الغوص العميق أو الغطس السطحي باستخدام أنبوب التنفس، ويقول ديرك وهو من هواة الغوص المتمرسين جاء من سويسرا إن الجزيرة مناسبة بشكل خاص للمبتدئين في مجال الغوص، ويعرب عن خيبة أمله لعدم رؤيته لحيتان القرش التي تعد أكبر أنواع أسماك القرش في البحار وهي عنصر آخر تسعى هندوراس لاستغلاله لأكبر حد ممكن في إطار جهودها لاجتذاب السياح لشواطئها.

وتقع جزيرة روتان بالقرب من أحد أكبر حواجز الشعب المرجانية الذي يتيح ظروفا ممتازة لممارسة الأنشطة تحت الماء، وبالنسبة لأولئك الذين لا يريدون أن تبتل أجسامهم بالمياه أو أن يكتموا أنفاسهم عند ممارسة الغوص يمكنهم أيضا الاستمتاع بعالم المياه بالنظر إليه من خلال القاع الزجاجية للزوارق، ويمكن لآخرين أن يختاروا التوجه إلى الجانب الشمالي من الحاجز المرجاني من الخليج الغربي داخل غواصة صغيرة ثم الغطس لمسافة 1200 قدم تحت سطح الماء. وزادت شهرة روتان لدى عالم السياحة عندما ضرب إعصار ميتش المنطقة عام 1998 وتسبب في حدوث دمار كبير.

وفي إطار الجهود الرامية إلى إعادة إعمار هندوراس مول البنك الدولي عملية توسيع مطار جزيرة روتان بهدف السماح بهبوط الطائرات الكبيرة الحجم مما يدعم حركة السياحة، وجاء إلى الجزيرة العديد من المواطنين الأمريكيين والكنديين والبريطانيين واستثمروا في إقامة الفنادق الصغيرة ومراكز تعليم الغوص.

وأدت عمليات الاستثمار هذه إلى زيادة الاتجاه لإضفاء الطابع الإنجليزي على روتان حيث ظلت الإنجليزية أكثر اللغات أهمية على الجزيرة، ولم تعد هناك تجمعات للسكان الأصليين على الجزيرة لأنهم توفوا نتيجة تعرضهم للأمراض القادمة مع المستوطنين الأسبان في القرن الخامس عشر.

وأصبحت روتان خلال القرون التالية محلا للصراع المستمر بين أسبانيا وإنجلترا كما صارت ملاذا مهما للقراصنة الإنجليز وتم تسمية أحد أحيائها وهو كوكسين هول باسم أحد القراصنة ويدعى جون كوكسين.

وتعد مستوطنة بونتا جوردا في شمال شرقي روتان أقدم مستوطنة على الجزيرة، ويوجد بالمستوطنة معظم السكان السود الذين ينحدرون من قومية الكاريبي الذين جلبهم الإنجليز من جزيرة سانت فينسنت بالهند الغربية في أواخر القرن الثامن عشر.

وتمرد هؤلاء العبيد بمساعدة الفرنسيين على سادتهم الإنجليز في ذلك الحين، وانتقل معظمهم إلى الساحل الشمالي لهندوراس حيث طوروا حضارة جاريفونا.

وأصبحت اليوم موسيقى ورقصات الجاريفونا عنصرا منتظما من العروض البهيجة التي تقدم للزوار الذين يصلون إلى روتان قادمين من ميامي على متن سفن كبيرة للرحلات البحرية، وتؤدي المجموعة الفنية بقيادة رولاندو هيل عروضها لمدة ثلاثة أيام كل أسبوع على شرفة مطعم إيجلز رايز أو أشعة النسر والذي بني فوق أكوام من الحجارة التي ردمت جزءا من مياه البحر عند خليج هاف مون.

وييصل المئات بل الآلاف من الزوار القادمين على متن سفن الركاب راكبين الحافلات العامة وسيارات الأجرة إلى الجداول المائية والشواطئ وغيرها من المواقع السياحية حول الجزيرة في جولة تستغرق ساعتين يتركون فيها سفينتهم التي تقل 4000 راكب.

ويقول هيل الذي ينتمي إلى الجيل الأكبر من مغني الجاريفونا بجزيرة روتان إننا لا نهتم بعدد الزوار الذين يأتون إلى الجزيرة حيث نحصل على حصة ثابتة منهم.

ومن المتوقع أن يتزايد عدد الزوار، وتسعى هندوراس إلى اجتذاب السياح الذين يصلون إلى روتان لزيارة المقاصد السياحية في الأرض الأم، وقالت نيللي جيريز وزيرة السياحة بهندوراس لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ) إن هدف الوزارة هو زيادة عدد السياح الأوروبيين.

وبلغ عدد الزوار عام 2010 نحو 900 ألف، وتتوقع جيريز زيادة عدد سفن الركاب التي ترسو على الجزيرة من 171 سفينة الموسم الماضي إلى 231 سفينة خلال الفترة من تشرين ثان/ نوفمبر 2010 إلى نيسان/ إبريل 2011.

وفي المساء يعود فريق الجاريفونا إلى قرية بونتا جوردا حيث لا يزال في استطاعة المرء أن يرى أثر الدمار الذي أحدثه إعصار ميتش، وتم إعادة بناء مجموعة من المنازل ولا يزال العمل جاري في بناء البعض الآخر.

ويرسو قاربان على الشاطئ، ويعيش أبناء الجاريفونا على تناول حبوب الفاصوليا والذرة ولديهم وحدهم الحق في صيد الأسماك داخل منطقة الشعب المرجانية، وليست لديهم فرصة في الصيد في البحر المفتوح بزوارقهم الخشبية.

ومعظم المباني المقامة على جزيرة روتان مصنوعة من الأخشاب وكذلك الفنادق التي تقف شرفاتها في الغالب تحت الأشجار وسط الخضرة المدارية الكثيفة كما لو أنها تبحث عن الحماية من العواصف والمياه، وبخلاف النزل الصغيرة يوجد أكثر من 1500 غرفة متاحة في روتان.

وأسهل طريقة للوصول إلى الجزيرة هو ركوب الطائرة من الولايات المتحدة، وتستغرق الرحلة من مدينة هوستون بولاية تكساس ساعتين ونصف الساعة أما الرحلة من ميامي فتستغرق أكثر من ساعة واحدة بقليل، كما توجد رحلات جوية للجزيرة من كندا، كما تغادر رحلة من مدينة ميلانو الإيطالية مرة كل أسبوع متوجهة إلى الجزيرة، بينما توجد رحلات بحرية يومية بالعبارات تأتي من مدينة لا سيبا المطلة على ساحل هندوراس.

ومن المقرر أن تتغير الأمور حيث من المتوقع تنظيم مزيد من الرحلات الجوية المباشرة من أوروبا إلى روتان على حد التصريح الذي أدلى به مؤخرا روميو سيلفستري النائب البرلماني ورجل الأعمال بقطاع السياحة لصحيفة لا برينسا اليومية التي تصدر في هندوراس.

فرانز سميتس
الخميس 31 مارس 2011