نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


جو بايدن، نائب أوباما أمل الديمقراطيين في المرحلة القادمة




واشنطن – اعتاد جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما أن يحمل مفكرة يدون بها كل ليلة تقييما ليومه: يضع علامة واحدة، إذا كان اليوم سيئا، أما إذا كان اليوم جيدا فإنه يستحق العلامة الكاملة 10 على عشرة.


الثامن عشر من كانون أول/ ديسمبر 1972، كان بالغ السوء لدرجة أنه لا يستحق أية علامة. إنه اليوم الذي فقد فيه زوجته الأولى وابنته ذات الثلاثة عشر شهرا في حادث سيارة. في ذلك الوقت كان عمره 30 عاما، ولم يهنأ بعد اختياره من قبل الحزب الديمقراطي نائبا في مجلس الشيوخ. ولم تكن هذه الضربة العنيفة الوحيدة التي تلقاها بايدن، حيث فقد ابنه بيو عام 2015، بعد معاناة مع السرطان. تركت هذه الوقائع القاسية، أثرا لا ينمحي في حياة السياسي المخضرم. عقب وفاة ابنه، قرر بايدن عدم خوض سباق الرئاسة عام 2016. بعد ذلك كشف في مقابلة أنه لولا الظروف لكان اقتحم السباق الانتخابي بصدره، إلا أن عائلته كانت محطمة "أنا كنت محطما"، أضاف. الآن وبعد مرور أربع سنوات، بوسع بايدن العودة للمسار وخوض غمار المعركة الانتخابية، والتي تبدأ منافساتها من داخل البيت، حيث يتعين عليه أن يثبت جدارته بنيل ترشيح الحزب، مثلما فعل أوباما، ليكون أهلا للدخول في مواجهة مع الرئيس الحالي، دونالد ترامب. هناك تكهنات منذ أربعة شهور بشأن هذه الاحتمالية، كما أن بايدن نفسه لم يخف مطلقا طموحه للحصول على الرئاسة، ومن ثم أكد في كانون أول/ ديسمبر الماضي أنه المرشح الأجدر والأكثر استعدادا لهذا المنصب. إلا أن الأوراق اختلطت مجددا داخل الحزب الديمقراطي، حيث يضغط مرشحون من اليسار أكثر شبابا من أجل الوصول للسلطة، فضلا عن أنها فرصة النساء. صحيح أن بايدن أكثر خبرة من الآخرين، خاصة فيما يتعلق بمجالات السياسة الخارجية والأمن، ولكنه الآن في السابعة والسبعين من عمره، وفي حال انتخابه، سيكون أكبر الرؤساء سنا في تاريخ الولايات المتحدة، فضلا عن أنه رجل على غرار سابقيه. رجل مسن، أبيض مثلما يقال في الوقت الراهن. وبالتالي فإن بايدن من وجهة نظر البعض يمثل النقيض لما تعنيه روح التغيير. من المقرر أن تبدأ في غضون عام الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الرئاسي في 2020. ومع ذلك، فإن الحملة الانتخابية قد بدأت بالفعل. فقد أكد عدد كبير من المرشحين الديمقراطيين خوضهم السباق لنيل ترشيح الحزب في 2020، وهناك غيرهم من هم على وشك اتخاذ القرار. ولهذا تضم الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذه المرة أكبر عدد من المرشحين على الإطلاق. في تاريخ الحزب. يبرز من بين هؤلاء السناتورة اليسارية عن ولاية مساشوستس، إليزابيث وارن، وإلى جانبها نائبة الكونجرس عن كاليفورنيا، كمالا هاريس، وإلى جانبهما كلا من نائبة نيو جيرسي، كوري بوكر والنائبة إيمي كلوبتشار والنائبة كريستن جيلبراند، ومعهما البرلماني تولسي جبارد وعمدة سان أنطونيو السابق جوليان كاسترو. هناك أيضا النائب المستقل ذو الميول اليسارية برني ساندرز، والذي قرر خوض الرئاسة مجددا في 2020، وهو أيضا في الـ77 من عمره، وسبق له خسارة سباق الترشح أمام هيلاري كلينتون. وعلى غرار بايدن يتمتع ساندرز بخبرة سياسية واسعة، وخلفية جديرة بالإشادة، كما يحظى بمركز متقدم في استطلاعات الرأي. مازال بايدن يلتزم الصمت بشأن مخططاته. ولكن القيادي الديمقراطي يحظى بشعبية جارفة، مما أهله لتصدر استطلاعات الرأي، وبفارق كبير عن أقرب المرشحين إليه، ولكن حتى الآن لا يمكن القطع بأهمية هذه الاستطلاعات المبكرة ومدى تأثير نتائجها على أرض الواقع. وخلال عرض كتابه في تكساس الشهر الماضي، خاطب بايدن الحضور في غرفة مزدحمة. لدرجة أن شابتين كانتا ترتديان قمصانا تحملان شعار حملته المحتملة "بايدن 2020". تحدث نائب الرئيس السابق عن عائلته، ابنه المتوفى ومكافحته ضد السرطان. وحكى أنه عندما يستيقظ ، في كل صباح يتوقع أن يشعر "بو" بالفخر به. "كان علي أن أعدك بأنني لن أستسلم أبداً"، يؤكد. تلك الليلة، أثر كلامه في الحضور، في أكثر من مناسبة، بسبب فصاحته، ونبرته الحنون التي تنطوي على سحر الجد. كان على طبيعته كعهده دائما. وحينما تحدث، طوقت الأجواء هالة من زمن الرئيس باراك أوباما. تذكر بحنين فترته مع أول رئيس من أصول أفريقية يصل للسلطة، عندما كانا يهرعان معا: الرئيس ونائبه بحثا عن وجبات خفيفة من شطائر وبسكوتا. اعتاد باين حين عندما يرد ذكر أوباما أن يشير إليه باسمه، بدون ألقاب، ويبدو أن الرئيس السابق كان عليه أن يكافح كثيرا ليكبح جماح شخصية نائبه المندفع. قاد بايدن النضال من أجل زواج المثليين عام 2012، وأثناء مقابلة قال إنه سيشعر براحة تامة إذا كان بإمكان الرفاق المثليين الزواج. هذا البيان لم يتماشى مع ما تم الاتفاق عليه. ومع ذلك، بعد بضعة أيام، أعلن أوباما موقفه كأول رئيس للولايات المتحدة، يؤيد زواج الأشخاص من نفس النوع. عرف عن بايدن عدم المواربة وأنه لا يخشى في الحق لومة لائم. خلال حملة 2016، قال إنه سوف يلقن الرئيس المستقبلي، دونالد ترامب "علقة ساخنة"، عقب نشر فيديو يتفاخر فيه المرشح الجمهوري بقدرته الفائقة على نيل ما يريد من النساء. "لو كنا في المدرسة الثانوية، لانفردت به خلف صالة الألعاب الرياضية ولقنته علقة ساخنة"، قال ردا على تصريحاته الكارهة للنساء. مع ذلك، خلال تقديم كتابه في تكساس، لم يشر بايدن إلى ترامب في أي وقت من الأوقات. في المقابل تحدث كثيرا عن فترة مجلس الشيوخ على مدار 37 عاما، عاصر خلالها سبعة رؤساء. كما يرفض الانتقادات التي توجه إليه بشأن ميله للتقارب كثيرا مع الجمهوريين، قائلا "كيف يمكن أن نحرز تقدما إذا كان كلا الطرفين لا يسعى من أجل الحوار". ومعروف عن بايدن أن لديه القدرة على إنجاز عمل جيد مع الجمهوريين، وهذا يعطيه ميزة تفضيلية في المنافسة حال ترشحه. تفيد صحيفة نيويورك تايمز، أنه قبل الانتخابات التشريعية التي أجريت العام الماضي، حصل الديمقراطي على مئتي ألف دولارا لكي يلقي خطابا أمام إحدى جمعيات رجال الأعمال في متشيجان. اللافت أنه خلال خطابه المقتضب اشاد بنائب جمهوري، فاز بعد ثلاثة أسابيع بالانتخابات أمام منافسة الديمقراطي. يتعين على نائب الرئيس السابق هذه المرة منافسة مرشحين ينتمون لواقع سياسي مختلف. فهم نواب في الكونجرس اعتادوا التصدي يوميا لهجمات ترامب، وعلى المناقشات حامية الوطيس التي لا تنتهي مع زملائهم الجمهوريين أو على جلسات استماع ساخنة، جلسات القاضي المحافظ بريت كافانوه. وبناء عليه، يتحتم على الديمقراطيين تقرير أي نوع من المرشحين يريدون: هل يكون واحدا من الجناح اليساري، يدافع عن اضطلاع الدولة بدور أكبر في مجالات الصحة والضمان الاجتماعي وأن يمضي القسم الأكبر من حملته الانتخابية في مواجهات مع ترامب والجمهوريين؟ أم مرشح من الوسط يمثل مواقف أكثر اعتدالا ويمد يده للجمهوريين؟ بالنسبة لبايدن، يعتبر بقاؤه في مجلس الشيوخ على مدار ما يقرب من أربعة عقود نقطة ضعف حقيقية خلال معترك الانتخابات الرئاسية، خاصة وأنه تورط في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون في قانون مثير للجدل يتعلق بمكافحة الجريمة، جعل أوضاع المعيشة أكثر سوءا بالنسبة للأمريكيين الأفارقة. كما يعاب عليه عندما كان رئيسا للجنة القانونية، خلال التحقيق الذي أجري مع أستاذة القانون أنيتا هيل عام 1992، والتي وجهت الاتهام إلى مرشح المحكمة الدستورية العليا كلارينس توماس، بالتحرش الجنسي. وكان الجمهوريون قد قللوا من شأن تصريحات هيل وشككوا فيها، ولم يتصد بايدن لمثل هذا السلوك. وفي زمن حملة منع التحرش الجنسي "أنا أيضا"، كان بوسع خصومه استغلال تلك الواقعة خلال الحملة الانتخابية. يذكر أن بايدن قدم ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية مرتين عام 1987 وعام 2008. في المرة الأولى تعثر بفضيحة انتحال وسرقة أدبية، وفي المرة الثانية كان متفوقا سواء على أوباما او كلينتون، ولكنه آثر الانسحاب عقب نتائج انتخابات ولاية أيوا، مما حدا بأوباما لإسناد دور نائب الرئيس إليه. بعد ذلك، قال بايدن إنه لم يندم لحظة واحدة باتخاذه قرار الانسحاب من سباق 2015، مؤكدا أنه في تلك الفترة كانت الأسرة محور اهتمامه، ومن ثم فإن قرار التراجع كان الأصوب. يتبقى القليل لكي يتيقن الناس، إذا كان نائب الرئيس السابق سيكرر المحاولة مرة أخرى أم لا.

مارين هينموث
الثلاثاء 19 مارس 2019